العراق ضحية الارهاب الاول في العالم
منذ اسابيع ، انكبت تقريبا جميع الدول المعنية بمواجهة الارهاب (وهي الاغلبية اليوم في العالم) ومعها الشركات الاقتصادية العملاقة العاملة في الشرق والاوسط وشمال افريقيا بوضع سيناريوهات عن اماكن عمليات ارهابية محتملة قادمة والوقوف عند دوافعها الآنية (هناك اسباب شبه ثابتة). ومن بين ما جاء هو الآتي :
- انحسار داعش سيحولها من استراتيجية التمكين وادارة ارض « الخلافة » الى الرجوع لمرحلة التوحش.
- بحكم منهجها السلفي الحركي، لا تخلو قراءة داعش من استخدام الرمزيات الزمانية والمكانية (شهر رمضان او مناسبات دينية اخرى) وايضا ضرب المناطق الاكثر قدسية او رمزية لدى خصومها (المناطق الدينية المقدسة إن استطاعت، وايضا الاحياء المختلطة والمتعايشة).
- اشارت تلك الدراسات الى احتمالية استهداف داعش للدول التي غيرت من استراتجيتها ازاء مشروعها « الجهادي »، او تستخدم داعش العمليات الارهابية كأداة ضعط على دول اخرى لانتزاع بعض التسهيلات.
- ضرب ما يسمونه بالمناطق الرخوة (البلدان الاوربية تحديدا) بهدف اشعال خصومات بين الاغلبية المسيحية من سكان البلد والجاليات المسلمة. هذه الخصومات ستدفع (حسب داعش) بالعديد من الشباب المغرّ بهم (او ضحايا الازمة) للالتحاق بها (هذه المرة ليس على ارض « الخلافة » بل كخلايا نائمة أو نشطة في اوربا).
- رسمت هذه الدراسات والتقيمات سلم لتحديد البلدان الاكثر عرضة لخطر العمليات الارهابية على مدى الاسابيع الماضية والقادمة : تركيا، السعودية، مصر، تونس، بنغلادش، باكستان، الكويت، الخ. اوروبا، جاءت في المقدمة : بلجيكا، فرنسا، ليضاف اليها هذه المرة المانيا وايطاليا.
سؤال : نحن في العراق معنيون ليس فقط بهذه الدراسات والتقديرات (ربما نجد بعض منها في دواليب سكرتارية الامن الوطني)، بل لماذا لا تتحول الى تصورات ميدانية (او كما وصف استاذ شوان باستراتيجية الامن الوطني) ؟ ساعات قبل فاجعة الكرادة، حذر السيد حيدر العبادي بلدان معينة في المنطقة من انها ستكتوي بنيران داعش (ربما كان يعني تركيا) ولكنه نسي الدرس الاول : لمواجهة الارهاب، علينا ايجاد استراتيجية امنية وتوافقات سياسية، وتحالفات اقليمية حتى ولو كان مع الشيطان، لان ان العراق هو الضحية الارهاب الاول في العالم ..
المدار الإخباري |