البرلمان العراقي يعتبر الأنبار «محافظة منكوبة» و«التيار الصدري» يرسل مساعدات للفلوجة المحاصرة
صوتمجلس النواب العراقي بالإجماع على قرار باعتبار محافظة الأنبار غرب العراق «محافظة منكوبة»، بالتزامن مع إرسال «التيار الصدري» مساعدات إنسانية عاجلة إلى الفلوجة. وقد صوت المجلس على القرار أول من أمس السبت بعد قراءة رئيسه، سليم الجبوري، صيغة قرار باعتبار الأنبار منكوبة، بناء على توصية قدمت من 60 نائبا. وصوّت المجلس بالإجماع على القرار، نظرا للإضرار الفادحة التي لحقت بالمحافظة جراء المعارك الدائرة منذ سنتين بين القوات العراقية وتنظيم «الدولة» (داعش)، وتعرض البنية التحتية للمحافظة، من مبان وجسور ومستشفيات ومدارس ومنشآت ودور المواطنين، إلى خسائر مدمرة، إضافة إلى ارتفاع أعداد الخسائر في الأرواح بين المدنيين من قتلى وجرحى أثناء المعارك أو على يد عناصر الدولة. وقد تلا النائب عبد القهار السامرائي بيانا في الجلسة بشأن الأوضاع الإنسانية الصعبة في مدينة الفلوجة، وعجز الحكومة المحلية عن إدخال المساعدات الغذائية للمواطنين إلى المدينة. وطالب الدول العربية والإسلامية بالمساعدة في إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلوجة والعمل على تسليح أبناء العشائر لتحرير المدينة من سيطرة عصابات داعش، بالإضافة إلى الإسهام في تأمين الاحتياجات اللازمة في مناطق النزوح وإعادة إعمار المناطق المحررة. وكان فريق تابع للأمم المتحدة أكد في الرابع من اذار/ مارس الماضي، أن «الدمار في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، مذهل وأسوأ من أي مكان آخر في العراق. كما تنتشر الألغام فيها في كل مكان»، وذلك بعد قيامه بأول زيارة لتقييم الأوضاع في المدينة المحررة. وضمن السياق نفسه أمر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر «كتائب سرايا السلام»، التابعة له، بإيصال المساعدات الإنسانية الضرورية لغير المتعاطفين مع داعش من أهالي محافظة الأنبار، خلال 24 ساعة المقبلة. وأعرب عن أمله في أن تباشر الحكومة العراقية بإعمار البنى التحتية لتلك المحافظة المنكوبة. وقال بيان لمكتب السيد مقتدى الصدر إن «إخوتنا في محافظة الأنبار يعانون الجوع والفقر بسبب ما عانوه من إرهاب الدواعش وأعمالهم وفكرهم التشددي المقيت». وقدم شكره إلى «القوات المسلحة العراقية لما قامت به من تحرير الأراضي المغتصبة من تلك المحافظة». ونقل البيان توجيه الصدر لكتائب سرايا السلام «بالتوجه لتلك المحافظة لإيصال (المساعدات الإنسانية الضرورية) إلى الأهالي ممن لم يكن متعاطفاً مع الدواعش خلال أربعة وعشرين ساعة»، مشدداً على «ضرورة أن ينسقوا دخولهم مع القوات الأمنية البطلة». وأضاف الصدر أن «عملهم هذا سيكون بابا من أبواب الإنسانية أولا ومن باب تعزيز الوحدة ثانيا». وأعرب عن أمله في أن «يبدأ الجميع – ولا سيما الحكومة العراقية – بإعمار البنى التحتية لتلك المحافظة المنكوبة، وتشكيل لجان شعبية من نفس المحافظة، للحفاظ على الانجازات الرائعة التي قدمتها القوات الأمنية وإبعاد كل المتشددين من تلك المحافظة، ولا سيما القادمين من خلف الحدود». ومن جهة أخرى حمّل ممثلو ووجهاء محافظة الأنبار الحكومة العراقية والهيئات الإنسانية والقانونية مسؤولية ما تتعرض له الفلوجة من تجويع وحصار وقطع المياه والكهرباء. وقال بيان تلته شخصيات عراقية – من بينها الشيخ عبدالملك السعدي – خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الأردنية عمّان، إن مدينة الفلوجة «تتعرض لأعنف حملة إبادة بالبراميل والصواريخ من الأرض والجو، إضافة إلى حصار على إدخال الغذاء والدواء وقطع للماء والكهرباء والدواء». وطالب البيان، الذي جاء بعنوان «صرخة الفلوجة» برفع الحصار عن المدينة والسماح بإدخال المساعدات الإغاثية والغذائية، وفتح ممرات آمنة. كما أكد البيان مطلبه بفرض الحظر الجوي على طائرات الحكومة العراقية الذي قال إنها «تقصف المدنيين العزل بالصواريخ والبراميل المتفجرة المحرمة دولياً». وخلال المؤتمر الصحافي، تحدث الشيخ مكي نزال، أحد وجهاء الفلوجة، قائلا إن الحكومة العراقية «هي المسؤولة الأولى عما يحدث في الفلوجة، وإنها هي التي تحاصر السكان، إضافة إلى جرائم تنظيم داعش»، حسب تعبيره. وطالب بفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين المحاصرين في المدينة. وقد اتهم البيان الحكومات العربية والمجتمع الدولي بالتقصير تجاه المدينة المحاصرة. ويذكر أن مجلس محافظة الأنبار أعلن أن مدينة الرمادي، مركز المحافظة «مدمرة بنسبة 90٪، جراء المعارك والقصف الدولي والحكومي قبل وأثناء معركة تحرير الرمادي من تنظيم الدولة»، الذي سيطر عليها منذ بداية عام 2014 وما زال يسيطر على بعض مدنها. ويتوقع المراقبون أن يساعد قرار مجلس النواب اعتبار الأنبار منطقة منكوبة في تقديم المنظمات الدولية والدول مساعدات إنسانية عاجلة لإغاثة سكانها وتقديم الدعم لحملة إعادة إعمار مدن المحافظة المدمرة.
القدس العربي
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words