غموض يلف الموقف العراقي حول نشر قوات أميركية لتأمين الحدود مع سوريا
يتوقع ان تقوم الولايات المتحدة بنشر "قوات خاصة " قرب الحدود العراقية السورية تمهيدا لمعركة استرجاع الموصل من "داعش".القوات الجديدة ستأتي قادمة من الكويت وستعمل على فصل "داعش العراق" عن الاخرى الموجودة في سوريا، بحسب لجنة الامن والدفاع البرلمانية.
الى ذلك، لا تستبعد أطراف في التحالف الوطني معارضتها للولايات المتحدة، وملمحة الى إمكانية استخدام "القوة" ضد اي تواجد اجنبي عسكري في العراق.
وتتحدث أطراف اخرى في التحالف الوطني عن وجود "شبه اجماع" داخل الكتلة الشيعية على رفض التدخل الغربي في البلاد دون موافقة الحكومة.
ورغم الرفض الذي يردده رئيس الوزراء لنشر اية قوات اجنبية على الاراضي العراقية، الا ان الغموض لازال يلف الموقف العراقي الرسمي ازاء تصريحات المسؤولين الاميركان.
إمساك الحدود مع سوريا
بدوره قال وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر الجمعة، إن على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة "داعش" استعادة مدينتي الموصل والرقة، وإنه سيستعين "بقوات برية" في إطار ستراتيجيته لتحقيق ذلك.وأضاف كارتر، الذي كان يتحدث في دافوس بسويسرا، "يجب أن نقضي عليهم في هذين المكانين وأود أن نحرز تقدما بهذا الصدد في أقرب وقت ممكن".ومضى يقول إن التحالف يستخدم الغارات والقنابل للسيطرة على الطرق بين المدينتين وقطع الاتصالات بينهما. وأضاف "بالطبع سيفصل هذا المسرح العراقي عن المسرح السوري".وتابع كارتر إنه سيتم إرسال المزيد من القوات البرية على الأرجح لدعم القوات الموجودة هناك لكن جزءا من الستراتيجية أيضا تعبئة القوات المحلية "وليس محاولة أن نحل محلها. من جهته يقول محمد الكربولي، عضو لجنة الامن البرلمانية، ان "تحرير الموصل بحاجة الى قطع الامدادات القادمة من الرقة السورية التي يسيطر عليها داعش".ويرجح الكربولي، في اتصال مع (المدى)، ان "تقوم الفرقة 101 الاميركية المجوقلة الموجودة بتلك المهمة".وتعتبر الفرقة 101 احدى وحدات النخبة في الجيش الامريكي، ومتخصصة في استخدام المروحيات لشن عمليات هجومية. وتوصف الفرقة المحمولة جوا بأنها من أكثر الفرق الأميركية عددا وتضم 16 ألف جندي و270 مروحية من طراز أباتشي ومروحيات بلاك هوك، ومروحيات تشينوك وساهمت في حرب الكويت عام 1991 وحرب العراق 2003.وفي أواخر 2015 نقلت صحيفة (آرمي تايمز) العسكرية الأميركية، عن قادة عسكريين قولهم أن "المقر الرئيس للفرقة 101 في ولاية كنتاكي سينتقل إلى الكويت، ليقود المهام القتالية وعمليات التدريب والاستشارة للقوات الأمنية العراقية خلال المعارك لمدة تسعة أشهر". وأكد الجنرال غاري فيلوكسي، قائد الفرقة، ان "الشغل الشاغل لمدة الأشهر الثلاثة الماضية كان دراسة الأوضاع في العراق". وأشار إلى أن "مهمة الفرقة في العراق ستبدأ مع بداية العام المقبل".
قوات مجانية!
الحكومة العراقية بدورها أكدت قبل شهر ان اي انتشار لقوات اجنبية على الاراضي العراقية يحتاج الى تنسيق معها. واعتبر العبادي نشر قوات دون موافقة حكومته "امر عدائيا".لكن الكربولي يقول ان "الحكومة وافقت على التحالف الدولي، والقوة الجديدة ستكون ضمن ذلك التحالف"، مشيرا الى ان "القوات الجديدة ليست برية بالمعنى المتعارف عليه وانما قوات نوعية سيكون لها مهمات خاصة".
واعتبر رئيس كتلة الحل البرلمانية رفض العراق نشر قوات اميركية لمحاربة داعش بانه "سيكون قرارا غير صحيح". ويقول الكربول ان "القوة الاميركية ستوفر اسلحة مجانية ومراقبة للحدود 24 ساعة، فيما العراق بامس الحاجة لذلك لانه يواجه أزمة مالية".عضو لجنة الأمن يؤكد ان "داعش لازالت تقاتل بشراسة في الانبار وصلاح الدين، على الرغم الانتصارات في الرمادي وتكريت"، مشددا على ان "العراق بحاجة الى التدخل الاميركي لحسم المعارك هناك وتقليل خسائر القوات المحلية".
ويقول عضو اتحاد القوى، ابرز الكتل السنيّة، ان "الولايات المتحدة مسؤولة عن الفوضى في العراق وعليها تصحيح الاخطاء"، لكنه يستدرك بالقول "لانُشرعِن لاحتلال جديد لكنهم من خلقوا المشاكل وعليهم معالجتها".
الاحرار: سنقاومهم مرة أخرى
في موازاة ذلك يؤكد نائب عن التيار الصدري ان "فصائل المقاومة ستطرد القوات الاميركية كما فعلت بالسابق، اذا دخلت رغما عن الحكومة".واعتبر النائب مازن المازني، عضو كتلة الاحرار في حديث لـ(المدى)، ان "نشر قوات غربية في العراق سيكون بمثابة سرقة لانتصارات الحشد الشعبي".
وأضاف المازني ان "القوات العراقية والحشد ليست بحاجة الى قوات أجنبية، خاصة وانها قامت لوحدها بتحرير عدد من المدن".من جانب اخر يؤكد عضو كتلة الاحرار ان "التحالف الوطني متفق بشكل شبه تام على رفض نشر قوات اجنبية، وان رئيس الحكومة جزء من ذلك التحالف".
وطالب عضو الكتلة الصدرية القوات الاميركية بـ"الكف عن التدخل في شؤون العراق"، لافتا ان "العراق ليس بحاجة حتى لمعلومات استخبارتية من واشنطن وعليها ان تتركنا وتغادر".وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر علق، نهاية عام 2015، على انباء نشر قوات اميركية في العراق بانه "يرفض اي نوع من انواع التدخل سواء كانت برية او جوية او حتى بحرية".
المواطن: نقبل بشروط
بالمقابل يقول النائب حبيب الطرفي، المتحدث باسم كتلة المواطن البرلمانية، ان "هناك اتفاقا بين الحكومة وكل القوى السياسية على رفض اي تدخل اجبني دون موافقة الحكومة".ويؤكد الطرفي، خلال تصريح مع (المدى)، بان "الحكومة لم تقدم طلبا حتى الآن لنشر قوات اميركية في العراق". لكنه استدرك بالقول "كتلة المواطن ستكون مؤيدة لاي جهد يدعم العراق في مقاتلة داعش شرط موافقة الحكومة".واستبعد الطرفي ان تقوم الولايات المتحدة بالتدخل في العراق دون موافقة حكومته، متوقعا ان "الولايات المتحدة لن تخرق الاتفاق الامني المبرم بين الدولتين".
المدى |