تقرير: غلبة “السطحية والتقليدية” على التغطية الإعلامية لقضايا المرأة وشؤونها
(المستقلة).. رصد “بيت الإعلام العراقي” غلبة “السطحية والتقليدية” على تغطية وسائل الإعلام العراقية لشؤون المرأة، برغم كونها أكثر من نصف المجتمع.
ونشر “بيت الإعلام العراقي” تقريرا رصد فيه التغطية الإعلامية لقضايا المرأة، عبر ما تناولته عينة من الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية العراقية، فضلاً عن آراء معنيين، لمعرفة موقف الإعلام من قضايا “نصف الدنيا” وشؤونها، حمل عنوان “الإعلام والمرأة.. رتابة بالتناول وإخفاق في معالجة القضايا الجوهرية”.
وأشر التقرير تأثر المرأة العراقية بالعديد من الظروف التي غمرت المجتمع العراقي بدءاً بالعادات والتقاليد المسلطة كـ”السيف على رقبتها”، مروراً بالحروب التي خاضها العراق، وانتهاءً بالعنف المتواصل نتيجة الصراع الطائفي وتراجع قيم المجتمع المدني في ظل هيمنة أحزاب الإسلام السياسي على المشهد العراقي، وما نجم عن ذلك من تراجع في دور المرأة بالمجتمع، انعكس بصورة مباشرة أو غير مباشرة، على تناول الإعلام لشؤونها.
واستنتج “بيت الإعلام العراقي” في تقريره، أن الاهتمام بقضايا المرأة وشؤونها ليس من بين أولويات وسائل الإعلام العراقي المنشغل بالقضايا السياسية والأمنية والاقتصادية، لذلك جاء تناوله لها انعكاساً لوضعها الحالي في المجتمع ونظرة الأحزاب والقوى الإسلامية المتنفذة فيه، مقابل ضعف دور القوى المدنية.
ولاحظ التقرير أن وسائل الإعلام ركزت على المعاناة التي تتعرض لها المرأة نتيجة التهجير أو سوء المعاملة خضوعا للعادات الاجتماعية أو غيرها، لكنها لم تبحث كيفية معالجة ذلك، فضلاً عن عدم تطرق وسائل الإعلام، إلا ما ندر، إلى مواضيع التشريعات والقوانين التي تحمي المرأة وحقوقها، وعرض النقاط السلبية والايجابية في تلك التشريعات.
ولاحظ “بيت الإعلام العراقي” أيضاً، أن وسائل الإعلام العالمية سبقت المحلية في تغطية قصص بعض النساء العراقيات اللائي حققن انجازات في مجتمعهن، مثل المعمارية الراحلة زها حديد، أو في نقل معاناتهن إلى العالم، كما حصل مع الناشطة الايزيدية الناجية من داعش، نادية مراد.
وحث “بيت الإعلام العراقي”، وسائل الإعلام على ضرورة الاهتمام بنحو أكبر بقضايا المرأة، ورصد الانتهاكات التي تتعرض لها وفضحها، مع مراعاة حماية ضحايا العنف، والابتعاد عن المتاجرة بقضايا المرأة وزيادة الوعي بدورها في بناء المجتمع، وإعطاء فرصة أكبر للنساء لتولي مواقع قيادية في المؤسسات الإعلامية.
يذكر أن “بيت الإعلام العراقي”، مؤسسة إعلامية مستقلة أسسها مجموعة من الصحافيين العراقيين بداية عام 2015، تعنى برصد وسائل الإعلام العراقية المختلفة، وعرض أهم السلبيات التي تشوب التغطية الإعلامية لتلك الوسائل للأحداث الجارية عن طريق إصدار تقارير رصد دورية.(النهاية) |