مهاجرون الى السويد: نبحث عن قانون يحفظ كرامتنا ويحمي عوائلنا
استمرار العنف في بعض محافظات العراق وعدم استتباب الأمن في محافظات اخرى، فضلا عن انحسار فرص العمل للشباب، اسباب جعلت الكثير منهم يفضل خيار الهجرة نحو بلدان اوروبا، رغم ما تحمله هذه الرحلات من احداث صعبة ومميتة في بعض الحالات، الا ان اعدادا كبيرة من هؤلاء الشباب والعوائل ايضا ما زالت تدخل الى بلدان اوروبا عبر تركيا عن طريق البحر قادمين من المحافظات الساخنة والعاصمة بغداد بالاضافة الى اقليم كردستان، واحدى هذه الوجهات التي يقصدها المهاجرون هي دولة السويد التي تتزايد فيها نسبة الوافدين منذ بداية العام الحالي.
نسب مرتفعة
وتبين احصائيات مصلحة الهجرة السويدية الارتفاع الملحوظ في اعداد اللاجئين الذين دخلوا السويد، بينما تؤكد المصلحة، حسب بيانها الذي اطلعت عليه "المدى" ان "1860شخصا كانوا قد قدموا على اللجوء منذ شهر شهر كانون الثاني الى شهر ايلول العام الماضي اي بزيادة نسبتها 205 ٪ ، رغم ذلك ما زالت مصلحة الهجرة تتعامل مع ملفات العراقيين وفق تقرير اعدته العام الماضي يبين موقفها فيه من طريقة التعاطي مع ملفاتهم".
الأفضلية لـ 3 محافظات
وأشار التقرير الى "افضلية ثلاث محافظات، عدتها ساخنة بقبول طلبات القادمين منها، وهي محافظات الموصل وصلاح الدين والانبار، اذ يعد الخطر الذي يواجه السكان فيها كخطر المحافظات السورية التي تشهد حربا ضد تنظيم داعش او التي يسيطر عليها التنظيم بالكامل . اما الترتيب الثاني من التقرير فشمل محافظتي ديالى وكركوك اللتين تشهدان نزاعات داخلية بين افراد ومليشيات بحسب التقرير".وصنف التقرير ايضا "العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية في الترتيب الثالث من حيث الخطورة على السكان فيها، والذي يتمثل بالهجمات الارهابية وعمليات الخطف"، مشيرا الى ان "القادمين من هذه المحافظات ومحافظتي ديالى وكركوك تكون فرصهم اقل من فرصة المحافظات الساخنة التي اشرها التقرير بالحصول على الإقامة في السويد بسبب الحرب التي تشهدها تلك المحافظات الساخنة، ومع كل هذه التفصيلات فإن مصلحة الهجرة تدرس كل ملفات القادمين من العراق بشكل منفرد لمعرفة اسباب تقديم اللجوء من ثم البت في الامر".
أسباب الهجرة
والتقت "المدى" بعدد من الشباب العراقيين الذين وصلوا حديثا الى السويد للتحدث معهم عن اسباب هجرتهم من العراق وما هي الظروف التي كانت تواجههم هناك. يقول احمد الشرع، وهو من سكنة العاصمة بغداد في حديث لـ "المدى" ان "سبب تفكيري بالهجرة الى خارج العراق جاء لانني لم اجد مستقبلا في بلدي ولا قانونا يحفظ كرامتي ويؤمن لي العيش الكريم ، والهجرة كانت آخر خياراتي بعد ان نفدت طاقتي وصبري مما يحصل في البلاد من انفلات وفوضى وعدم وجود فرص العمل والبطالة".
وأضاف الشرع، وهو متخرج من كلية اللغات بجامعة بغداد، "اذا كنت حاصلا على شهادة جامعية في العراق، فعليك ان تكون جنديا او شرطيا والا تجلس في البيت من دون عمل وهذا يتعارض تماما مع طموحاتي وانا شاب انتظر مستقبلا درست سنين طوال لأجله وهذا من أبرز الأسباب التي دفعتني لترك العراق وطلب اللجوء الى اوروبا".
حياة الأطباء في خطر!
اما الدكتور صادق عبد الجبار، الذي وصل الى السويد قبل نحو شهرين، فقد قال ان "الاعتداءات المتكررة على الاطباء ببغداد أجبرتي على الهجرة"، مضيفا ان "السبب الذي دعاني لترك العراق هو لوجود خطر مباشر على حياتي ما جعلني اهرب من المصير المحتوم".
وأكد عبد الجبار في حديث لـ "المدى" ان "الاعتداءات على الاطباء والتهديدات تكررت وازدادت في الفترة الاخيرة، وانا تعرضت الى هذا الامر اكثر من مرة لكن في المرة الاخيرة تم تهديدي بشكل مباشر فلم يكن لدي غير خيار السفر والهروب".
وأكد الطبيب الذي كان يعمل في احد مستشفيات العاصمة بغداد "جئت الى السويد لانه بلد يحترم حقوق الانسان ولايفرق بين جنسية او قومية ويقدر الكفاءات العلمية، حتى اعيش بأمان رغم اني تركت والدي وهم في حالة صحية حرجة وتركت عملي وكل شيء".
وعن اجراءات الحصول على الإقامة في السويد وإمكانية عدم قبول طلباتهم يؤكد محمد علي القادم من محافظة بغداد "اخترت السويد لأنه بلد القوانين المدنية والانسانية ولأنه ينظر الى طلبات العراقيين وحتى لو رفض طلبي فإني سوف اطعن بالقرار اكثر من مرة لأني ليس لدي خيار سوى البقاء بسبب ما تشهده العاصمة بغداد من أحداث أمنية صعبة".
وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان أكدت، الجمعة (السابع من اب2015)، أن آلاف العراقيين هاجروا للخارج، بسبب الوضع الأمني وسوء الخدمات، فيما أشارت الى أن هذه الهجرة زادت من نسب العازفين عن الزواج ونسبة العنوسة في العراق.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة IOM، الثلاثاء (22كانون الاول الماضي) وصول أكثر من مليون مهاجر إلى أوروبا، براً أو بحراً، خلال عام 2015 الحالي، وفي حين بينت أن ذلك يفوق بأربعة أضعاف عددهم عام 2014 الماضي، أكدت أن غالبيتهم من سوريا وأفغانستان والعراق.
وقالت المنظمة، في تصريحات إعلامية، إن "الغالبية العظمى من أولئك المهاجرين قدموا إلى أوروبا عبر البحر"، مشيرة إلى أن "أكثر من 800 ألف مهاجر قاموا بالسفر من تركيا إلى اليونان عبر ذلك الطريق".
وأضافت أن "نصف المهاجرين قدموا من سوريا و20 بالمئة منهم من افغانستان، وسبعة بالمئة من العراق"، مبينة أن "عددهم تجاوز المليون مع قدوم آخر وجبة منهم الاثنين،(الـ21 من كانون الأول 2015 الماضي)".
المدى |