أطبّاء بلا حدود تحذر من "تفاقم" أوضاع النازحين في صلاح الدين
المدى برس/ بغداد
عدت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الاثنين، أن الأوضاع الإنسانية في محافظة صلاح الدين "مقلقة جداً" وقابلة لـ"التدهور أكثر" في ظل وجود آلاف النازحين واستمرار تدفقهم "الهائل" نتيجة تواصل الأعمال العسكرية وصعوبة تأمين ظروف معيشية "كريمة" لهم، وفي حين بينت أن استجابة السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية "دون المستوى"، أكدت أنها باشرت بإدارة عيادات متنقلة في عدة مناطق بالمحافظة.
وقالت رئيسة بعثة منظمة في العراق، كارولين أبو سعده، في بيان تسلمت (المدى برس) نسخة منه، إن "تدفق آلاف اللاجئين الفارين من أعمال العنف يستمر نحو مناطق أكثر أمناً نسبياً، مع تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية في شمالي العراق وغربيه، مما ينذر بأزمة إنسانية حادة قد تصيب مناطق النزوح الرئيسة، كمحافظة صلاح الدين، حيث تبقى استجابة السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، بضمنها منظمة اطبَاء بلا حدود، دون المستوى".
وأضافت أبو سعده، أن "منظمة أطبّاء بلا حدود الإنسانية الدولية أطلقت نشاطها الطبي في صلاح الدين، سعياً للاستجابة إلى عدد النازحين المتزايد في المحافظة، وبدأت بإدارة عيادات متنقلة في مدينة تكريت ومحيطها وصولاً الى منطقة الحجاج/ السايلو، مركز الفرز والاستقبال، شمالاً"، مشيرة إلى أن "طواقم المنظمة أجرت قرابة ألف معاينة منذ الـ(14 من آب 2016)، وحتى اليوم".
وعدت رئيسة بعثة أطبّاء بلا حدود في العراق، أن "الاحتياجات الإنسانية في محافظة صلاح الدين هائلة وملحّة، وأن الأوضاع الإنسانية في صلاح الدين مقلقة جداً"، مبينة أن "المحافظة تواجه أزمة إنسانية ونحن للأسف ما زلنا في بدايتها، لاسيما أن الأوضاع هناك قابلة للتدهور في الأسابيع والأشهر المقبلة".
وأوضحت أبو سعده، أن "السلطات والمنظمات الإغاثة تواجه صعوبة في تأمين ظروف معيشية كريمة للنازحين بالرغم من انتقالهم إلى مناطق أكثر أمانا نسبياً"، مؤكدة، أن "معظم العائلات أصبحت مفككة نتيجة النزوح مما يزيد الأعباء النفسية التي يعاني منها النازحون نتيجة الأوضاع الأمنية، كونهم يعانون من الصدمة والجفاف."
وتابعت رئيسة بعثة أطبّاء بلا حدود في العراق، أن "الأمراض المزمنة والاضطرابات العضلية الهيكلية والتهابات الجهاز التنفسي والتهابات المسالك البولية والأمراض الجلدية تُعدّ الأكثر شيوعاً بين النازحين في محافظة صلاح الدين"، عازية اسباب البطء في الاستجابة للأزمة الإنسانية في صلاح الدين إلى "التدفق الهائل للنازحين إلى أرجاء المحافظة والأوضاع الأمنية العامة".
واكدت أبو سعده، أن "آلية الاستجابة للموجة المقبلة من النزوح نتيجة الأعمال العسكرية المستمرة في أنحاء البلاد، ما تزال في مراحلها الأولى"، معربة عن ،قلق "منظمة أطبّاء بلا حدود حيال أوضاع النازحين في محافظة صلاح الدين ومن ضمنها صعوبة حصولهم على المياه النظيفة" .
واشارت منظمة أطبّاء بلا حدود، إلى إنها "بدأت منذ الـ(14 من آب 2016)، بإدارة عيادات متنقلة في مدينة تكريت والمناطق المحيطة، لتقديم خدمات الصحة الأولية والصحة النفسية، مبينة أنها "باشرت الأسبوع الحالي بأعمال تشييد قسم المرضى الداخليين الذي يتضمن وحدة استقرار في مخيم حجاج-السايلو، شمالي تكريت، حيث الأوضاع الإنسانية ملحّة".
وأعربت المنظمة، عن نيتها "توسيع نطاق استجابتها وزيادة خدماتها في مجال الرعاية الصحية الأولية والرعاية الصحية الثانوية وتوفير المياه النظيفة لتجمعات النازحين في مدينة تكريت ومحيطها وصولاً إلى حجاج في الشمال"، مؤكدة أنها "ستستمر بإجراء مسح في أنحاء محافظة صلاح الدين لتقويم إمكانية استجابتها في المناطق الأكثر حاجة".
يذكر أن منظمة أطبّاء بلا حدود، عملت بنحو متواصل في العراق منذ العام 2006، ولضمان استقلالية مشاريعها في العراق، لا تتلقى منظمة أطبّاء بلا حدود التمويل من أي جهة حكومية أو دينية أو من أي وكالة دولية بل تعتمد حصراً على تمويل خاص يأتي من متبرعين من حول العالم لإنجاز عملها في العراق. ويبلغ عدد الملاك البشري لمنظمة أطبّاء بلا حدود في العراق، أكثر من 300 موظف أو موظفة.
يشار إلى أن غالبية مناطق محافظة صلاح الدين، مركزها تكريت،(170 كم شمال العاصمة بغداد)، كانت محتلة من قبل تنظيم (داعش)، قبل طرده من المدن والمناطق الرئيسة، وأن العمليات العسكرية ما تزال متواصلة شمالي المحافظة، ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الأهالي. |