الازدحامات امام سيطرات البصرة .. الخروج من عنق زجاج
يبدو المشهد وكأنك تريد ان تخرج من عنق زجاجة ، حيث تمتد طوابير السيرات والشاحنات امام سيطرات البصرة، كما يظهر تسجيل فيديوي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يظهر فوضوى ليس لها مثيل تبدو دلالة على غياب رجال المرور من المكان حيث لا توجد حدود بين السيارات والتي تتقاطع فيما بينها بلا اثر واضح لمسرب السير.
وعلى امتداد هذه الفوضى امتدت طوابير أخرى على الرصيف الترابي في موازاة الشارع المعبد المكتض بالسيارات بلا اتجاه معلوم، فيما تقف سيارات عند تقاطعه مع شارع اخر بلا بوصلة ولا وجهة .
وويشكو سكان البرة من الازدحامات التي باتت علامة فارقة بلا حلول، كما يشكون من تشكل خنادق في الشوارع الرئيسية السريعة بسبب مرور الحافلات حيث شكلتها اطاراتها بفعل حمولاتها الزائدة وعدم اكساء الشوارع بالاسفلت المطابق للمواصفات.
وكانت مديرية مرور البصرة دعت ادارة السايلو في المحافظة لإيجاد آلية تنظم دخول الشاحنات المحملة بمحاصيل الحبوب الى الاماكن المخصصة لها لتفادي تكدس طوابير طويلة منها في الشارع المؤدي الى الشركة العامة لتجارة الحبوب.
وقال مدير مرور البصرة وكالة العميد عبد الحسن شهاب ان المديرية لا تمتلك الإعداد الكافية من رجال المرور لوضعهم في الأفرع والشوارع الداخلية في المناطق السكنية لتنظيم حركة السير وذلك في رد على شكوى بعض الأهالي الذين نشروا تسجيلا فيديويا عبر المربد يظهر تجمع الشاحنات بشكل يعيق حركة المرور في تلك المنطقة.
واوضح ان المديرية قامت بإجراء سابق ومعول به حاليا يتمثل بإيقاف الشاحنات قرب سيطرة المطار وتكون عملية دخولها بعد التنسيق مع إدارة السايلو والجهات المعنية إلا إن ما يحصل حاليا هو عدم الدخول مباشرة إلى داخل السايلو دون معرفة الأسباب.
وتابع أن المديرية قامت باتخاذ هذا الإجراء بعد الاجتماع مع إدارة السايلو وبالتنسيق مع مجلس محافظة البصرة مبينا ان المديرية لا تستطيع حجز الشاحنات وأصحابها لان عملهم تفريغ وتحميل مادة الحنطة المرتبطة بقوت الشعب.
وتبحث سلطات البصرة المحلية إمكانات انشاء انفاق للتخلص من الازدحامات التي امتدت حتى قلب المدينة منذ حزيران يونيو الماضي وقال مدير مديرية العقود الحكومية في ديوان المحافظة ولاء عبد الكريم، إن "المديرية بصدد إحالة مشاريع إلى التنفيذ خلال العام الحالي تقضي بإنشاء أنفاق لمرور السيارات في تقاطع الفراهيدي في منطقة العشار، وتقاطع مديرية البلدية في منطقة الساعي، فضلاً عن نفق يمتد من تقاطع المحاكم الواقع قرب مقر الحكومة المحلية إلى منطقة مناوي باشا مروراً بمنطقة البريهة"، مبيناً أن "مشاريع إنشاء الأنفاق لم تنفذ في البصرة من قبل، إلا أنها باتت ضرورية للتخفيف من ظاهرة الاختناقات المرورية".
ولفت عبد الكريم إلى أن "المديرية تعتزم التعاقد مع مكتب استشاري متخصص لإعداد دراسة حول مشروع مقترح لإنشاء نفق يمتد تحت مياه شط العرب ليربط مركز مدينة البصرة بقضاء شط العرب"، مضيفاً أن "المديرية قررت بشكل مسبق أن يكون مدخل النفق قرب المقر القديم لقيادة القوة البحرية في حي الأندلس".
يذكر أن محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، تمتلك شبكات طرق خارجية رديئة وقديمة، بما فيها الطرق المؤدية الى الموانئ التجارية والمنشآت والحقول النفطية، وبالنسبة الى الطرق الداخلية فقد تم تبليطها واعمارها بعد عام 2003، إلا أنها جميعها تتضمن مطبات وتموجات بسبب عدم كفاءة الشركات المحلية التي نفذت تلك المشاريع، ومع تفاقم ظاهرة الإختناقات المرورية اتجهت الحكومة المحلية نحو إنشاء مجسرات تقليدية ذات تصاميم بدائية في عدد من المناطق، ومعظم تلك المجسرات قيد الإنشاء، ويجري العمل فيها ببطئ شديد.
موازين |