تنظيم «الدولة» يشن هجوما بسلاح كيميائي على القوات العراقية جنوب الموصل ومقتل متعاقد أمريكي في الرمادي أثناء تفكيك عبوة ناسفة
أفادت مصادر عسكرية عراقية بأن تنظيم «الدولة» في العراق شن أمس هجوما مفاجئا بسلاح كيميائي على القوات العراقية المتمركزة قرب القيارة جنوب الموصل.
وأوضحت المصادر أن عناصر تنظيم «الدولة» شنت أمس هجوما بقذائف الهاون والمدفعية على مواقع القوات العراقية المتقدمة في قرية العوسجة القريبة من القيارة جنوب الموصل. ولفتت إلى أن غيمة صفراء كبيرة من غاز الكلور السام تصاعدت في المناطق التي سقطت فيها قذائف الهاون التي كانت معبأة بتلك المادة.
وكانت القوات العراقية اعلنت عن تحرير قاعدة القيارة الجوية الاستراتيجية جنوب الموصل في بداية تموز/يوليو الماضي من تنظيم «الدولة» إضافة إلى تحرير عدد من القرى المحيطة بالقيارة وفرض الحصار على المدينة تمهيدا لاقتحامها.
ويشير مراقبون عسكريون إلى ان هذا الهجوم الكيميائي هو الاول الذي يشنه تنظيم «الدولة» على القوات العراقية في معركة الموصل، إلا ان قوات البيشمركه والتحالف الدولي سبق ان كشفا تعرض بعض مواقع البيشمركه إلى هجمات بقذائف هاون مزودة بمواد كيميائية سامة.
واستخدم تنظيم «الدولة» أكثر من 10 مرات غاز الكلور والفوسفور وغاز الخردل كسلاح كيميائي ضد قوات البيشمركة في المعارك بعد سقوط مدينة الموصل 2014، وأسفر عن إصابة عدد من المقاتلين نقل بعضهم إلى خارج العراق لغرض العلاج.
وتوقع المراقبون انه مع تصاعد الاستعدادات لمعركة تحرير الموصل يمكن ان يلجأ التنظيم إلى استخدام كل الاسلحة المتوفرة لديه ومنها السلاح الكيميائي لحماية اهم معاقله في العراق.
وفي السياق الأمني قتل متعاقد أمريكي وأُصيب آخر، أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة خلال محاولة تفكيكها في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، غرب العراق.
وقال النقيب أحمد الدليمي، الضابط الأمني في شرطة الأنبار، إن «متعاقدا أمريكيا من شركة جنكس الأمريكية قُتل وأُصيب آخر بجروح خلال محاولتهما تفكيك عبوة ناسفة في منطقة الملعب جنوب مدينة الرمادي».
ولفت المصدر ذاته إلى أن «قوة أمنية نقلت جثة الأمريكي القتيل إلى الطب العدلي (التشريحي)، والجريح إلى مستشفى متخصص لتلقي العلاج «، دون أن يذكر مدى درجة خطورة إصابته.
وكانت الأمم المتحدة تعاقدت أوائل العام الحالي مع شركة «جنكس» الأمنية الأمريكية لرفع الألغام والعبوات الناسفة من الرمادي بهدف إعادة الاستقرار لمدن الأنبار المحررة، من تنظيم «الدولة». وتتحمل المنظمة الدولية تكاليف التعاقد.
وفي سياق متصل أعلن أحمد الدليمي عن مقتل 8 أشخاص، أمس، في أعمال عنف في العاصمة بغداد ومحافظة الأنبار (غرب) ومحافظة صلاح الدين (شمال)، بينهم معاون آمر فوج شرطة، واثنان من «الحشد الشعبي» (قوات شيعية موالية للحكومة).
وقال أحمد الدليمي إن معاون آمر الفوج الثالث في قوة «الرد السريع» في الشرطة الاتحادية المقدم محمد عبد السلام قتل برصاص قناص من تنظيم «الدولة» في منطقة «جزيرة الخالدية» في الأنبار.
وقال العقيد في الجيش وليد الدليمي إن «عبوة ناسفة انفجرت بقوة من فوج طوارئ بشرطة الأنبار في منطقة (16 كيلو) غرب الرمادي، حيث قتل شرطي وأصيب آخر بجروح».
وأضاف أن «قوة من الجيش تعرضت إلى إطلاق نار من قبل تنظيم داعش شمال شرق الرمادي، ما أدى لإصابة جندي بجروح، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج».
وتابع وليد الدليمي أن «قوة من الحشد العشائري (قوات سنية موالية للحكومة) في الأنبار قامت بعمليات تفتيش لعدد من المنازل في الرمادي، وانهار أحد المنازل على القوة إثر انفجار وقع فيه ما أدى إلى مقتل أحد عناصر القوة، وإصابة اثنين آخرين بجروح».
وقبل نحو شهرين استعادت القوات العراقية الفلوجة، إحدى أكبر مدن محافظة الأنبار، فضلا عن أنها تسيطر على الرمادي عاصمة المحافظة منذ مطلع 2016.
وتواصل القوات العراقية، مدعومة بفصائل رديفة حملة عسكرية لطرد «داعش» من المناطق المتبقية خاصة النائية في المحافظة الصحراوية الشاسعة التي تربط بحدود مع دول سوريا والأردن والسعودية.
وفي محافظة صلاح الدين (شمال)، قال النقيب في الشرطة العراقية كاروان محمود إن «عناصر تنظيم الدولة شنوا هجومًا على مقار للحشد الشعبي في منطقة الزركة غرب قضاء طوزخورماتو، وأسفرت الاشتباكات بين الجانبين عن مقتل عنصرين من جماعة (سرايا الخراساني) التابعة للحشد الشعبي وإصابة اثنين آخرين».
وتم تسليم جزء من حماية المنطقة مؤخرًا لجماعة «سرايا الخراساني» بعد تزايد الهجمات التي تسهتدف الجيش العراقي والبيشمركه في المنطقة المختلطة شمالي العراق.
وفي بغداد، قتل 3 أشخاص بانفجار عبوتين ناسفتين في منطقتين مختلفتين في العاصمة العراقية وفق ما أفاد ضابط شرطة.
وقال النقيب حسن النوفل إن عبوة ناسفة انفجرت على مقربة من سوق في قضاء المحمودية جنوب بغداد، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 7 آخرين بجروح.
كما أفاد الضابط العراقي بمقتل شخص على يد مسلحين مجهولين أطلقوا النار عليه من مسدسات مزودة بكواتم للصوت في منطقة العامرية غربي بغداد.
وكانت وزارة الداخلية العراقية أكدت وقوع عمليتين انتحاريتين في كركوك، ومقتل ثلاثة إرهابيين في بغداد، والقاء القبض على 4 آخرين في الرطبة.
فقد افشلت قوة من شرطة محافظة كركوك مساء أول من أمس محاولة تفجير انتحارية والقت القبض على الانتحاري، فيما تمكن انتحاري آخر من تفجير نفسه في حسينية في المحافظة نفسها.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن في تصريح صحافي إن قوات الشرطة في كركوك ألقت القبض على انتحاري يرتدي حزاما ناسفا قرب مكتب المفتش العام التابع لوزارة الداخلية في كركوك في منطقة تسعين وسط المدينة، مشيرا إلى أن الانتحاري يتراوح عمره ما بين 12 إلى 15 عاما.
واظهر فلم فيديو عرض على قناة كردية طفلا يرتدي حزاما ناسفا قبل أن يتمكن من تفجير نفسه في كركوك، حيث امسكه رجال شرطة كركوك، وقاموا بتفكيك الحزام الناسف من وسط الطفل الانتحاري الذي كان يبدو خائفا.
وفي المدينة نفسها والوقت نفسه تقريبا (مساء الاحد) تعرضت حسينية الإمام جعفر الصادق في منطقة حي الواسطي جنوب كركوك، إلى هجوم انتحاري بحزام ناسف، اسفر عن مقتل شخص واصابة 3 اشخاص اخرين.
وقال العميد سعد معن في بيان إن «انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً حاول الدخول إلى الحسينية حيث تم ايقافه من قبل الحرس بعد ملاحظته، إلا أن «الانتحاري فجر نفسه لحظتها، وأدى التفجير إلى إصابة أربعة اشخاص من ضمنهم اثنان من الحرس».
وذكرت وزارة الداخلية ان حارس حسينية في كركوك تمكن من منع الانتحاري الذي يرتدي حزاماً ناسفاً من الدخول وتفجير نفسه بين المصلين.
وفي الانبار غرب العراق أعلنت وزارة الداخلية عن القاء القبض على أربعة عناصر ينتمون إلى تنظيم «الدولة» الإرهابي في منطقة الرطبة الحدودية في محافظة الانبار غرب العراق.
وذكر بيان الناطق باسم الداخلية أن مفارز وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية استخبارات لواء 18 شرطة اتحادية القت القبض على اربعة متهمين في قضاء الرطبة ينتمون لتنظيم «الدولة» بعد ورود معلومات استخبارية عنهم».
القدس العربي |