وتواصلت سكاي نيوز مع عائلات هؤلاء المتطرفين التي عاشت جحيم انضمام أبنائهم إلى الجماعات الإرهابية، ورصدت صدمتهم والحياة المترفة التي تركها بعضهم وراء ظهورهم في سبيل أوهام جرهم إليها التنظيم المتطرف.

إحدى تلك العائلات المسيحية في شمال لندن تعرف معنى ذلك جيدا، إذ اختار اثنان من أبنائها هذه الطريق. بعد أن كانا يدرسان الاقتصاد، بجامعة نوتنغهام.

وعرضت سكاي نيوز ملف أحد هذين الأخوين ويدعى إبراهيم كبير الصديق، الذي تحول إلى الإسلام، وأخبر عائلته بأنه أصبح مسلما، وهو الأمر الذي لم يعجبهم ولا يعجبهم للآن. لأن إبراهيم انحرف عن الممارسة السلمية لدينه.

ويتضمن ملف إبراهيم معلومات عن تاريخ مغادرته لندن للانضمام إلى أحد التنظيمات الإرهابية، ليبدأ من هناك محاولات إقناع أصدقائه باللحاق به إلى سوريا.

وعلى بعد بضعة كيلومترات شرق بلدة والثمستو، عاشت عائلة برتغالية مهاجرة تجربة العزلة نفسها. وتشير الوثائق إلى أن أحد أفرادها واسمه نيرو ساريفا، كان أول من انضم إلى داعش في أبريل عام 2012، وبات الآن مسؤولا ًرفيعا في التنظيم، ويُعتقد أنه متورط في احتجاز رهائن غربيين.

وكان ساريفا غرد على تويتر قبل شهر من إعدام الرهينة الأميركي جيمس فولي، عن الحادثة الرهيبة التي حصلت لاحقا. ونجح ساريفا لاحقا في تجنيد أصدقائه في والثمستو ليلحقوا به إلى سوريا. ومن هؤلاء فابيو بوكس، وهو لاعب كرة قدم موهوب لعب مع فرق من الهواة شرق لندن.

وفي غرب لندن، عائلة أخرى لا تزال تعاني من جراء مغادرة ابنها ساثيو هلفاوي من دون سابق إنذار. وكان هلفاوي ترعرع في عائلة جزائرية في بلدة هيز، حيث تخصص في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وقد سلطت وثائق داعش فكرة عن حياة هؤلاء الذين نبذوا القيم الغربية، وساروا وراء إيديولوجية داعش الوحشية رغم أن كثيرا منهم مثقفون،  لكنهم اختاروا محاربة القيم البريطانية.

وقد عدّ الخبراء تلك الوثائق مادة مهمة للاستخبارات البريطانية، لتحديد هوية الإرهابيين الذين يشكلون خطراً على أمنها القومي.


شفق نيوز