القيادات السنّية بين خيارين
تجري عملية مُمنهجة ضد ممثلي السنّة المشاركين في العملية السياسية من قبل أطراف سنّية معارضة تقيم في أربيل وعمان وإسطنبول والدوحة، تسعى لان تكون البديل للقيادات السنية الحالية.
التنسيق قائم على قدم وساق نحو هذا الاتجاه، عبر تصوير قادة السنّة المشاركين في العملية السياسية بانه "خونة" لشعبهم وانهم يتواطؤون على اضطهاد الأقلية السنية في العراق.
وفي بعض الأحيان تلجأ هذه الأطراف إلى إغراء بعض القيادات السنية المشاركة في العملية السياسية، التي لم ترسّخ موقفها الوطني بشكل جيد، فتضع قدما في العملية السياسية وأخرى في المعارضة السلبية، تغريها إما بالانشقاق عن العملية السياسية أو البقاء فيها لتشكيل "سكين خاصرة" أو "حصان طروادة" لعرقلة مساعي الوفاق والتنسيق، والقرارات الحكومية.
انّ على هذه القيادات السنية ان تعي حجم المؤامرة عليها بالذات، وتتحالف بصدق مع اطراف العملية السياسية وتساند الحكومة بشكل فعال وجدي لتفويت الفرصة على خصومها الذي يعملون بقوة وفعالية لأقناع أهالي المناطق السنية بعدم جدوى السياسيين السنة المشاركين في العملية السياسية.
لازال هؤلاء، يصورون العراق بلدا منهارا وانه يفتقد الى مقومات الدولة وبالتالي فلابد من التقسيم، وعزل القيادات السنية الحالية بشخصيات مدعومة من دول الخليج وتركيا.
وعلى رغم ادراك ان هناك قيادات سنية لم يعد يهمّها من كل ما تقدّم، شيئاً، بعدما اتْخِمت بمليارات الدولارات والشركات والعقارات في خارج البلاد، فان التعويل يكون على تلك الشخصيات السنية التي تسعى الى تنسيق حقيقي مع باقي الأطراف السياسية في تجاوز للخطوط الطائفية والمصالح السياسية.
ولعل أفضل الحلول، للقيادات السنية الحالية، هو في تجديد دماءها بشخصيات سنية كان لها موقفها الواضح من الحرب على داعش في القتال الميداني والتضحيات، هؤلاء يمكنهم ان يشكلوا الضمان لنجاح القيادات الحالية، ويجعلهم منتصرين في معركتهم مع خصومهم في خارج البلاد الذي يبذلون الجهود في تدخل إقليمي يغير الخارطة السياسية في العراق.
ثمة حاجة الى قيادة سنية وطنية تعزل الخونة والجبناء عن المشاركة في معارك التحرير، وتتبنى مشروعا وطنيا يدعم الحكومة والقوات الأمنية لتحرير المناطق السنية من داعش. اما غير ذلك فان أول المتضررين من التداعيات المفاجأة الناجمة عن مؤامرات الأعداء، هي القيادات السنية نفسها.
المسلّة |