البصرة - يُصور فيلم روائي عراقي جديد قصة امرأة يزيدية شابة خطفها مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية المعروف اختصارا باسم 'داعش'. وتعاني المرأة واسمها جوان وهو اسم الفيلم أيضا من اعتداءات وحشية واستعباد على أيدي من أسروها بعد خطفها من بلدتها في شمال العراق في أعقاب سقوطها في أيدي التنظيم المتشدد. ولاقت مئات اليزيديات حتفهن وتعرضت ألوف للأسر والاستعباد من جانب متشددي التنظيم الذين اجتاحوا مدينة الموصل في شمال العراق في يونيو/حزيران 2014 وأعلنوا الخلافة على أراضي استولوا عليها في العراق وسوريا. وتقول جماعات حقوقية إن نساء وفتيات يزيديات تعرضن للأسر والاغتصاب والتعذيب وأُجبرن على الدخول في الاسلام والزواج بأعضاء في التنظيم. وصُوِر الفيلم ومدته 30 دقيقة في مدينة البصرة جنوب العراق على مدى عشرة أيام في صيف 2015. وقال مخرج الفيلم ومنتجه علي الجابري إنه يأمل تسليط الضوء على معاناة الأقليات العرقية في العراق. وأضاف 'يعني أنا أعتبره وصف لجُرح. احنا نعاني جميعا كعراقيين. هذا الجرح هو تعدي عصابات داعش الارهابية على الأبرياء وخاصة النساء. يعني الفيلم هو هدية الى جميع أخواتنا في الأسر أو من أطلق سراحهن أو من استشهدن من جميع الطوائف. أعتقد اليزيديات والتركمانيات والكرديات أخواتنا فان شاء الله المسألة ستصل ونحن حاولنا ان ندين (من خلال الفيلم) تلك الجرائم.' واختير مكان تصوير الفيلم في البصرة بتلال ومناظر طبيعية تشبه المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في المناطق الشمالية والغربية من العراق. وأوضح منذر سلمان مساعد المخرج أن فيلم 'جوان' مبني على قصص حقيقية تعرضت لها كثيرات من اليزيديات وقد تكون متابعته صعبة على بعض المشاهدين. واضاف 'جوان' هي الفتاة العراقية التي هُجِرت من بيتها أصلا وقُتل أهلها وسُلب البيت وهُدِم وقُتل جميع الأهل. هذه جرائم داعش سنراها في مشاهد هذا الفيلم الذي سيروي قصة على مضض يتقبلها الشخص لأنها واقعية حقيقية حدثت مع آلاف اليزيديات. وما زال قسم منهن محتجزات أو بقية العراقيات أو أهالينا الموجودين بالشمال. كان عسيرا علينا أن نتطرق لذلك، لكن يجب علينا أن نوضح للعالم من هي داعش؟ ما هي الجرائم التي ارتكبت باسم الاسلام والديانة المُزيفة التي يحملونها.' ومول المخرج الجابري الفيلم ذاتيا بميزانية بسيطة قُدرت بنحو 30 ألف دولار. وعمل الممثلون معه مجانا. ولعب الممثل حسن حنتوش دور قائد عسكري للمتشددين في الفيلم. وقام بعمليات بحث مكثفة بشأن الطريقة التي يتعين عليه أن يرتدي بها الملابس أو يتصرف بها في الفيلم. وقال حنتوش 'إن مشاركتي في هذا الفيلم كفنان أعتبرها نقطة بداية. لأنه عمل حقيقي. كان عمل سينمائي حقيقي بتصوير من ناحية الاخراج أو السيناريو. بالنسبة عن دوري في الفيلم كان هو القائد العسكري لداعش في المجموعة الارهابية. تحضرت للشخصية قبل سبعة شهور. سبعة شهور مستمرة من التحضير والدراسة. يعني دخلت على مواقع النت (الانترنت) فمثل هذه الشخصية يجب أن تدرسها دراسة. والتقيت بالمخرج قبل سبعة أشهر من التصوير. وبدأت في مشاهدة ممارسات تنظيم الدولة الاسلامية الحقيقية حتى الستايل واللحية والشعر.' ويتحدث معظم اليزيديين الذين كان عددهم يقدر بمئات الألوف في العراق قبل تعرضهم لهجمات تنظيم الدولة الاسلامية اللغة الكردية اساسا. ويتألف دينهم من عناصر من الديانات الزرادشتية والاسلام والمسيحية. ويعتبرهم التنظيم المتشدد كفارا ومن عبدة الشيطان ويجب تخييرهم بين الدخول في الاسلام أو القتل. ويقول نشطاء إن المتشددين أسروا نحو خمسة آلاف يزيدي ويزيدية في صيف 2014 وأن نحو 2000 منهم نجحوا في الهرب من قبضتهم أو جرى تهريبهم خارج المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف والباقون ما زالوا في الأسر.
كتابات
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words