العمود الثامن "حمولات" الجعفري علي حسين

يكفي أن تضع اسم السيد ابراهيم الجعفري  في زاوية البحث على موقع غوغول الشهير  ، حتى تخرج لك جمل وعبارات غربية وعجبية ، البعض منها ينتمي الى قاموس منقرض ، واخرى يعتقد صاحبها انها ستصبح لغة القرن الثاني والعشرين  .

في كل يوم نرى ونسمع الوزير الخطيب  يثير مستمعيه ،  وهو يتحدث  سواء داخل المؤتمرات  ، ام تحت قبة وزارة الخارجية ، أم في رحلاته المكوكية بين عواصم العالم ،  او عندما  يدخل في سجالات لفظية مع بعض الاعلاميين  ، أو يشتبك في حوار لغوي على احد الفضائيات ، وفي كل مرة مطلوب من المستمع ان يمد يديه الى قاموس " الالفاظ الغربية " ليستدل على معاني الكلمات والجمل التي يقولها السيد الوزير. 

لماذا يعتقد السيد  الجعفري ان المواطن مغرم بهذه المصطلحات والتعابير ، هذا سؤال أطرحه على نفسي كل يوم  ، دون ان أجد اجابات شافية سوى جمل وعبارات من عينة "  ان  الهجرة   هي استثمار للفرص يقتنصها العراقيون الذين سيظلون  منغمسين ومندكّين بالوطنية العراقية " 

هل يمكن ان نسمي هذه العبارات عبثا لفظيا او سياسيا  ، في وقت يبحث فيه العراقيون الضائعون في خيام التهجير او الباحثون عن منفذ في ظلمات البحر عن من يصغي إليهم و يُصدق حكاياتهم.

بالامس  تحوّل الجعفري من " اللوغاريتمات "  ، الى "  الأنثربولوجيات " ليكتشف اننا والهند نرتبط بأكثر من حمولة ، واتمنى ان لايسألني أحد ما معنى حمولة ، لانني ضعيف في " معاجم القبائل والعشائر الهندية "  مثلما انا لم أفهم حتى هذه اللحظة نظرية النائب محمد الصيهود في استبدال مجلس النواب بمجلس القبائل والعشائر العراقية ، 

هذه المرة يقطع السيد الجعفري آلاف الكيلومترات  ، ليصبح  خطيبا في الحضارة الهندية ، ويتحدث معلناً أن  " لافرق بين العراق والهند ، مادامت الحمولة الحضارية تجمعهما منذ الالف السادس لميلاد المسيح ، "  طبعا التاريخ بالنسبة للجعفري حالة هلامية  ، فنحن في الالفية الثانية وهو يحدثنا عن الالفية السادسة . 

وقبل أن أضع مقارنات بين الديمقراطية الهندية الراسخة، وبين ديمقراطيتنا التي مضى عليها الآف السنين كما يخبرنا السيد الجعفري ، أود أولاً أن أشير إلى خبر صغير قد لا يلتفت إليه السيد الجعفري ، فقبل أكثر من عام  تم تعيين المسلم آصف إبراهيم مديرا لجهاز المخابرات في بلاد ذات أغلبية هندوسية، إنه حدث على السيد الجعفري  ان يتأمله جيدا، لأنها خطوة مهمة لتمكين الآخرين من المشاركة في الحكم، وما دمنا في حديث الاستفادة من تجربة الهند، أسال السيد الجعفري ، هل يسمح بتعيين مديرا لمكتبه من خارج أقاربه ومعارفه؟ 

ولهذا أتمنى على السيد الجعفري  قبل ان يتحدث عن " الحمولات  " العراقية والهندية  ان يتوقف للحظة ويسأل نفسه: كيف تمكنت الهندمن الوصول  إلى مجتمع متنوع الثقافات والرؤى؟