تعتزم الكتل الشيعية العراقية، تنظيم تظاهرات وصفتها بـ”المليونية” في 14 محافظة غدا الجمعة وذلك دعمًا لمبادرة أطلقها زعيم المجلس الأعلى الشيعي، عمار الحكيم، أخيرًا، لحل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد.
وتتضمن مبادرة الحكيم، التي سلّمها لرئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، “تحقيق الرغبة الجماهيرية والشعبية في إحداث تغييرات نوعية في الأداء الحكومي بكافة مفاصله وعلى مختلف مستويات المسؤولية، فضلًا عن الحفاظ على الشرعية الدستورية والنيابية للحكومة، وتوفير الغطاءات المناسبة لها سياسيًا كي تساعدها على اتخاذ خطوات كبيرة وجوهرية وبإسناد برلماني وسياسي كبير”.
وقال قيادي في المجلس الأعلى الشيعي، إن “التعليمات التي تم تداولها منذ مساء أمس،على مستوى قيادات المجلس الأعلى، تقضي بضرورة حشد الجماهير الشيعية بالتزامن مع صلاة الجمعة المقبلة، بهدف التظاهر دعمًا لمبادرة الحكيم”.
وأضاف أن “التعليمات تضمنت الاستعداد لتظاهرات مليونية في 14 محافظة عراقية، منها بغداد والبصرة وميسان وذي قار وواسط والسماوة وبابل وديالى”. ويقول مراقبون للشأن العراقي، إن عمار الحكيم عقد لقاءات عديدة خلال الفترة الأخيرة، لبحث المستجدّات على الساحة السياسية العراقية.
وفي هذا الإطار، أشار المحلل السياسي، طه عناد الجبوري، إلى أن “الحكيم التقى أخيرًا بعدد من السفراء والشخصيات الدبلوماسية، وكان لقاؤه الأخير مع مبعوث الرئيس الأمريكي إلى العراق، بيرت ماغورك، الذي أثنى على مبادرة الحكيم بشأن الإصلاحات والتعديل الوزاري المُرتقب”.
وأضاف الجبوري، “تحركات الحكيم الأخيرة، وحالة الغزل بينه وبين مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان، فضلاً عن محاولته تجميع القوى الشيعية ضد غريمه مقتدى الصدر، تؤكد أن المجلس الأعلى يحضّر لمفاجأة تنتهي بالإطاحة بحيدر العبادي من رئاسة الوزراء”.
كما التقى الحكيم، قبل يومين، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، وسلّمه مبادرة المجلس الأعلى للإصلاح، التي أشاد بها الأخير، معتبرًا إياها “خارطة طريق تضمن حقوق الجميع” حسب بيان صادر عن المجلس.
واستقبل الحكيم، أخيرًا، السفير الإيراني لدى بغداد، حسن دنائي، الذي أعرب عن “قناعته بأن مبادرة الحكيم تمثّل طوق نجاة للعراقيين للخروج من أزمتهم السياسية”.
ويقول محللون إن “الحكيم الذي يقود حراكًا سياسيًا ضد كل من حيدر العبادي قرّر تحويل حراكه إلى الشارع من أجل استعراض القوة وتخويف مناوئيه وأبرزهم الصدر الذي تشير معلومات إلى نيته العودة للاعتصام بعد رفض معظم مرشحي العبادي للتشكيلة الوزارية الجديدة من قبل لجان مختصة في البرلمان”.
وتضمنت مبادرة الحكيم أيضًا “التعامل مع الوضع الراهن بواقعية، وترتيب الأولويات، والاستمرار بتشكيل حكومة التكنوقراط، وتمثيل المكونات الأساسية المشاركة في حكومة التنكوقراط”.
كتابات
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words