ريـبــورتـــاج: في عيدهم العالمي ... عمال العراق وأحلامهم المؤجلة بالعمل

رغم كل ما يمر به البلد من ظروف وأزمات، احتفل عمال العراق بعيدهم العالمي، ناظرين إلى معاملهم ومصانعهم المتوقفة منذ أمد ليس بقريب عن الانتاج. إذا كان ذلك بسبب الظرف العام او بسبب السياسية الاقتصادية المشوشة التي تتبعها السلطة الحاكمة . احتفل عمال العراق بعيدهم وهم على مقربة من تظاهرات اسبوعية تطالب بعودة الصناعات الوطنية وإيقاف عمليات الاستيراد العشوائية التي انهكت الاقتصاد العراقي. 

أموال طائلة

سعيد حسن ، احد عمال معمل الصناعات الغذائية في ديالى ، بيّن ان توقف المعامل والمصانع الحكومية تسبب بدخول البضائع المستوردة التي لايصل الكثير منها الى مستوى الانتاج المحلي. حسن استذكر: معمل الصناعات الغذائية الذي كان يرفد العائلة العراقية بمختلف انواع الأغذية المعلبة خاصة معجون الطماطم والمربيات. مطالبا بإعادة الروح لهذا الشركات التي ستوفر الاموال الطائلة التي يمكن ان تسهم ببناء العديد من المشاريع الخدمية.

في مسطر ساحة الطيران  يجلس العشرات ،ان لم يكن المئات، من عمال البناء بانتظار فرصة عمل  كريم. عبد رهيم ،خلفة بناء من سكنة الناصرية، يقول: بعد توقف المعامل الحكومية اتجه معظم العمال الى المساطر والاسواق ، فمنهم من فتح بسطية او محلا. مبينا ان العمل في المسطر غير مستقر خاصة في ظل التقشف وتوقف عجلة البناء والإعمار.

حقوق العمال

بالقرب من العمال كان ثمة رجل ثمانيني يوزع عليهم الورود وبيان الاتحاد العام لنقابات العمال . بعد التحية والسلام ، تحدث فاضل الجبوري -ابو ضياء- كما يعرفه اغلب عمال المسطر فهو معلم متقاعد فتح معهدا خاصاً لتعليم عمال المحافظات القراءة والكتابة وتوعيتهم لمعرفة حقوقهم النقايبة اذ دعا الى: ضرورة حل مشكلة البطالة حلاً جذرياً وإصدار قانوني التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال والحقوق والحريات النقابية وفق معايير العمل الدولية التي تنص عليها القوانين. كما طالب الجبوري بسرعة مكافحة الفساد المالي والإداري وشمول العاطلين عن العمل بشبكة الحماية الاجتماعية ومنح العمال المتقاعدين حقوقهم بما ينصفهم ويضمن مستقبلهم. لافتا الى :ضرورة إنهاء عمالة الأطفال وتوفير الحماية الاجتماعية لهم خاصة ممن يعملون في مهن خطرة.

حماية الصناعة الوطنية

الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق ، وفي بيان له بمناسبة الاول من ايار ذكر: أن اتحادنا العام إذ يؤكد على  ضرورة مشاركة طبقتنا العاملة في رسم السياسات الاجتماعية ، والسياسية والاقتصادية لبلدنا والمشاركة الفاعلة في العمل التنموي، والنضال من اجل حل مشكلة البطالة بأسرع وقت. مطالبا: بتحسين ظروف العمل وتعجيل الدورة الاقتصادية، والدعم الكامل للحقوق المشروعة لمنتسبي شركات وزارة الصناعة والمعادن والشركات العامة كافة.  

اضاف البيان: تدرك الطبقة العاملة بخبرتها الغنية أن لا سبيل لبناء عراق ديمقراطي مزدهر ، إلا بتضافر جهود أبنائها وكادحي شعبنا في ترسيخ أسس الديمقراطية في بناء حركة نقابية ديمقراطية مستقلة تعبر عن مصالح العمال المهنية والاقتصادية والاجتماعية. داعيا: حماية الصناعة الوطنية في قطاعات العمل العام والمختلط والخاص. رافضا: خصخصة القطاع العام والخدمات العامة. مؤكدا على: الاستثمار الوطني المباشر لثرواتنا النفطية والدفاع عن حقوق ومكتسبات المرأة العاملة في المساواة في مجالات العمل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنقابية كافة.

أحلام مؤجلة

في الشركة العامة للصناعات القطنية والنسيجية ، والتي تضم العديد من المعامل الخاصة بصناعة وانتاج المفروشات والسجاد والغزول والخياطة ، سهام ملا علي عاملة في معمل خياطة الوزيرية المتوقف عن العمل تقول: للأسف تحولت اعادة العمل بالكثير من معامل الشركة الى حلم بسبب الظرف غير المستقر للبلد. وانعدام الرؤية الاقتصادية للحكومة مع اهمال الصناعات الوطنية. موضحة: ان معامل الشركة كانت ترفد البيوت العراقية بشتى انواع السلع والبضائع. لافتة الى :تغطية الشركة مستلزمات وزارة الصحة من القطن والشاش الطبي والباندج الطبي.

المدى