أوباما من الرياض:العبادي شريك جيّد.. والوقت غير مناسب لعرقلة جهود حكومته
بعد يوم من اتصالات مكثفة أجراها قادة عرب مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لبحث التطورات السياسية والأمنية في العراق، تعهد الرئيس الاميركي باراك أوباما باستمرار دعم الولايات المتحدة وتقديم المساعدات الإنسانية للعراق.
والتقى العبادي، الخميس الماضي في بغداد، مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال جوزيف دنفورد، والوفد المرافق له، ورئيس بعثة الاتحاد الأوربي باترك سيمونيه في لقاءين منفصلين.
يُذكر أن رئيس الوزراء حيدر العبادي، ناقش، مساء الاربعاء، التطورات السياسية والأمنية في العراق مع قادة الخليج وفي مقدمتهم العاهل السعودي الذي قدم دعوة للعبادي لزيارة الرياض. كما ناقش رئيس الوزراء الملفات ذاتها، في اتصالات هاتفية مع الرئيس المصري والعاهل الأردني، فضلا عن الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وخلال مؤتمر صحافي في ختام القمة الخليجية الأميركية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض، وتابعته (المدى برس)، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أن رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي "شريك جيد وأن الوقت غير مناسب لعرقلة جهود الحكومة العراقية".
وأضاف أوباما أن "الولايات المتحدة قلقة إزاء إدارة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي للسلطة في العراق"، مؤكدا في الوقت نفسه أن "العبادي شريك جيد".
وأكد الرئيس الأميركي أن "الشعب العراقي هو صاحب القرار في اختيار من يقود حكومته وليس الولايات المتحدة أو إيران"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة على اتصال مع مختلف الأحزاب العراقية لتشجيعها على التوصل إلى صيغة نهائية للحكومة".
واعتبر أوباما أن "الحكومة العراقية تواجه تحديات كثيرة نتيجة هبوط أسعار النفط مع ضرورة تنفيذ الأعمال المطلوبة لإنقاذ سد الموصل ومواصلة المعركة ضد داعش"، لافتاً الى ان "الوقت غير مناسب حالياً لخلق اختناق وعرقلة ".
وأكد الرئيس الأميركي أن "الولايات المتحدة ما تزال متحدة مع شركائها من العرب في جهودهم لتدمير تنظيم داعش الذي يشكل مصدر تهديد لنا جميعاً"، مبيناً أن "أولئك الشركاء سيزيدون مشاركتهم في تلك المعركة".
وشدد أوباما على ضرورة "الاستمرار بدعم العراق وهو يقوم بتحرير أراضيه ومدنه من سيطرة داعش وإعادة الاستقرار فيها"، متعهداً بأن "تستمر الولايات المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية للعراق وسوريا".
بدوره، دعا وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر دول مجلس التعاون الى انخراط اكبر في العراق، بعد لقائه ،الاربعاء، نظراءه الخليجيين في الرياض.
وقال كارتر "أُشجع شركاءنا في دول مجلس التعاون على القيام بالمزيد، ليس فقط عسكرياً كما تفعل السعودية والإمارات وأنا أقدر ذلك كثيرا، لكن ايضا سياسياً واقتصادياً". وأضاف ان "الدعم السنّي لحكم متعدد المذاهب وإعادة الإعمار خصوصا في المناطق السُنية بالعراق، سيكونان مهمّين لضمان هزيمة تنظيم داعش".
وتشارك السعودية والإمارات في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ صيف العام 2014، ضد التنظيم الإرهابي الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق.
وغالبية المناطق التي يسيطر عليها داعش في العراق ذات غالبية سُنية. وتمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف من استعادة العديد منها خلال الاشهر الماضية، لكن المعارك تسببت بدمار هائل في معظمها.
وتأمل واشنطن في ان تعيد دول الخليج فتح سفاراتها في بغداد، كما فعلت السعودية في كانون الاول 2015 بعد غياب لنحو عقدين. كما ترغب في مشاركة الدول في عملية إعادة إعمار المناطق العراقية من خلال الأمم المتحدة او "منظمات غير حكومية"، بحسب كارتر.
وفي سياق التطورات المتلاحقة، استقبل رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الخميس في بغداد، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دنفورد والوفد المرافق له لبحث سبل "تعزيز التعاون العسكري بين البلدين في مجالات التدريب والتسليح والضربات الجوية وأهمية استمرار زخم المعارك لتحرير بقية المناطق"، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للعبادي، تسلمت (المدى برس) نسخة منه.
وأشاد الجنرال دنفورد بـ"التطور الكبير للقوات العراقية وتمكنها من تحرير عدد كبير من المناطق وتحقيق الانتصارات المتتالية على عصابات داعش الإرهابية"، مؤكداً "استمرار دعم الولايات المتحدة للعراق في حربه ضد الإرهاب".
وفي بيان آخر ، تلقت (المدى برس) نسخة منه ، قال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء إن "رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي استقبل في مكتبه ،يوم الخميس، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي باترك سيمونيه".
وأضاف البيان "جرى خلال اللقاء بحث الوضعين السياسي والأمني والتحديات التي تواجه العراق في مختلف القطاعات وبالأخص التحدي الاقتصادي والمالي".
وأعرب رئيس البعثة عن "دعم الاتحاد الأوربي للعراق في حربه ضد الإرهاب وللخطوات الإصلاحية التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي". وأعلن سيمونيه عن "منحة لمساعدة العراق في مجال دعم النازحين وإعادة الاستقرار للمناطق المحررة".
المدى |