أطباء كربلائيون ينجحون بإجراء عمليات جراحية "نادرة"

المدى برس / كربلاء

أعلنت دائرة صحة كربلاء، اليوم الأحد، نجاح عدد من أطبائها بإجراء عمليات جراحية صعبة و"نادرة" وإنقاذ حياة عدد من المرضى، فيما أكدت أن بعض تلك العمليات أجريت بشكل مختلف عما هي عليه في خارج البلاد.

وقال مدير إعلام صحة كربلاء سليم كاظم في حديث إلى (المدى برس)، إن "الفريق الطبي الموفد من دائرتنا إلى مستشفى محمد الماجد في سامراء نجح خلال الأيام الأخيرة بعملية جراحية استغرقت أكثر من ساعتين، لترقيع عظم الفك الأسفل وتثبيته بالفك الأعلى وترقيع الأنسجة الرخوة داخل الفم لأحد مقاتلي الحشد الشعبي".

وأضاف كاظم، أن "إصابة الجريح في الوجه كانت بليغة نتيجة انفجار عبوة ناسفة خلال محاولته تفكيكها، وأدت إلى فقدانه أجزاء كبيرة من الفك الأسفل والأنسجة الرخوة، ما تطَلب إخضاعه لعملية جراحية عاجلة"، مبيناَ أن "المصاب قد أستعاد وعيه تدريجياً بعد العملية وغادر المستشفى في اليوم التالي". 

وأشار كاظم، إلى أن "أطباء متخصصين من المحافظة وبمشاركة فرق طبية نجحوا أيضاً خلال الأيام الأخيرة، في إجراء عدد من العمليات النادرة على مستوى البلد في مستشفيات المحافظة".

من جانبه قال أخصائي جراحة الأنف والأُذن والحنجرة في مدينة الحسين الطبية ناظم عمران كاظم في حديث إلى (المدى برس)، "نجحنا مع فريق طبي في إجراء عملية جراحية نادرة لاستئصال ورم خبيث من حنجرة مريض كربلائي"، مبيناً أن "العملية استغرقت خمس ساعات تم خلالها استئصال الحنجرة والورم بالكامل".

وأضاف كاظم، أن "هذا الورم سبّب صعوبة في التكلم لدى المريض، حيث يعمل الفريق الطبي على تدريبه لإعادة النطق بشكل طبيعي أو من خلال ربط جهاز مساعد يعمل بدل الحبال الصوتية"، مشيراً إلى أن "هذه العملية تُعد فريدة من نوعها بالمحافظة لصعوبتها على مستوى القطر والتي عادة ما تُجرى في مراكز الأورام المتقدمة في العالم وبكلف مالية كبيرة".

بدوره قال أخصائي جراحة الأنف والأذن والحنجرة في مدينة الحسين الطبية عادل المسعودي في حديث إلى (المدى برس)، إن "عملية جراحية تمت بالاشتراك مع أخصائي جراحة الجملة العصبية الدكتور أمجد الدفاعي وفريق طبي  في إجراء عملية جراحية معقدة ونادرة أعادت البصر لمريضة كربلائية في العقد الرابع من العمر"، مبيناً أن "المريضة كانت مصابة بورم في الغدة النخامية وبحاجة إلى إجراء عملية جراحية فورية".

وأضاف المسعودي، أن "الفريق الطبي قرر إجراء العملية عن طريق فتحة الأنف بدلاَ من فتح الجمجمة لتفادي المضاعفات الجانبية وتأخر شفاء المريضة ومنعاً لبقاء آثار للعملية"، موضحاً أن "الفريق الطبي تمكن بعد ساعتين من وقت العملية من رفع الورم كاملاَ واستعادت المريضة بصرها تدريجياً بعد العملية".

وأشار المسعودي، إلى أن "هذه العملية تُعد الأولى من نوعها في المحافظة لرفع الأورام دون اللجوء إلى فتح الجمجمة كما يحصل في العمليات التي تجرى خارج العراق".

من جهتها قالت الطبيبة في مستشفى الأمراض النسائية بكربلاء بتول السلطاني في حديث إلى (المدى برس)، إن "فريقاً طبياً برئاستنا تمكن وبعملية جراحية نادرة من استئصال ورم ليفي يزن 2,25 كيلو غرام من رحم سيدة كربلائية بعمر 28 عاماً"، مبينة أن "العملية استغرقت قرابة 75 دقيقة حرص خلالها الفريق على استئصال الورم دون حدوث مضاعفات لدى المريضة وقد نجح بذلك".

وأضافت السلطاني، أن "مثل هذه العمليات تتطلب قلع الرحم لكننا نجحنا بإبقائه وسيكون بإمكان تلك السيدة الإنجاب مستقبلاً، مشيرة إلى أن "الفحوصات الأولية للمريضة كانت قد بينت وجود كتلة داخل الرحم بلغت مساحتها 10 سم - 22 سم، وبعدها شخصنا بأنه ورم، ما أستدعى إجراء عملية جراحية عاجلة لها". 

وكانت دائرة صحة محافظة كربلاء، قد أعلنت في (الـ23 من كانون الثاني 2016)، نجاح أطبائها بإجراء عمليات جراحية "نادرة"، فيما عدتها الأولى من نوعها في المحافظة باستخدام تقنيات طبية حديثة.

وتعاني محافظة كربلاء، من نقص واضح في المستشفيات والخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، في ظل تزايد عدد السكان وكثرة النزوح والهجرة إليها من المحافظات الأخرى، مما اضطرت العتبتان الحسينية والعباسية إلى دعم القطاع الصحي بالمحافظة من خلال الشروع بإقامة مستشفيات تخصصية.