المؤسسة الدينية بتركيا تدين هدم جبال مكة ودعوات لازالة ابراج المدينة المقدسة
لقد دُكت الجبال القديمة دكًا، ويحيط بالكعبة الآن التي تبدو كقزم هياكل الصلب والخرسانة، فيما يبدو مزيجًا قميئًا من ديزني لاند ولاس فيغاس.
قال رئيس هيئة الشؤون الدينية التركي، محمد غورماز، إن الهيئة على وشك الانتهاء من إعداد تقرير، حول حادث التدافع بمشعر منى أول أيام عيد الأضحى الماضي، وأنها ستقوم بإرساله إلى المسؤولين ووزارة الحج في المملكة العربية السعودية، فيما تصاعدت الدعوات لازالة البنايات العالية من حول الكعبة.
وتوجّه الانتقادات الى السعودية بسبب بناءها ابراج عالية طغت على الكعبة المشرفة، وجعلتها في صورة الكيان الصغير امام الكتل الاسمنية الهائلة التي سعى ال سعود من ورائها الى تخليد انفسهم.
ونشر ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي صفحة حملت اسم "ازالة الابراج من حول الكعبة".
وذكر ناشطون بان الدول المتحضرة تحترم خصوصية الاماكن الدينية والتاريخية فلا تزيل المعالم الاثرية ولا تبني حولها مذكرين ببرح ايفل في باريس الذي يمنع انشاء بنايات اعى منه الا على بعد عشرات الكيلومترات.
ويرى الكاتب ضياء الدين ساردار، ان الموقع المعماري المهيمن على المدينة ليس المسجد الحرام حيث الكعبة المشرفة، محط أنظار وصلوات المسلمين في كل مكان، لكن ما يهيمن على المشهد هو فندق مكة الملكي وبرج ساعته البغيض الذي يرتفع لـ 1972 قدمًا فوق الأرض، هو واحد من أطول المباني في العالم، بل هو تطور ضخم لناطحات السحاب حيث يضم مراكز تسوق فاخرة وفنادق ومطاعم لفاحشي الثراء، لم تعد القمم الوعرة تهيمن على الرائي، لقد دُكت الجبال القديمة دكًا، ويحيط بالكعبة الآن التي تبدو كقزم هياكل الصلب والخرسانة، فيما يبدو مزيجًا قميئًا من ديزني لاند ولاس فيغاس.
وحول حادثة التدافع، نقلت وكالة الأناضول التركية شبه الرسمية، عن غورماز قوله إن اللجنة استمعت إلى إفادات شهود العيان، معربا عن اعتقاده، أن عدد الوفيات في حادث التدافع "تجاوز الألف"، كما نفى وجود "تفسير معقول حتى الآن لحدوث التدافع، وتسببه في وفاة هذا العدد الكبير من الحجاج".
وانتقد غورماز هدم الجبال، التي قال إنها "تتمتع بقيمة تاريخية" حول مكة، وبناء ناطحات سحاب بجوار الكعبة، قائلاً، إنه كان من الممكن بدلاً من ذلك بناء مدن صغيرة في سهول جدة يمكنها استيعاب ملايين الأشخاص، مشددا على الإسلام "يأمر بالنقد الذاتي"، وأن معظم الآثار التاريخية الباقية من العهد النبوي في مكة، كانت موجودة حتى عام 1971، و"كان بالإمكان الحفاظ على الحالة الأصلية لمكة".
وكان غورماز قد وجه في السابق انتقادات إلى الطريقة التي تدار بها شعيرة الحج في مكة، مقترحا التعاون بين الدول الإسلامية، في تصريحات تزامنت مع انتقادات إيرانية للرياض.
المسلّة |