يكشف مضمون رسالة وردت إلى "المسلة" عن الفساد الضارب بأطنابه بين لفيف من السياسيين والمسؤولين، والذي جعل من المجرمين، أحراراً، "محصّنين" لا تنفذ اليهم يد القانون.
هؤلاء المجرمون الذين يفلتون من العقاب هم اللصوص الذين سرقوا في تشرين الثاني 2015 في مدينة النجف الأشرف، أستاراً للكعبة المطرزة بـ 27 كيلو من الذهب وتعود إلى حقبة من العصر العثماني في العام 1808 وتقدر قيمتها بنحو 5 مليون دولار، بحسب ما أعلنت محكمة تحقيق النجف، حين اعتُقل المتهمون، وقتها.
الرسالة التي وردت إلى "المواطن الصحافي"، حيث فضّل مرسلها عدم الكشف عن اسمه، تكشف عن اثنين من المهرّبين قاما بسرقة الأستار، وهم كلا من حيدر سعد، وشغل وظيفة مدير مكتب محافظ النجف السابق، عدنان الزرفي، وباسم الجمالي وكان مدير "الأعمال الحرة"، للزرفي والمسؤول عن مزرعته، وعمل في جهاز الاستخبارات في النجف.
وفي ذات الوقت تم تسليمهم الى "مكافحة الإرهاب" في النجف، لكن حيدر سعد نجح في الهرب، فيما ألقي القبض على باسم الجمالي في نقطة تفتيش في النجف.
وتتابع الرسالة في سرد التفاصيل: استدعيت مديرية الآثار من قبل القضاء في مدينة النجف واعتبرت ان هذه الأستار ذات قيمة تاريخية كبيرة، وهي من القطعة الأثرية المهمة وان قيمتها تبلغ 5 مليون دولار، بحسب ما أفادت الرسالة أيضا.
الأمر الهام الذي تكشفه الرسالة، ان حيدر سعد يسكن الآن في منطقة "زيونة" في بغداد، بعد ان تمّ "نقل" القضية بواسطة، ووساطة عدنان الزرفي من القضاء في النجف، الى المحكمة المركزية في بغداد على أمل تسويتها، وتبرئة حيدر سعد، والإفراج عن باسم الجمالي.
الرسالة التي تحمل بين ثنايا ورقها، مشاعر الحزن والألم لما آل إليه الحق، والعدالة في العراق، تتساءل عمّا يحدث اليوم في العراق، حين يُلقى أولئك الذين قارعوا الاحتلال في غياهب السجون، فيما اللصوص والمهرّبون، يصولون ويجولون، تحت حماية مسؤوليهم، الذي سعوا الى التغطية على فساد هؤلاء، لكي لا تنكشف أوراقهم هم أيضا، وعلى ذات المنوال، ذلك ان اللصوص حريصون على "تبادل" المنفعة، فهذا يغطي على ذلك، وذاك يحمي ذاك، حفاظا على ديمومة دوران ماكنة الفساد.