الجبوري يدعو لقطع الاذرع المسلحة للاحزاب السياسية
في أقوى موقف عراقي من المليشيات المسلحة فقد دعا رئيس البرلمان سليم الجبوري الى انهاء الاذرع العسكرية للاحزاب السياسية في البلاد مؤكدا أن المتسببين في احداث قضاء المقدادية معلومون مشددا على ضرورة التبرؤ من المليشيات المنفلتة بإجراءات عملية.. فيما اعتبر اصلاحات العبادي بطيئة ولم تلب طموحات الناس.
وقال الجبوري إن 'المتسببين بالأحداث التي شهدها قضاء المقدادية مؤخراً هم من اهالي القضاء ومعلومون لدى الجميع والأسماء موجودة لدى قائد الشرطة وقائد العمليات'.. مشيراً إلى أنه 'يفترض قد تم اعتقالهم حالياً'. وشدد على ضرورة 'انهاء الاذرع المسلحة للأحزاب السياسية التي اختارت العمل السياسي'.. منوها الى ان 'الزعامات الشيعية نفسها ادركت بأن حمل السلاح بهذه الطريقة هو تشويه للحشد الشعبي وقد طالبت بضرب هؤلاء'.
وحذر الجبوري في مقابلة مع قناة 'ألسومرية نيوز' العراقية مساء الاربعاء من أن 'هناك شعوراً خطيراً وحقيقياً يهدد وجود الدولة.. مؤكدا على ضرورة 'التبرؤ من المليشيات المنفلتة بإجراءات عملية وليس بالكلام فقط'.
معروف ان في العراق حاليا حوالي 30 مليشيا مسلحة تابعة لاحزاب ومنظمات سياسية تغولت هيمنتها بعد دخول تنظيم 'داعش' الى البلاد صيف العام الماضي واصبحت تغطي على نشاطاتها غير المشروعة بذريعة محاربة التنظيم حتى اصبحت دولة داخل الدولة.
يذكر أن محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) قد شهدت الاسبوع الماضي تفجيرات بسيارات مفخخة وانتحاريين استهدفت مدن بعقوبة والمقدادية وجديدة الشط ما أسفر عن سقوط العشرات من الأشخاص بين قتيل وجريح فيما انتشر مسلحون في عدد من احياء المقدادية وقاموا بتفجير واحراق جوامع للسنة في القضاء بحسب مصادر أمنية.
واليوم دعت منظمة اوروبية تعنى بشؤون العراق الى حل المليشيات العراقية اثر تزايد جرائمها الطائفية.. وقالت المنظمة الاوروبية لحرية العراق التي يترأسها البرلماني الاوروبي إسترون إستيفنسون في تصريح صحافي ارسل الى 'أيلاف' ان الحصار وأعمال القمع ضد أهالي محافظة ديالى لا سيما في قضاء المقدادية من قبل الميليشيات المرتبطة بإيران قد تصاعدت مؤخرا في حين لم تفعل قوات الجيش والأمن التي دخلت القضاء شيئا لحماية المواطنين .
اصلاحات العبادي لم تلب طموحات الناس
واضاف الجبوري وهو قيادي في تحالف القوى العراقية السنية الى انه ما يزال مؤيداً للإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الوزراء حيدر العبادي لكنه اشار الى وجود بطء فيها وقال 'إننا ايدنا الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الوزراء حيدر العبادي مؤخراً ومازلنا مؤيدين لها'.. لكنه اشار الى ان 'الإصلاحات لا تعني التجاوز على صلاحيات الجميع'.
وأضاف رئيس البرلمان العراقي قائلا 'نشعر بأن الإصلاحات لم تأتي يرغب به الناس وهناك بطء ونوع من التلكؤ فيها'.. داعياً الى ضرورة أن 'تأخذ الإصلاحات مساحة اوسع فيما يخص قضايا الفساد المالي والاداري'. وأوضح أن مسألة سحب الثقة من رئيس الحكومة حيدر العبادي لم تطرح.. مؤكداً ضرورة أن يعطى العبادي المزيد من الفرص وأن يكون أكثر حرصاً على ما تم الاتفاق عليه'.
وكان العبادي أعلن في آب (أغسطس) من العام الماضي اطلاق ثلاث حزم إصلاحية كان ابرزها اقالة نواب رئيسي الجمهورية والوزراء.
وانتقد احمد الصافي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني عدم جدية الاصلاحات التي يقوم بها العبادي مهددا بموقف اخر منها وقال ان المرجعية الشيعية العليا تطالب منذ العام الماضي السلطات الثلاث لرئاسات الجمهورية والبرلمان والحكومة والجهات المسؤولة الاخرى باتخاذ خطوات جادة في اصلاح اوضاع البلاد ومكافحة الفساد وملاحقة كبار الفاسدين والمفسدين .. مشيرا الى ان العام انقضى ولم يتحقق شئ واضح على ارض الواقع وهو امر يدعو للاسف الشديد. واضاف ان المرجعية تكتفي في الوقت الحاضر بهذا الموقف في اشارة الى امكانية اتخاذ موقف اكثر وضوحا من عزوف الحكومة عن اتخاذ اجراءات عملية وجدية ضد الفساد وملاحقة كبار الفاسدين .
كتابات |