حسن فقد يده في جرف الصخر فواجه "الجحود" الرسمي والتشرد يهدد اسرته
المدى برس / ميسان
يعاني العديد من ضحايا القوات المشتركة من "اهمال" وتعقيد في اجراءات تحصيل حقوقهم واسرهم غالبا، فحسن العراقي مقاتل ميساني كان أحد اولئك الذين واجهوا "جحودا" حكوميا، بعد أن فقد يدا وساقا وعينا في باكورة المعارك ضد تنظيم داعش في عام 2014، وفيما تناشد أسرته المهددة بـ"الضياع والتشرد" بالالتفات إليها بعد مرور نحو عامين على إصابته، تعهد ناشطون في المحافظة، (390 كم جنوب العاصمة بغداد)، بتنظيم وقفة احتجاج للمطالبة بحقوق "بطلهم" بعد أن دافع عن العراقيين جميعاً.
"تضحيات وبسالة" مقابل "جحود وتملص"
حسن علي مصطفى العراقي المتطوع في صفوف القوات الأمنية على ملاكات وزارة الدفاع يقول، إن "واجب الدفاع عن الوطن وإعالة الأسرة التي نال كاهلي حملها بعد وفاة والدي، دفعني إلى الالتحاق بالقوات الأمنية ضمن قاطع عمليات بابل، الفوج الرابع"، ليخوض عدة معارك ضد تنظيم داعش حتى انطلاق عمليات تحرير ناحية جرف الصخر شمال الحلة، في تشرين الثاني من عام 2014، العام الذي شهد سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من البلاد.
العراقي ذو الـ 27 ربيعا يصور لـ(المدى برس)، "بسالته ونخبة من رفاقه في التصدي بعزم وشراسة للتنظيمات الإرهابية في معارك تحرير جرف الصخر"، والتي أثمرت بعد يومين من انطلاقها عن تحرير الناحية التي كانت تعد "بؤرة" للتنظيمات المتشددة في محافظة بابل، مبينا أن "عمليات القنص والعبوات الناسفة كانت السبب في سقوط أغلب شهداء القوات الأمنية وجرحاها"، شأنهم بذلك شأنه حيث فقد يده وتضررت كل من ساقه اليمنى وإحدى عينيه بتفجير عبوة ناسفة.
ويوضح مصطفى أن "عدة أيام قضاها في أحد المستشفيات لتلقي العلاج، تلتها أيام طويلة بين أسرته في ميسان، زاد من مشقتها عجزه عن تلبية متطلبات والدته وإخوته، بانتظار اهتمام حكومي من وزارة الدفاع أو غيرها من الجهات المختصة"، والذي لم يحظ به حتى الآن وبعد مرور نحو عامين.
المقاتل الميساني واجهته وزارة الدفاع بالتخاذل حيث لم تصل المراجعات والمخاطبات العديدة بين عمليات بابل والفوج الرابع التابع لها الى نتيجة بشأن حقوقه المالية، بل اعتبرت وزارة الدفاع نفسها في حل من اي التزام تجاهه، ليصبح التساؤل عن مصير أسرته "المؤرق الدائم له"، لكن أبناء المحافظة والميسورين خففوا عن كاهله بتكفلهم بإعانته بما تمكنوا من تقديمه.
دافع عن الوطن ليواجه "التشرد"
استشعار الألم ونبرة الحزن ليس أمرا متعسرا لمن يتابع حديث أم حسن لـ(المدى برس)، قبل أن تكشف عن ذلك دموع عينيها إذ تقول، إن "العائلة تعاني الأمرين منذ إصابة حسن، لاسيما أنها تفتقر لأي مصدر دخل شهري ثابت وتسكن في بيت مستأجر، لم نتمكن من دفع مستحقاته"، معربة عن خشيتها من إمكانية "تشرد العائلة وطردها من البيت"، حيث عرضه صاحبه للبيع مؤخرا.
وتستغرب أم حسن، من "عقوق الجهات المعنية للمقاتلين المصابين"، وغاية آمالها أن "يحظى ابنها وأسرتها بالتفاتة إنسانية من رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، أو وزير الدفاع، خالد العبيدي، أو الحكومة المحلية في ميسان، من خلال التكفل بعلاج حسن وتخصيص محل سكن متواضع يحميهم من التشرد".
"احتجاج" مجتمعي مقابل "تقصير" حكومي ودعوات لرعاية "الابطال"
من جانبها تعد الناشطة المدنية انتصار النوري في حديث إلى (المدى برس)، حالة المقاتل حسن "دليلا على مدى تقصير وزارة الدفاع تجاه المقاتلين"، مهددة بأن "الناشطين والإعلاميين الميسانيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه قضية هذا البطل وما لحق به من الظلم، من خلال تنظيم وقفه احتجاجية للمطالبة بحقوقه وحقوق عائلته".
وتستغرب النوري، من "تجاهل الحكومة المحلية في ميسان بقضية المقاتل حسن العراقي وعدم مبادرتها لتخصيص راتب شهري له، وسكن لعائلته المهددة بالتشرد والضياع"، مطالبة الجهات المعنية في العمارة وبغداد "بتدارك تقصيرها اتجاهه والتعجيل بالتخفيف من معاناته وعائلته كونه قاتل وضحى من أجل العراقيين جميعا".
يذكر أن ناحية جرف الصخر (النصر) تم تحريرها بالكامل في الـ25 من تشرين الأول 2014، خلال عملية أمنية كبيرة شاركت فيها جميع صنوف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية. |