مرصد إنساني يحذر من تعرض نازحي الشرقاط والقيارة لـ"كارثة" ويدعو للتمييز بين المدنيين والمقاتلين
المدى برس/ بغداد
حذر المرصد العراقي لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، من تعرض آلاف النازحين من القيارة والشرقاط إلى "كارثة" إنسانية بسبب الظروف "القاسية" التي يواجهونها، وفيما دعا الجهات الرسمية المعنية لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لإغاثتهم وحماية المدنيين المحاصرين داخل مناطق القتال والتمييز بين المقاتلين والمدنين، وفقاً للقانون الدولي، أكد على حقوق اللاجئين والنازحين الفارين من مناطق النزاع المسلح ومنحهم حرية المرور والخروج منها.
وقال المرصد في بيان تلقت (المدى برس) نسخة منه، إن "أهالي قضاء الشرقاط،(120 كم شمال تكريت)، وناحية القيارة،(60 كم جنوب الموصل)، والعوائل النازحة منهما، يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة، فالأطفال بلا غذاء ولا دواء ولا ماء، أما كبار السن فيحاولون البحث عما يمكن أطفالهم من الاستمرار بالحياة في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت لخمسين مئوية تقريباً".
وأضاف المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أن "قرابة أربعة آلاف شخص نزحوا من الشرقاط والقيارة، من دون أن يجدوا الحد الأدنى من العيش الكريم الذي يمكنهم على تجاوز المصاعب التي يعيشونها"، مشيراً إلى أن "الإجراءات الحكومية في عملية إنقاذ أولئك النازحين تبدو شبه غائبة، فالماء المتوفر في كل مكان بدا وكأنه مستحيل على هؤلاء النازحين".
وتابع المرصد، أن "موجة النزوح جاءت في الأيام الأخيرة نتيجة اقتراب معارك القوات الحكومية ضد داعش في تلك المناطق، مهددةً أمن وسلامة أهاليها ودفعهم بالآلاف إلى النزوح جنوباً وقطع مسافات طويلة مشياً على الأقدام في ظروف قاسية من غير مواد كافية ولا مرشد يدلهم"، مبينا أن "نازحي الشرقاط والقيارة واجهوا ظروفاً قاسية من جوع وعطش وحرارة الشمس المرتفعة".
وأوضح المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أن "المسؤولين في صلاح الدين، ومنهم المحافظ، أحمد الجبوري، والنائب عن المحافظة، بدر الفحل، حذروا من وقوع كارثة إنسانية نظراً لخضوع الشرقاط لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي منذ أكثر من سنتين، واقتراب عمليات تحريرها من قبل القوات الحكومية"، عادين أن ذلك "يزيد من حالة العنف وانعدام الأمان بالمنطقة".
واكد المرصد، أن تلك "التحذيرات تأتي مؤكدةً لأنباء تداولتها وسائل إعلام الأسبوع الماضي، بشأن قطع تنظيم داعش التموين الغذائي عن مناطق الشرقاط، وتعريض الأهالي للجوع والعطش والحصار، وتصعب مواجهة وطرد تنظيم داعش من المدن العراقية نتيجة لاتخاذه أساليب تهدد بحياة المدنين، كمحاصرتهم واستخدامهم كدروع بشرية"، مستطرداً أن "عدد المدنيين المحاصرين في الشرقاط يقدر بنحو 350 ألف شخص".
ودعا المرصد العراقي لحقوق الإنسان، الحكومة العراقية، لاسيما الجهات المعنية بعمليات تحرير المدن، إلى "اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين المحاصرين داخل مناطق القتال، واتباع مبدأ التمييز في جميع الأوقات، بين المقاتلين والمدنين، وفقاً للقانون الدولي الإنساني".
وطالب المرصد، الجهات المعنية، ومنها وزارة الهجرة والمهجّرين ولجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية، بضرورة "الإسراع بعمليات إغاثة النازحين والإشراف على سلامتهم، والتصرف السريع نحو النازحين الفارين من مناطق القتال، والعمل على تأمين كافة احتياجاتهم الأساس من المساعدات الغذائية والمرافق الصحية والرعاية الطبية والمسكن المناسب، فضلاً عن نقلهم في مركبات لحمايتهم من مشاق الطريق مشياً".
واشار المرصد العراقي لحقوق الإنسان، الى اهمية "مراعاة حقوق اللاجئين والنازحين الفارين من مناطق النزاع المسلح بالبحث واللجوء إلى مناطق آمنة، ومنحهم حرية المرور والخروج من مناطق النزاع المسلح".
وكان رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، أعلن، في (التاسع من تموز 2016 الحالي)، تحرير قاعدة القيارة، من سيطرة تنظيم (داعش) بالكامل، ودعا أهالي نينوى لـ"التهيؤ لتحرير مدنهم"، وفي حين أكد أن القوات الأمنية "تلاحق الدواعش من دون ضجيج إعلامي وتقدمت 100 كم خلال الأيام الماضية"، هدد بـ"القضاء على من يحاول المتاجرة بدماء العراقيين واستغلالها".
يذكر أن القوات الأمنية تستعد حالياً لتحرير الشرقاط ومناطق أخرى جنوبي كركوك وغربيها بينها الحويجة،(55 كم غرب مدينة كركوك)، من (داعش)، الذي احتلها منذ سنتين.
|