قادة التظاهرات يحذرون من "تقسيم العراق" ويؤكدون عودتهم للتظاهر امام "الخضراء"
المدى برس/بغداد
حذر ناشطون مدنينون وقادة التظاهرات، اليوم السبت، من "تداعيات الازمة السياسية" في البلاد واثرها بالذهاب نحو "تقسيم العراق"، وطالبوا مجلس النواب بعقد اجتماع واصدار "تعهد" بتنفيذ مطالب الجماهير، وفيما اكدوا البحث عن اساليب احتجاجية جديدة للضغط على الحكومة، اشاروا الى عودتهم الى التظاهر امام المنطقة الخضراء حال استئناف مجلس النواب عمله.
وقال عضو مركز المعلومة للبحث والتطوير، علي صاحب في حديث إلى (المدى برس)، إن "مركز المعلومة للبحث والتطوير اقام اليوم، ندوة حوارية، عقدت في مقر المجلس العراقي للسلم والتضامن، وسط بغداد، لدراسة الحراك السياسي واساليبه الحالية وأمكانية ابتكار اساليب ضغط جديدة"، مبيناً ان "الندوة ركزت على ضمان استمرار سلمية الحراك الشعبي في المستقبل"، مشيراً إلى أن "مطالب المحتجين لم تتحقق لغاية الان وأصبح من الضروري التفكير باساليب ضغط جديدة".
من جهته، قال الناشط المدني جاسم الحلفي في حديث إلى (المدى برس)، إن "النظام السياسي نظام مأزوم وهو يتحمل تعطل مجلس النواب خلال هذه الفترة"، مبيناً أن "البرلمان منقسم إلى قسمين ولا يستطيع اي قسم أن يكمل النصاب ويعقد جلسته، لذا نحتاج لاجراء استثنائي خاصة ونحن نمر بوضع غير عادي".
ودعا الحلفي، مجلس النواب إلى "عقد أجتماع يتحقق فيه النصاب الكامل، يصدر من خلاله بيان يتعهد به البرلمان بتنفيذ مطالبهم باصلاح النظام السياسي وتشكيل حكومة كفاءات قادرة على استنهاض البلد"، مشيراً الى أن "العراق يعاني من ازمة خطيرة ووصل إلى الهاوية وقد يصل الامر إلى تقسيم البلد الذي هو يعاني بالاصل من تقسيمه إلى ثلاث جهات، وهي اقليم كردستان و المنطقة الخضراء والشعب".
وبشان الدعوة إلى اجراء انتخابات مبكرة، أكد الحلفي أن "التوقع بهذا الامر صعب جداً ولا يمكننا ان نعطي تصور عن المستقبل، لكن نؤكد أن الوضع بات صعب جداً وعلى القوى السياسية أن تستنهض نفسها وتقوم بدورها وتكون بمستوى الأزمة".
بدوره، قال عضو اللجنة التنسيقية لتظاهرات التيار الصدري حسن الكعبي في حديث إلى (المدى برس)، إن "تظاهرات التيار مستمرة وهي بتوسع وسنتخذ عدة وسائل للضغط على البرلمان من أجل التصويت على الكابينة الوزارية الجديدة المكونة من شخصيات تكنوقراط".
واوضح الكعبي أن "التظاهرات حددت الان بالمناطق فقط، وسنعود أمام المنطقة الخضراء ما أن يعقد مجلس النواب جلساته التي من المقرر أن ان تبدأ يوم الثلاثاء المقبل".
وبشأن أمكانية اعادة اقتحام مبنى مجلس النواب من قبل المتظاهرين، أوضح الكعبي أن "العقل الجمعي للمتظاهرين بدأ يفكر بتوسيع نطاق احتجاجه على اعلى مستوى وفي عدة طرق".
وبشان أن كانت هناك نية لاقتحام المتظاهرين لمقرات الوزارات، أكد الكعبي، "لم ولن يحصل ذلك ابداً".
ونفى عضو اللجنة التنسيقية لتظاهرات التيار الصدري "وجود مندسين في التظاهرات او اختراقها"، لافتا الى أن "تظاهرات تطالب بحقوق ستواجه بسيل من التهم يقف ورائها الفاسدين"، لافتاً الى ان "هناك بعض الهتافات صدرت وهي غير مركزية وغير مقبولة".
يذكر أن الآلاف من متظاهري التيار الصدري اقتحموا، يوم السبت الماضي، (الثلاثين من نيسان 2016)، المنطقة الخضراء ومبنى مجلس النواب العراقي، وسط بغداد، احتجاجاً على عدم تحقيق الإصلاحات الشاملة، والتغيير الوزاري، وحاصروا موظفي البرلمان وبعض النواب بعد تحطيم أثاث قاعة جلسات المجلس.
وجاء اقتحام المنطقة الخضراء بعد دقائق على إعلان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، خلال مؤتمر صحفي، السبت الماضي أيضاً، مقاطعة جميع السياسيين ورفض "مجالستهم" مهما كانت مطالبه دون "الإصلاح الجذري"، وفيما أكد أنه بـ"انتظار الانتفاضة الشعبية الكبرى والثورة الشعبية العظمى"، عد أن الشعب هو المعني الوحيد باختيار مصيره "أما بإبقاء المحاصصة أو إسقاط الحكومة برمتها".
يشار إلى أن الرئاسات الثلاث والكتل السياسية دانت، في (الأول من أيار 2016 الحالي)، اقتحام المنطقة الخضراء من قبل المتظاهرين، وقررت "تكثيف" اجتماعاتها للوصول إلى "الإصلاح الجذري"، وفي حين هددت الكتل الكردستانية بإعادة النظر بمشاركتها بالعملية السياسية، بعد ما وصفت اقتحام المتظاهرين بـ"الضربة الموجعة" للعملية السياسية، عد رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، أن تحقيق التغيير الوزاري "لا يمكن تحقيقه وسط أجواء التهديد واحتلال البرلمان، مطالباً بـ"إعادة هيبة الدولة". |