محللون أميركيون: الصدر استغل فشل العبادي ليصبح القائد الأول!

يرى مسؤولون أمريكيون في تحركات الصدر الأخيرة، دليلاً على رغبته في أن يكون ذا تأثير أكبر في العملية السياسية، والعمل داخلها وليس ضدها، معتبرين ذلك "أمرا جيدا"، غير أن هناك مخاوف من تاريخه منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وقت قاد الصدر حملات مناهضة للقوات الأمريكية في العراق.
ويعتبر المسؤولون، ان مقتدى الصدر نجح في إخراج الآلاف من أنصاره في شوارع العاصمة بغداد خلال الايام الماضية؛ وذلك للمطالبة بالإصلاح السياسي، واتخاذ موقف أكثر تشدداً ضد الفساد وحكومة حيدر العبادي.
وكان الالاف من اتباع الصدر خرجوا في تظاهرات حاشدة وسط العاصمة بغداد، وفي محيط المنطقة الخضراء، شديدة التحصين، للضغط على رئيسي الوزراء والبرلمان في اقرار تشكيلة وزارية جديدة من التكنوقراط، بالتزامن مع عقد مجلس النواب جلسة برلمانية تمكن خلالها من التصويت على تغيير 6 وزراء في الحكومة الحالية، فيما امهلت الكتل السياسية، رئيس الحكومة حيدر العبادي، حتى اليوم الخميس لاستكمال تغيير كامل الكابينة الحالية. 
وكان كاظم العيساوي المعاون الجهادي لمقتدى الصدر، قال للمتظاهرين، اول من امس، إن امرهم الصدر بدخول الخضراء سيدخلوها، وان امرهم بالانسحاب فسينسحبوا.
وقال العيساوي، في خطاب، القاه من على منصة التظاهرة قرب المنطقة الخضراء، إن "المصلح القائد السيد مقتدى الصدر، ان امرنا بدخول الخضراء فإنا داخلوها، وان امرنا بالانسحاب فما لنا غير الطاعة".
وأضاف، "نحن ننتظر الاوامر".
واعتبرت صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية أن مقتدى الصدر، ما زال قادراً على تحريك الآلاف من أنصاره، الأمر الذي زاد من عمق الأزمة السياسية في العراق.
وبالإضافة إلى حضوره اللافت في الشارع العراقي، فإن للصدر - صاحب الـ 42 عاماً - كتلة داخل مجلس النواب العراقي، وعدداً من الوزراء، وهو ما يمنحه نفوذاً أكبر.
مارك تونر، الناطق باسم الخارجية الأمريكية، قال: إن مقتدى الصدر لا يزال صاحب نفوذ هائل داخل العراق، وهو أمر كان واضحاً خلال الاحتجاجات الأخيرة.
وتشير الصحيفة الى ان "ميلشيات مقتدى الصدر خاضت معارك ضارية ضد القوات الأمريكية، إبان فترة الاحتلال، كما تورط الصدر وميلشياته في الحرب الطائفية التي أدت إلى تمزيق المجتمع العراقي، غير أن الصدر بعد ذلك بدأ الاندماج في العملية السياسية، ثم تراجع نفوذه بعض الوقت، وابتعد عن الإعلام قبل أن يعود بقوة".
ويلفت تقرير الصحيفة الاميركية الى أن "في العام 2014 أعاد الصدر تشكيل ملشياته، وأطلق عليها اسم "سرايا السلام"، حيث أرسل 20 ألف مقاتل من الشيعة لدعم القوات الحكومية في حربها ضد تنظيم "داعش" ؛ عقب سيطرة الأخير على مدينة الموصل شمالي العراق، في حزيران من عام 2014".
وفي الآونة الأخيرة طرح مقتدى الصدر نفسه باعتباره لاعباً سياسياً بارزاً في بغداد، حيث وجد في فشل جهود رئيس الحكومة، حيدر العبادي، في تمرير الإصلاحات، فرصته للعودة.
جون لي أندرسون، الصحفي الذي غطى غزو العراق عام 2003، كتب في مجلة نيويوركر، مقالاً عن مقتدى الصدر الشهر الماضي، أكد فيه أن عودة الصدر إلى المشهد السياسي يظهر قدرته على اختيار التوقيت السياسي المناسب، معتبراً أن فشل رئيس الوزراء حيدر العبادي في المضي قدماً بالإصلاحات، بما في ذلك نهج الحكومة ومعالجة الفساد الرسمي المستشري، دفع بالصدر إلى الظهور، حيث نجح في حشد مئة ألف من أنصاره في أكبر مظاهرات عامة شهدها العراق خلال الفترة الماضية.
وبالتوازي مع تحركاته الشعبية والمطالبة بالإصلاح، مد مقتدى الصدر يده إلى العرب السنة الذي يعانون من الإقصاء والتهميش من قبل حكومات بغداد المتعاقبة، حيث يرى إبراهيم المراشي، أستاذ التاريخ بجامعة ولاية كاليفورنيا أن تصرفات مقتدى الصدر منذ العام 2013 لا تتسق مع نمط السياسات التي تحركها الطائفية في العراق.
وكانت عشيرة الجنابيين في جزيرة سامراء، ذات الاغلبية السنية، بادرت الى جدارية كبيرة رسمت عليها الصدر، "عرفاناً بالوقفة المشرفة التي وقفها الصدر للعراق بكل أطيافه في تحرير الأراضي من قبضة داعش".