"المسلة" تحاور العوادي: لا خلافات "شخصية" للتيارالصدري مع المالكي.. ولا انشقاقات بالتحالف الوطني
قال عضو مجلس النواب العراقي عن كتلة الاحرار، النائب حسين العوادي، ان الاختلاف في وجهات النظر داخل التحالف الوطني، أمر طبيعي ووارد في اي قضية سياسية.
وأضاف في حوار أجرته معه "المسلة" انّ لا تغييرات مرتقبة في قيادات التيار الصدري، و ما يدور من إشاعات غير صحيح وغير واقعي، والتيار الصدري يعمل في "الفضاء"، لا خلف الكواليس.
واكد العوادي على انّ زعيم التيار الصدري لا يتواني عن فضح الفاسدين اذا كانوا موجودين داخل التيار الصدري.
ونفى العوادي ان تكون هناك خلافات شخصية بين التيار الصدري والمالكي، مشيرا إلى ان الخلافات كانت حول إدارة الدولة، حيث وجّه التيار، الانتقادات للمالكي حين كان رئيسا للوزراء.
وفيما يلي نص الحوار:
هنالك تصريحات تسعى الى شق وحدة الصف الشيعي، عبر تضخيم الخلافات بين مكونات الائتلاف الوطني.. ما حقيقة وجود انشقاقات؟
قد يكون هنالك اختلاف في وجهات النظر حول الموقف من بعض القوانين، في بعض المواقف السياسية او غيرها، لكن ذلك لا يعني "شق الصف"، وإنما الاختلاف في وجهات النظر، أمر طبيعي، ووارد في اي قضية سياسية.
التحالف الوطني يسعى إلى لملمة الشمل خاصة في ظل الظروف المالية والأمنية التي يمر بها العراق، وفي ظل وضع أمنى واقتصادي مرتبك، وتدهور في أسعار النفط، ووجود مشاكل في الدخل القومي العراقي.
كل هذه القضايا، تجعل من التحالف الوطني في سعي إلى وحدة الكلمة، وتلافي المشاكل سواء داخل التحالف الوطني أو مع الكتل الأخرى، لقطع الطريق أمام المتربصين بالعراق.
ما تأثير الأزمة المالية على مشاريع البني التحتية، هل من أمثلة على ذلك؟
اغلب المشاريع توقفت، لحين تجاوز الأزمة المالية، وهذا يعود سلبا على حياة المواطن. لقد طالبنا في البرلمان العراقي بزيادة حجم الصادرات النفطية وغير النفطية لسد النقص الحاصل في الموازنة.
كل ذلك لا يعني ان الحكومة العراقية سوف تتوقف عن إكمال المشاريع التي تؤثر بصورة مباشرة على حياة المواطن، بل تحاول إكمالها.
هناك حملة عدائية ضد الحشد الشعبي والسعي إلى منع مشاركته في تحرير الفلوجة.. هل من خطوات لإحباط مثل هذه الحملات العدائية؟
اعتقد ان هذه الحملات تأتي بسبب قوة الحشد الشعبي وهذه الحملات التي يقوم بها بعض المنتفعين من الفوضى والقتال والتمرد، عندما تكون هنالك صيحات قوية وردود فعل قوية، دليل على قوة الحشد وسيطرته التي يفرضها على المدن، والدليل انه لا يوجد تحرير لأي مدينة في العراق بدون الحشد الشعبي على اعتبار انه ذراع قوية قادرة أخافت داعش وأعوانه سواء خارج العراق أو داخله، ولا نستغرب من هذه الصيحات وهذه الأصوات التي تريد النيل من هيبة العراق والحشد الشعبي.
هل أنتم راضون على الموقف العراقي العام شعبا، وكتلا سياسية، من إعدام الشيخ النمر؟
إعدام النمر قضية سياسية، وان إعدامه هو إسكات الصوت الناطق لحقوق الشعب السعودي.
هذا الرجل في مسيرة حياته منذ الطفولة، وحتى لحظة استشهاده، كان مناضلا ومضحيا بدمائه الزكية من اجل الشعب المضطهد المظلوم، خاصة المحافظات الشيعية، ودماء النمر ستكون طريقا ينير درب الأحرار في السعودية والعالم.
كيف تتوقع الحرب على الإرهاب في العراق في 2016؟
الحرب على الإرهاب حرب شرسة وليست سهلة ولكن الجيش العراقي والحشد الشعبي يمسكون بزمام الأمور، وقد استعاد الجيش العراقي هيبته، والدليل على ذلك، هذه الانتصارات المتكرّرة المتوالية.
انّ عام 2016 سيكون عام الحسم، وعام الانتصارات والقضاء على داعش بعد تحرير الموصل، رغم الظروف المالية الصعبة.
الحرب اليوم تحتاج الى أموال كثيرة وطائلة ولكن بفضل الله ستمرّ هذه الازمة بدعم المرجعية ودعم قادتنا السياسيين الشرفاء الذين يريدون للعراق الخير، وكذلك الدول الصديقة التي تريد النصر للشعب العراقي.
هل صحيح ان هناك تغييرات مرتقبة في قيادات التيار الصدري؟
هذا الكلام غير صحيح وغير واقعي، والتيار الصدري يعمل في الفضاء ولا يعمل خلف الكواليس وان كانت هناك تغييرات ستكون مكشوفة بدون تردد، وكل من يسيء لهذا التيار سيعلن اسمه، هذا ما علمنا به السيد مقتدى الصدر والشهيد الصدر والهيئة السياسية، وكل أخوتنا الكبار في الخط القائم لهذا التيار الشريف المجاهد. لا يتهاون سماحة السيد في فضح اي مسؤول تلاعب أو اختلس الأموال. هناك إشاعات وأكاذيب وأقاويل للنيل من كتلة الأحرار، وكذلك من القادة السياسيين.
يقال بأن السيد مقتدى الصدر سيصدر قائمة بأسماء فاسدين هل صحيح ذلك ؟
أنا لم أكن متحدثا باسم سماحة السيد مقتدى الصدر، أو أقول "نعم" او "لا"، ولكن كان هناك مفسدين لا يتوانى السيد من محاسبتهم، هذا ما عودنا عليه في فضحهم من على منابر الجُمع وفي الاستفتاءات والاستبيانات ولا يتهاون في ذلك على الاطلاق، وان كان هنالك مفسدا سيأخذ حقه وجزاءه العادل من سماحة السيد والكتلة السياسية.
خلافكم مع المالكي صار طويلا، هل من مصالحة مرتقبة ؟
لم يكن هنالك خلاف "شخصي" بين التيار الصدري والمالكي وانما هو خلاف على إدارة الدولة. نحن كتلة سياسية نصحنا المالكي في كثير من المحافل فيما يتعلق بالوضع العسكري واختيار القادة الأمنيين وصرف الأموال ومحاسبة المفسدين.
لقد كانت أصوات كتلة الأحرار والتيار الصدري تصدح بالنقد، و ليس هناك خلاف شخصي مع السيد المالكي وإنما هو خلاف حول الدارة الدولة.
لقد صحّت أقاويل التيار الصدري وطروحاته حول السياسة التي اتخذتها الحكومة السابقة واعتقد ان بعض مما يعانيه الشعب العراقي اليوم هو بسبب الحكومة السابقة على اعتبار انها كانت تدير دفة الحكم.
البعض يرى ان آليات مكافحة الفساد في العراق، مازالت "ترقيعية" هل نتوقع في العام الجديد، إجراءات جذريةوعقوبات رادعة للفاسدين.
نحن نتمنى ان تكون هناك عقوبات رادعة، ونأمل من الحكومة الجديدة في جعل سنة 2016 سنة حقيقية لضرب الفاسدين وبناء مؤسسة حقيقية قادرة على ضرب المفسدين وكذلك كشفهم بدون استثناء.
ونطلب من رئيس مجلس الوزراء وهو السلطة التنفيذية، ومن القضاء، ومجلس النواب، العمل سوية من اجل فضح المفسدين من كل الكتل السياسية بدون استثناء سواء القادة الأمنيين في المؤسسة العسكرية، او القضائية او التشريعية او التنفيذية من اجل وضع العراق على سكة التقدم والاستقرار.
المسلّة |