فيما تنشغل المؤسسات العراقية المنخورة بالفساد اصلاحاتها، بعد دعوة المرجعية الى عدم ترك حبل الزمن على الغارب، وتسارع التطورات الأمنية لاسيما المشاركة الامريكية في حرب تحرير الانبار، واستنفار قوات الحشد الشعبي والقوات الأمنية للمعركة، فان مرتزقة التظاهرات لازالوا يألّبون الجماهير على شعارات، بعيدة عن الواقع، وتقترب من تبني الفوضى والاحتجاج الديماغوغي، بانحراف كبير عن الأهداف الحقيقية.
لقد أدرك مرتزقة التظاهرات ان اعداد المتظاهرين انحسرت بشكل جلي وواضح، ليبدأ فصل جديد من الهجوم المباشر على إصلاحات العبادي، مع توظيف الماكنة الإعلامية المرتبطة بجهات اقليمية في الهجوم على النظام الديمقراطي في العراق، وانبرى سياسيون مع هذ التيار، مثل اياد علاوي الذي دعا أمس الى اختيار شخص "قادر" على إدارة البلد غير العبادي.
العراق اليوم في حالة حرب على الإرهاب والفساد، وما هذه الدعاوى في تغيير رئيس الوزراء الا ترّهات، وأفكار انفصامية، لا تمت بصلة الى الواقع.
انّ اغلب مطلقي التصريحات اما خسروا مناصبهم مثل علاوي، او مندسين بين المتظاهرين نصبوا أنفسهم في طليعة المتظاهرين فيما تحركهم أموال مسعود بارزاني وفاضل الدباس، وغيرهم كثيرون.
وجلّ هؤلاء، في حقيقتهم جبناء لا يقوون على المواجهة الا من خلف ستار، حتى إذا ما أحســّـوا بالحـرارة تركوا المتظاهرين وولوا مهزومين، لا يلـوون علـى شـــيءٍ.
ان على شباب العراق ان يعي ان هناك من يسعى الى استغلال احتجاهم على الفساد، فيهمش مشاركتهم في المعركة المصيرية على داعش.
ومن الان، فان الخروج في تظاهرات اريد لها ان تكون سائبة النهايات، سيكون بلا معنى، وقد شعر المتظاهرون بذلك، فانحسرت اعدادهم الى حد كبير، فيما راح مطبّلو الاحتجاج المسيّس يتباكون في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف، بان السبب وراء انحسار التظاهرات هو القمع، في محاولة مسبقة لتبرير الفشل.
انّ الطريق الامن لشباب العراق، هو التطوع، ليس لمحاربة داعش فحسب بل ولمحاربة الفساد ايضا، لكن تحت ألوية الحشد الشعبي، وليس ألوية المرتزقة والمنافقين.
المسلّة