بعد هزيمته في العراق.. داعش يخلف وراءه إستراتيجية "الأرض المحروقة"
بعدما واجه تنظيم داعش هزيمة منكرة في الأراضي العراقية واصبح يفقد سيطرته على معاقله بالبلاد، قرر تطبيق إستراتيجية"الأرض المحروقة" وان يكسح في طريق قبل الخروج من الأراضي التي سيطر عليها مخلفا وراءه الدمار والخراب في مناطقالأخضر واليابس.
انفردت مجلة فورين بوليسي الأمريكية بتحقيق - ترجمه كتابات نيوز- حول الإستراتيجية الداعشية بعد الهزيمة ومدى تضررالبيئة العراقية من العدوان الذي توالى عليها. أكدت المجلة ان غابة مدينة إربيل، عاصمة الأكراد في العراق، كانت تعتبر مفخرةمنتزهات سكان المنطقة قبل ان يسيطر عليها داعش ضمن أراضي الأكراد التي احتلها عام 2014، حيث إستخدم التنظيم أشجارهاالكثيفة في هجمات علي المدينة بحرقها مما يجعل الضربات الجوية ضد التنظيم لا فائدة منها.
ذكرت المجلة أن داعش طبق هذه الإستراتيجية لإثبات أن الأراضي غير صالحة أدميا للسكان، ولذلك كانت سلاحا في تقدمهمالعسكري بمناطق الأكراد.
تروي المجلة أنه في يناير 2015، قام التنظيم بإحراق سوق بالقرب من نهر الزاب المتفرع من نهر دجلة، ومنع أفراد التنظيم قواتالبشمركة من الوصول للنهر لإطفاء الحريق التي أخذت في طريقها المحاصيل والماشية وأدوات زراعة غالية الثمن.
ماذا خسرت أراضي العراق بفعل داعش؟
اشارت المجلة إلى أن البيئة دفعت أثمانا باهظة قبل تنظيم داعش أيضا، حيث أن العدوان الذي استمر 13 عاما في العراق، خاصةفي محافظتي كركوك ونينوي الزراعيتين الذين شهدوا أكبر غنتهاكات أثناء الغزو المريكي منذ عام 2003. ويعود هذا المر أيضاإلى فترة حكم صدام حسين، الذي كان يجبر الفلاحين في الإنضمام إلى الخدمة العسكرية للإشتراك في الحرب ضد إيران، مما أدىإلى بور الأراضي الزراعية بالعراق بفعل تهجير الفلاحين.
نقلت المجلة عن مسؤولين عراقيين بمجال الزراعة انهم لم يعودوا قادرين على تقييم الدمار الذي الحقه داعش بالمناطق الخضراءويقول مهدي مبارك، رئيس مديرية الزراعة بمحافظة كركوك أن المحافظة تضم 250 الف فدان من 40 الف مازال التنظيم يسيطرعليهم.
ذكرت المجلة أن 450 الفا من الأراضي الزراعية بمحافظة نينوى، التي يقطنها الأزيديين، منطقة صفراء بسبب إحتلال الجهاديينلها مدة 5 أشهر، حيث تدمير أوجه الحياة ل 145 مشتلا زراعيا بما فيهم من مولدات خاصة بالزراعة.
اضاف التحقيق أن مستوى الدمار الذي يلحفه داعش بالمناطق الزراعية كان يعتمد على هوية ملاكها، ففي منطقة الحميرةبمحافظة كركوك، كانت المواجهات بين داعش وملاك الاراضي في تلك المنطقة معنمدة على الوعود، لأنهم كانوا من مناطق التابعةللسنة في العراق، فكان التنظيم يعدها بتمويل وسائل المواصلات الخاصة بهم ويؤمن كثير من مصالحهم.
صعوبة معركة اعادة البناء
قالت المجلة أن تدمير الأراضي الزراعية أسفر عن ارتفاع اسعار الخضروات والفاكهة وبالتالي أيضا اللحوم مما جعل العائلاتالعراقية تواجه صعوبة في توفير الإحتياجات الأساسية، خاصة مع فرض الرشاوى من قبل ميليشيات الشيعة والبشمركة على نقاطالتفتيش مما أدى إلى إرتفاع أسعار الماشية من 150 الف دينار عراقي إلى 200 الف.
وعن الحكومة العراقية، أصبح الوضع الإقتصادي يمر بأسوأ المراحل بسبب تدمير قطاع الزراعة ومع إنخفاض أسعار النفط أدىذلك لعجز بحجم 20 مليار دولار، ولجوء الحكومة للإعتماد على محاصيل من تركيا والسعودية وإيران بعد ان كانت تزرع القمحوالشعير بنسبة كبيرة.
أضاف مسؤول الزراعة بكركوك، أن الزراعة بالمحافظة كانت سلة غذاء للعراق و"اصبحت الأن لا تنتج شيئا"، حيث كانت تنتجالمحافظة 450 الف متر طني من القمح و250 الفا من الشعير و100 الف من القطن، لكن بعد الحرب أصبح الإنتاج أقل بنسبةتقدر بربع الإنتاج سابقا.
كتابات |