البرلمان يُقيل وزير الدفاع بالاقتراع السريّ.. ومُتّحدون تعتزم الطعن
المدى
أقال مجلس النواب وزير الدفاع خالد العبيدي، باقتراع سري صوت خلاله 142 نائبا لصالح سحب الثقة مقابل 105 صوتوا بالرفض، في جلسة حضرها 263 نائبا من مختلف الكتل السياسية.
و قبل بدء التصويت السري ترك سليم الجبوري، رئيس مجلس النواب، منصة الرئاسة. وقال الجبوري خلال الجلسة "سأتنازل عن إدارة فقرة التصويت على سحب الثقة من وزير الدفاع خالد العبيدي الى النائب الثاني آرام شيخ محمد".
وأكد "أننا سنحترم أي قرار يصدر عن النواب". وقدم مقترحا "لجعل التصويت على سحب الثقة من العبيدي بشكل سري".
وجاء التصويت على إقالة وزير الدفاع بعد 24 يوما من جلسة استجوابه التي وجه خلالها اتهامات لرئيس البرلمان وعدد من النواب، بالتورط في صفقات فساد، ومحاولة ابتزازه. لكن القضاء أصدر قرارا بتبرئة رئيس البرلمان لعدم كفاية الأدلة.
وتعليقاً على قرار إقالته، قال العبيدي، في بيان تلقت (المدى برس) نسخة منه، "أخيراً انتصر مَنْ أوصل العراق إلى ما وصل إليه الآن، فليعذرني الشعب والجيش، فقد حاولت أن أحارب الفساد بالممكنات"، مستدركاً بالقول "لكن يبدو أنّ أربابه أقوى وصوتهم أعلى وفعلهم أمضى".
وأضاف العبيدي "مع ذلك سأبقى كما قلت جندياً من بين جنود شعب العراق الغيارى الساعين لحرب الفساد والمفسدين"، مقدماً شكره "لكل مَن صوّت ووقف معنا وتفهّم موقفنا وتفاعل معه، والعاقبة للمتقين".
وخاطب الوزير المقال الشعب العراقي بالقول "أيها العراقيون، أنتم من تقيّمون عملي وجهدي الذي يشهد الله أني لم أبخل به لبناء الجيش والمؤسسة العسكرية، رافقتها محاولاتي الحثيثة لمحاربة الفساد والفاسدين ومنع المحسوبية والمنسوبية التي أوصلت العراق في عام 2014 الى أن يخسر 40% من أرضه ويشرد ملايين من شعبه وتتهدد مقدسات العراقيين وعاصمتهم الحبيبة بغداد"، مبينا ان "استقبالكم لي في الأعظمية والكاظمية، هي شهادتي التي أعتز بها وأفخر بها أمام كلّ الفاسدين".
إلى ذلك، أكد ائتلاف متحدون، الذي ينتمي له العبيدي ويترأسه أسامة النجيفي، عزمه الطعن بجلسة سحب الثقة عن وزير الدفاع، واصفا جلسة التصويت على الإقالة بـ"غير القانونية".
وقال ائتلاف متحدون، في بيان اطلعت عليه (المدى)، إن "الائتلاف منذ البدء ثبت مواقفه المبدئية من عملية الاستجواب"، معتبرا أن "الاستجواب سياسي ويفتقد شرطه القانوني بدليل وجود دعاوى بين المستجوِب والمستجوَب معروضة على القضاء، كما أن الاستهداف واضح بدليل تكراره لمرتين في سنة واحدة" .
ولفت ائتلاف متحدون الى أن "الاسئلة المقدمة لم تكن ترتقي لمستوى توجيه إدانة للوزير، بل إن ما فعله (وزير الدفاع) كان محل تقدير للنهوض الملموس الذي شهدته وزارة الدفاع، وانعكس إيجابا على أداء المقاتلين في جبهات القتال وهم يحرزون الانتصارات على داعش". واكد أن "الاتهامات التي اعلنت في جلسة الاستجواب والتي طالت رئيس مجلس النواب وعددا من النواب معروضة على القضاء وله كلمة الفصل فيها".
إلى ذلك اعتبر ائتلاف النجيفي أن "الجلسة التي شهدت عملية سحب الثقة لم تكن قانونية، ولا سند قانونياً يمكن أن يجعلها سرية بالشكل الذي تمت فيه"، مشيرا الى أن "النواب لم يصوتوا على الشكل الذي تمت به وهو مخالف للنظام الداخلي لمجلس النواب".
ورأى الائتلاف ان "الاستهداف السياسي فعل فعله، وكانت المجموعة المتهمة مسؤولة عن فبركة الأمور بما يعتّم على الصورة الحقيقية ويبعد الأهداف التي حاول الوزير التركيز عليها"، مضيفا أن "في هذا اعتداءً صارخاً على المؤسسة العسكرية وضربة للجهود المبذولة من أجل تحرير مدينة الموصل التي صدمت بسحب الثقة عن ابنها البار العبيدي".
وأكد ائتلاف متحدون أن "العبيدي سيتخذ كل الاجراءات القانونية في الطعن بجلسة سحب الثقة والمقدمات التي قادت إليها".
إلى ذلك شهدت جلسة الخميس، استجواب وزير المالية هوشيار زيباري.
وهاجم وزير المالية، يوم الأربعاء، النائب عن جبهة الإصلاح هيثم الجبوري لاستناده إلى "بيانات مضللة للرأي العام" في طلب استجوابه، واتهمه بـ"السعي للإساءة لسمعة وزارة المالية".
وفيما اعتبر أسئلة الاستجواب "استهدافاً شخصياً"، أبدى استعداده لحضور الاستجواب المقرر خلال جلسة مجلس النواب التي ستعقد الخميس لتوضيح الحقائق أمام الشعب العراقي وممثليه.
a |