العبادي يوسط بايدن لسحب القوات التركية من بعشيقة وواشنطن تعترف بدور لأنقرة في الموصل
رغم الغموض الذي يلف وضع القوات التركية التي توغلت في الاراضي العراقية نهاية العام الماضي، ترددت انباء جديدة عن وصول دفعة جديدة الى معسكر زليكان الذي يديره محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي.
وفيما نفى نواب مقربون من رئيس الحكومة علم الحكومة بهذه التطورات، لم يستبعدوا وجود تفاهمات بين واشنطن وانقرة لاشراك القوات التركية في تحرير الموصل. وتوقعوا ارتفاع تعداد القوات التركية الى 3 آلاف مقاتل مع قرب انطلاق العمليات العسكرية.
اتحاد القوى العراقية عزى تواجد القوات التركية في بعشيقة الى حالة الانقسام التي يعيشها العراق.
وتناولت وسائل أعلام مختلفة وصول 180 جندياً تركيا بصحبة عربات عسكرية إلى معسكر زليكان قرب بعشيقة شمال الموصل بمعية عدد من العربات العسكرية والمدفعية.
لكن محمود السورجي، المتحدث باسم الحشد الوطني بقيادة أثيل النجيفي، قال لـ(المدى برس)، ان "الاخبار التي تتحدث عن وصول قوات اجنبية الى معسر زليكان، (22 كم شمالي الموصل)، عارية عن الصحة"، نافياً "وصول اي قوات الى المعسكر".
وأضاف السورجي أن "زليكان يضم بداخله مدربين اتراك وهم متواجدون منذ فترة طويلة".
بدوره يقول النائب عباس البياتي، المقرب من رئيس الوزراء، ان "الحكومة ستتحقق بوصول قوة تركية إلى شمالي الموصل"، معتبرا ان الرواية اذا ما صحت فانها تخالف ما ألتزمت به تركيا.
وأضاف البياتي، في تصريح لـ(المدى) "نحن لا نريد قوات أجنبية جديدة وما نريده تحرير مدينة الموصل بإياد عراقية"، مشيرا الى أن "الأتراك لم يسحبوا قواتهم في السابق من منطقة بعشيقة".
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي كشف، خلال اجتماعه بعدد من المحللين السياسين مؤخرا، ان لقاء جو لقاء بايدن، نائب الرئيس الاميركي، بالرئيس التركي اردوغان في اسطنبول مؤخرا، جاء بطلب شخصي منه، لمعرفة توجهات تركيا حول الحرب على الارهاب.
ووجه العبادي مؤخرا، خلال مشاركته في منتدى دافونس، انتقادات لاذعة الى تركيا، وشكك بصدق نوايا أنقرة في قتال (داعش)، وطالبها بسحب قواتها في العراق وأخذ خطر التنظيم على محمل الجد.
وفي هذا السياق، يرجح النائب جاسم محمد جعفر، في تصريح لـ(المدى) ان "يكون هناك اتفاق بين الجانب الأميركي والتركي لإيجاد خارطة معينة لتحرير محافظة نينوى من داعش"، مشيرا الى أن "هذه الترتيبات تجري بعيدا عن الحكومة الاتحادية التي يبدو انها لا تعلم شيئاً عن الموضوع".
ويكشف عضو كتلة دولة القانون عن "قيام حكومة أنقرة بإجراء اتصالاتها وترتيباتها مع بعض الشخصيات السياسية الموصلية ووجهاء بعض العشائر لعدم إشراك قوات الحشد الشعبي في معركة تحرير نينوى".
ويتوقع النائب جاسم محمد جعفر "السماح لقوات الجيش والشرطة الاتحادية فقط للمشاركة في معركة نينوى المقبلة"، مشيرا الى أن "الأتراك يصرون على أن يكون لهم دور في هذه المعركة لتفادي نزوح جماعي للعائلات الموصلية". وذكر عضو حزب الدعوة بأن "الأميركان باتوا مقتنعين بالطرح التركي وأصبحوا من المؤيدين له".
وحول الانباء التي تحدثت عن وصول تعزيزات تركية الى معسكر زليكان، يقول القيادي في دولة القانون ان "وصول هذه القوات هو خرق للمواثيق والأعراف الدولية"، داعيا الحكومة العراقية إلى بيان موقفها بشكل واضح من دخول هذه القوات الجديدة للأراضي العراقية.
ويلفت النائب جاسم محمد الى أن "الحكومة العراقية لن تعارض وجود مثل هكذا قوات في حال كانت غايتها طرد داعش من نينوى مع التزام هذه القوة بالانسحاب بعد التحرير"، مطالبا وزارتي الخارجية والدفاع بضرورة التحرك للاستفسار من الجانب التركي حول توغل قوات جديدة داخل الاراضي العراقية.
ويؤكد النائب التركماني بان "تعداد القوات التركية، التي كانت متواجدة في بعشيقة، يصل الى 1500 مقاتل ألا أن الأتراك سحبوا 250 مقاتلاً خلال الأيام القليلة الماضية"، متوقعا ان "تزيد حكومة أنقرة هذه القوة لتصل إلى 2000 مقاتل في الفترات المقبلة".
ويوضح أن" تركيا تريد مشاركة القوات الأميركية البرية الفرقة 101 في معركة تحرير نينوى"، ويرجح أن "تصل القوة التركية إلى أكثر من 3000 مقاتل مع اقتراب موعد انطلاق عملية تحرير نينوى".
بدوره يقول النائب عبدالعظيم العجمان، عضو اتحاد القوى، أن "حالة الانقسام التي يعيشها العراق هي من تسببت بوصول قوات تركية إلى بعشيقة".
وأضاف العجمان، في تصريح لـ(المدى)، ان "دخول قوات خارجية جاء لوجود وضع منقسم في الداخل العراقي"، لافتا الى أن "الجانب التركي يبحث عن تعويض النفط والغاز الروسي الذي توقف بسبب الإحداث الأخيرة".
وأشار عضو اتحاد القوى الى "وجود بعد آخر تبحث عنه تركيا هو الأمن القومي لحماية حدودها مع العراق وحمايتها من التفكك في المستقبل".
المدى |