(كتابات) تكشف حوار اتهامات وتجاذبات بين الصدر وصادق الموسوي
في نصي حوار مكتوب بين رئيس مؤسسة العراق للاعلام والعلاقات الدولية صادق الموسوي وزعيم التيار مقتدى الصدر لم يخلو من اتهامات وغضب حول فساد رجالات في التيار وعدم تعزية الصدر برحيل زعيم المؤتمر الوطني احمد الجلبي مثلما قدم تعزيته برحيل الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد.
وفي الحوار يقول الموسوي وهو قيادي في المؤتمر الوطني العراقي للصدر 'أوصيكم سيدي ان تنظروا حولكم وان تطهروا احضان آلِ الصدر من رجس نفوس احاطت بكم همها جمع المال وبناء القصور أسئلهم سيدي سؤال واحد ،من اين لكم هذا وبها ستعرف المصاب الذي يعيشه والدك وعمك وجدك وهم عند مليك مقتدر ...'.
ثم يرد الصدر موضحا موقفه ويختم رسالته بالقول 'انت لن تفهم هذا الكلام الكبير لان الصغير لن يفهم الكبير وبقدر ما توحي رسالتي بانها موجهه لك فانها في الحقيقة موجهه لأهلي العراقيين الذين لن اتخلى عنهم مهما حدث '.
وفيما يلي رسالة صادق الموسوي الى الصدر :
رسالة الى مقتدى الصدر ..
صادق الموسوي
ورثت إرثا ثقيلا وانت في مقتبل العمر ، لم أخاطبك يوما ولم أسعى للقائك ، دعيت للقائك مرات ولكن القدر كان يحول بيني وبين الاستجابة ، أخاطبك اليوم ولأول مرة عبر هذه الرسالة ، ورثت المرجع الاول لآل الصدر السيد صدر الدين محمد بن صالح بن محمد شرف الدين الموسوي الذي نبغ وهو في السن الثالثة عشر وبعد رحلة شاقة من موطن ولادته جبل عامل في لبنان الى العراق حتى استقر به المقام في مدينة أصفهان الإيرانية ، ورثت المرجع الفيلسوف السيد محمد باقر الصدر وورثت العقل السياسي الفذ موسى الصدر واخرهم ورثت ابيك السيد محمد محمد صادق الصدر ، ورثتهم وانت تقذفك متاهات السياسة يميناً وشمالا ، بدأت رحلتك سياسيا لاتفقه من السياسة الا ذلك العلم الذي خطه والدك رحمه الله وغرزه فيك ، صحوت يوم التاسع من نيسان ووجدت نفسك محملاً بأعباء القيادة وبتأييد جماهيري لايحصل عليه في العراق الا من شابت ذوائبه بالعمل السياسي الشاق ، انت جائتك على طبق من ذهب وانت في مقتبل العمر ، أعلم انك بفقدك ابيك وأخيك رحمهم الله تحملت المسؤولية مبكرا ورانت هذه الأحداث على غصنك الغر قليلا من الفهم في علم السياسة التي قفزت بك الى أشواط يحتاج المرء منا سنين كي يصلها،
مسيرتك السياسية في مقاومتك للاحتلال ومشاركتك في مسار العملية السياسية من بعد أخلت كثيرا في توازناتك التقيميه للوضع على الارض ،كان احساسنا يربكنا في تقيمك ساعة نقول انك تقود وساعة نرى انك مقاد ، ولو تعرضنا لبياناتكم وقصاصاتكم سترى التناقض في المواقف ،لاريد ان أخوض في الأمثلة والمواقف فجنابكم ومن يريد لايرهقه البحث عنها والاطلاع عليها ، شاهدي من رسالتي هذه ان كنت قائدا فالإرث الذي ورثتموه من ال الصدر والحمل الذي على كاهلكم من تمثيل أمة الفقراء والجياع، لايسمح لكم ان تتنعموا على حسابهم صدقني عندما شاهدت صوركم وأنتم تسافرون بطائرة خاصة وتنعمون في فنادق خمس نجوم تألمت كثيرا فالفقراء الذين تمثلهم أخذ السيل بيوتهم، ومعتقلي التيار الى الان يرزحون في السجون ثمن مقاومتهم للاحتلال بفتوى منك ،وعوائلهم يستنجدون بِنَا لنقل مأساتهم ، وترشيحاتكم للمناصب الحكومية لم تكن موفقة ، وبعض من الذين يحوطونكم أيديهم ملوثة بدماء واموال العراقيين وكلما نظهر فساد احدهم تبادرون بتسنيمه موقعا بارزا ،،، اليوم وبعد ان كشف المرحوم الدكتور احمد الجلبي ملفات الفساد ظهر في طيات هذه الملفات اسماء شخصيات مقربين لكم وربما هم الذين يوعزون لكم ان لاتحظروا مجلس عزائه او حتى تكتبوا قصاصة تترحمون عليه، وهم اوعزوا لكم ان تترحمون على شاعر لم يهبط واديا ولم يصعد جبلا ضد النظام البائد ،، أوصيكم سيدي ان تنظروا حولكم وان تطهروا احضان آلِ الصدر من رجس نفوس احاطت بكم همها جمع المال وبناء القصور ، أسئلهم سيدي سؤال واحد ،من اين لكم هذا، وبها ستعرف المصاب الذي يعيشه والدك وعمك وجدك وهم عند مليك مقتدر ...
والسلام ختام
اخوك في الله المريض المحتاج للدعاء
صادق الموسوي
حرر في تاريخ الخامس والعشرين من محرم الحرام ١٤٣٧
٨/١١/٢٠١٥
وفي اجابته على رسالة الموسوي قال الصدر ما يلي :
الأخ صادق الموسوي ..
اولاً انا لست وريثاً للعلم او النبوغ او الفلسفة او العقل السياسي الذي كان يحمله آل الصدر لان الذي تجهله ان هذه الاشياء لا تورث وانما تُكتسب , فـــ أنا ورثت النسب فقط واختطيت في حياتي خط وطني لا تشوبه شوائب الطائفة او المذهب او العشيرة او المادة كما توعدتم انتم في قرائتكم وكتاباتكم في كل جزئية من جزئيات الوطن المتكس ..
ان كان قلمك السياسي (العتيد) لم ولن يقودك يوماً الى ان تكتب ألا في الولاء للطائفة وللشخوص فأن مسيرتي (القصيرة) في السياسة علمتني ان لا اتكلم ولا اعمل ألا في رحاب الوطن الكبير , فلا تؤثر بي طائفة او عشيرة او قومية لاني ابن العراق , كل العراق , ابن هذا الشعب بسنته وشيعته وكرده رغم نعيق اهل الفتنه , انا ابن الوطن ولست ابن الطائفة كما يريدني قصيري النظر وشذاذ الآفاق الذين يتعجبون ان انصفت الأقربون بل وحتى المخالفون وهذا ما تعلمته من جدي الحسين في واقعة الطف عندما كان يدعي بــ الصلاح لمن تجمعو لقتاله ..
لا تستغرب ان خرجت من عباءة الطائفية التي تختبئون في داخلها ولا تتسائل لأن عقلك وفكرك لن يستوعب الاجوبة الكبار , لن يستوعب العاليات من الأمور ..
وان هادنتم من باع وسرق وخان العراق , فــ هيهات منا الذلة , لن نبايع ولن نهادن ولا نتنازل ..
لقد طردت الكثير من التيار الصدري , الميليشيات الوقحة ومن اوغلو في اذى العراقيين , لقد اجبرت الكثير على الأستقالة ولم يكن آخرهم بهاء الأعرجي او قصي السهيل وما زال العمل جاري والأصلاح مستمر ..
انا ابن كل العراق وسأنصف الاعداء والاصدقاء والسنة والشيعة والكرد والمخالفين والمقربين لأني ابحث عن الوطن الضائع وغيري يبحث عن الحياة الفانية ..
...........................................
انت لن تفهم هذا الكلام الكبير لان الصغير لن يفهم الكبير وبقدر ما توحي رسالتي بانها موجهه لك فانها في الحقيقة موجهه لأهلي العراقيين الذين لن اتخلى عنهم مهما حدث ..
مقتدى الصدر ابن العراق .. كل العراق
كتابات |