العراقيون يجددون احتجاجاتهم .. بأنتظار تنفيذ وعود الاصلاح الحقيقي
خرج الاف العراقيين في احتجاجات شعبية يوم الجمعة في محافظات وسط وجنوب العراق لمطالبة رئيس الوزراء حيدر العبادي بتنفيذ وعوده المتعلقة باصلاح اوضاع البلاد.
وتاتي الاحتجاجات في استمرار لتظاهرات واسعة تخرج منذ نحو شهرين في ايام الجمع، حيث ضاق السكان ذرعا بالفساد المستشري في دوائر الدولة وسوء الخدمات العامة.
وخرج الاف المحتجين اليوم في بغداد والمثنى وكربلاء والبصرة والديوانية وبغداد وذي قار وواسط وميسان والنجف وبابل ومناطق اخرى وهم يلوحون باعلام العراق ولافتات تطالب باصلاح اوضاع البلاد.
وعلى مدى الشهرين الماضيين كانت الكثير من الهتافات الاحتجاجية موجهة ضد المسؤولين المحليين في المحافظات, فضلا عن اصلاح القضاء. وتحظى الاحتجاجات بدعم من المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني وهو ما دعا العبادي الى تدشين حملة اصلاحات في اب الماضي.
وألغت مبادرة العبادي مناصب حكومية والتعيين في المناصب الحكومية على أساس الحصص المخصصة للطوائف والأحزاب كما دعت لإعادة فتح التحقيقات في الفساد ومنحت رئيس الوزراء سلطة إقالة المحافظين ورؤساء البلديات.
لكن المتظاهرين يقول ان هذه الاجراءات غير كافية لاصلاح اوضاع البلد الذي يشكو من فساد ينخر في المؤسسات العامة، واتهم البعض السلطتين التشريعية والتنفيذية بالعمل على 'تسويف' الإصلاحات.
ويعد العراق من بين الدول الاكثر فسادا في العالم بموجب ارقام مؤسسات دولية، وغالبا ما يفلت الفاسدون من الملاحقة والعقاب.
وفي وقت سابق اليوم طالب المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني القوى السياسية بعدم “التغطية” على أي شخص مهما كان موقعه ومكانته من المحاسبة والملاحقة القانونية.
وقال معتمد المرجعية الدينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في العتبة الحسينية إن “الاوضاع الصعبة التي يمر بها البلد تحتم على القوى السياسية المشاركة بالسلطة أن تولي اهتمامها بمتابعة العملية الإصلاحية والمضي بها قدما”.
وطالب الكربلائي تلك القوى بـ”عدم خلق الموانع والعوارض أمام الإصلاحات وعدم التغطية على أي شخص مهما كان موقعه ومكانته من المحاسبة والملاحقة القانونية”، داعيا اياها الى “الابتعاد عن المهاترات غير المستندة الى أدلة عبر وسائل الاعلام”.
واشار الى إن “المطلوب من النزاهة ان لا تتأخر كثيرا بالكشف عن ملفات الفساد وإحالتها على القضاء”، مشددا على “أهمية ان يكون القضاء قويا ولا يخضع لأي ضبط من أي جهة مهما كانت”.
وطالب الكربلائي الحكومة بأن “توفر الحماية الكاملة للقضاة الذين يتولون قضايا الفساد ليؤمنوا على أنفسهم وعوائلهم من العصابات التي تحمي الفاسدين”.
كتابات |