تشريح جثمان الجلبي لشكوك بسموم تسببت بوفاته
علمت 'أيلاف' ان جثمان زعيم المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي الذي توفي صباح اليوم في بغداد يخضع حاليا الى التشريح في الطب العدلي ببغداد لشكوك بتسممه فيما دعا علاوي الى اجراء كشف طبي دقيق لمعرفة السبب الحقيقي للوفاة حيث اعتبر قادة عراقيون رحيله خسارة للبلاد.
فقد ابلغ مصدر عراقي مقرب من الراحل 'ايلاف' في اتصال هاتفي من بغداد ان الجلبي كان مع مجموعة من اصدقائه ومعارفه في نادي الصيد ببغداد الليلة الماضية حيث تناول معهم العشاء .. واشار الى انه كان بصحة جيدة ويتمازح مع الحاضرين حتى منتصف الليل حين غادر النادي الى منزله في منطقة الكاظمية بضواحي بغداد الشمالية. واضاف ان عائلة الفقيد واصدقائه وانصاره ينتظرون نتيجة التشريح الطبي لمعرفة اسباب الوفاة التي قيل في وقت سابق انها كانت نتيجة ازمة قلبية لم تمهله طويلا حيث توفي بمنزله صباحا عن عمر 70 عاما. واوضح انه لذلك فقد تقرر تشريح جثمان الفقيد للتأكد من سبب الوفاة وفيما اذا كنت هناك شبهة جنائية في هذه الوفاة.
ومن جهته دعا رئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي الحكومة الى اجراء كشف طبي دقيق للوقوف على السبب الحقيقي لوفاة الجلبي. وقال علاوي في بيان صحافي تسلمته 'أيلاف' ببالغ الحزن والاسى 'ننعى الى شعبنا العراقي الكريم واحدا من ابنائه واخا عزيزا وابن اسرة كريمة عملت من اجل العراق وبنائه'.
واضاف انه ' بهذه الفاجعة الاليمة خسرنا رجلا شجاعا تصدى ببسالة للدكتاتورية وعمل ضمن قناعته للعراق دون كلل '. وطالب الحكومة 'باجراء الكشف الطبي الدقيق على جثمان الفقيد للوقوف على السبب الحقيقي لوفاته'
القادة العراقيون يعتبرون رحيل الجلبي خسارة للعراق
وقال الرئيس العراقي فؤاد معصوم ان للفقيد الكبير كان له دور محوري مع ابرز قيادات العراق في محاربة الدكتاتورية والعمل على تقويضها والشروع ببناء العراق الديمقراطي الاتحادي الحر وظل يعمل بدأب واصرار من اجله حتى آخر لحظات حياته .
واضاف في تصريح صحافي 'ان فقدان الدكتور الجلبي في مثل هذه الظروف خسارة كبيرة لا يعوضها الا دوام ذكره الطيب '.
ومن جهته قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ان رحيل الجلبي هو فقدان لشخصية وطنية متزنة كرست حياتها لخدمة الوطن. واضاف 'نعزي بألم بوفاة أحمد عبد الهادي الجلبي عضو مجلس النواب ورئيس المؤتمر الوطني'. واشار الى انه كان 'للفقيد دور كبير في محاربة الدكتاتورية والشروع ببناء العراق الديمقراطي ورحيله فقدان لشخصية وطنية متزنة كرست حياتها لخدمة الوطن'.
اما رئيس الوزراء حيدر العبادي فقد عزى بوفاة الجلبي وقال ان الراحل افنى حياته في معارضة النظام الدكتاتوري وكان له دور كبير في بناء العملية السياسية والديمقراطية في العراق .
ومن جهته قال تحالف القوى العراقية السنية ان الفقيد كان 'احد أعمدة العملية السياسية ومن الشخصيات التي تميزت ببناء علاقات متطورة مع كافة الشركاء السياسيين وتركت بصمة واضحة من خلال عمله رئيسا للجنة المالية في مجلس النواب.
توفي في بغداد اثر نوبة قلبية عن 70 عاما
وكان قد اعلن في بغداد اليوم عن وفاة أحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي واكبر معارضي الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومهندس الغزو الاميركي لاسقاطه.
وعلمت 'أيلاف' ان الجلبي توفي صباح اليوم في منزله بمنطقة الكاظمية بضواحي العاصمة العراقية الشمالية اثر نوبة قلبية لم تمهله طويلا وذلك عن عمر 70 عاما. واخر مهمة كان يتولاها قبل وفاته هي رئاسة اللجنة البرلمانية في مجلس النواب العراقي وسبق ان شغل منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة ابراهيم الجعفري التي تشكلت اواخر عام 2005 .
وأحمد عبد الهادي الجلبي من مواليد بغداد عام 1945 وهو مؤسس حركة المؤتمر الوطني العراقي ويعتبر من أبرز المعارضين لرئيس النظام السابق صدام حسين واستطاع ان يجمع الحركات السياسية العراقية المعارضة لصدام في تسعينات القرن الماضي تحت مطلة المؤتمر الوطني بدعم اميركي.
وخلال فترة معارضته للنظام العراقي السابق كان الجلبي يدفع بقوة لاسقاط النظام عن طريق القوة ويحشد من خلال علاقاته مع مختلف الاوساط السياسية الاميركية بهذا الاتجاه حيث كان يسرب معلومات سرية عن وضع النظام وتحركاته في وسائل الاعلام العالمية وخاصة مايتعلق منها بمزاعم امتلاكه لاسلحة الدمار الشامل التي ظهر زيفها فيما بعد .
مصرفي انشغل بهموم السياسة
والجلبي من عائلة عراقية شيعية معروفة تعمل في القطاع المصرفي وحاصل على درجة الدكتوراه الفلسفية في الرياضيات وقد أصبح رجل اعمال بعد أن اسس بنك البتراء في الأردن وكانت الاوساط الغربية تعده لخلافة صدام حسين حيث ارتبط بعلاقات وثيقة مع الدوائر الاميركية وخاصة مع وزارة الدفاع (البنتاغون) . وكان والده وزيرا للتجارة في العهد الملكي.
وقد غادر احمد الجلبي العراق عام 1958 بعد سقوط النظام الملكي واعلان الجمهورية العراقية في 14 تموز (يوليو) من ذلك العام وعاش معظم حياته بعد ذلك في الاردن وبريطانيا باستثناء فترة منتصف التسعينيات عندما سعى لتنظيم انقلاب من شمال العراق ضد صدام حسين الذي اكتشف المحاولة ونكل بعدد كبير من المشاركين فيها. وحدث ذلك خلال تفجر القتال عام 1998 بين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني الذي استنجد بصدام لدفع خطر مقاتلي طالباني عن احتلال اربيل التي دخلتها القوات العراقية واستطاعت قتل واعتقال العديد من المعارضين ودفع قوات طالباني الى الخلف ومنعها من السيطرة على اربيل .
من العمل المصرفي الى السياسي
والجلبي دارس للرياضيات في جامعة شيكاجو ثم بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا وانشغل في العمل المصرفي حيث حكم عليه غيابيا عام 1992 غيابيا في محكمة عسكرية أردنية بتهمة انهيار مصرف بترا الذي شارك في تأسيسه عام 1977. وبعد مرض الملك حسين ومكوثه في مستشفى مايو في شيكاغو التقى به الجلبي وطلب منه العفو عن الحكم لكن القضية ظلت معلقة منذ ذلك الوقت.
وخلال مقابلات صحافية اوائل عام الفين وحين اشتد الضغط الغربي على نظام صدام وسطوع نجم الجلبي فأنه قلل من احتمالات أن يتولى دورا رئيسيا في أي حكومة مقبلة في العراق وقال 'شخصيا لن أسعى لكي اصبح رئيسا للعراق ولا ابحث عن المناصب ومهمتي ستنتهي بتحرير العراق من حكم صدام حسين'. وكان يدعو انذاك الى تشكيل حكومة ائتلافية لنقل البلاد إلى حكم ديمقراطي ببناء فيدرالي يمثل جميع الأعراق والطوائف.
وكان الجلبي بدعم في العديد من القطاعات داخل الكونغرس الأميركي ووزارة الدفاع (البنتاغون) وهو صاحب خطة 'المدن الثلاث' التي ترمي إلى أن يقوم المنتفضون بالاستيلاء على عدد من المناطق الرئيسية، ثم عزل وتطويق صدام.
وفي عام 1998 قام الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بإقرار خطة لإنفاق نحو 90 مليون دولار لمساعدة المعارضة العراقية وخصوصا المؤتمر الوطني العراقي بهدف الإطاحة بنظام صدام والذي تحقق عام 2003 فاصبح الجلبي أحد أعضاء مجلس الحكم في العراق الذي تشكل في عام 2004 وسلمت له مقاليد الحكم.
من العلاقات مع واشنطن الى التنسيق مع طهران
وطيلة معارضته لصدام حسين ارتبط الجلبي بعلاقات مع وزارة الدفاع ووكالة المخابرات الاميركيتين وكان ينسق معهما لاسقاط نظام صدام حسين وعمل على تحشيد الغرب ضده وطالما كان يسرب معلومات ويدلي بتصريحات عن امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل وضورة اسقاط نظامه بالقوة 'لتخليص المنطقة والعالم من خطره'.
وحين غزت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا العراق عام 2003 اكتشفت عدم صدقية مزاعم الجلبي حول هذه الاسلحة فادارت له ظهرها. لكنه انتقل بعدها الى احضان طهران وشكل البيت الشيعي الذي جمع القوى الشيعية تحت مظلة واحدة خاض فيها الانتخابات الاولى التي شهدها العراق عام 2005 والذي كان نواة التحالف الوطني الشيعي الحالي الذي شكل اربع حكومات منذ ذلك الوقت برئاسة ابراهيم الجعفري والمالكي لدورتين ثم حيدر العبادي حاليا.
لكن التحالف الشيعي لم يمنح الجلبي اي دور فاعل في الحياة السياسية كما لفظته طهران التي لم تغفر له على مايبدو علاقاته السابقة مع الدوائر الاميركية.
كتابات |