تفاجأ العراقيون بزيارة رئيس مجلس النواب العراقي إلى الدوحة في وقت تنظّم فيه هذه العاصمة الخليجية التي لم توفر جهدا في دعم الفوضى وتمويل الجماعات المسلحة، مؤتمراً يضمّ فيما يضم، أشخاصا عُرفوا بدعم للإرهاب، وسعيهم إلى تقويض النظام السياسي في العراق الذي يمثل الجبوري، أحد أركانه.
ولنفترض جدلاً إن الجبوري زار الدوحة لكي يقنعها بالعدول عن تنظيم المؤتمر، أو على الأقل التريث في عقده، فان حتى هذا التبرير سوف لن يكون مدعاة لزيارة الدوحة.
وليـس مــن المـروءة أي يرمي رئيس النواب بقدر شعبه في سلّة الدوحة الوضيعة، بـل يقيه بوضوح مواقفه ، والاكتراث لإرادته.
بل إنّ الموقف المناسب تجاه هذه العاصمة المارقة التي لا تعرف قدر نفسها، هو مقاطعتها ورفض الدعوة لزيارتها وتهديها بقطع العلاقات الدبلوماسية، بشكل كامل.
لقد قال مكتب الجبوري إنّ رئيس النواب سوف يلتقي شخصيات قطرية وُجّهت الدعوة له، و لن يحضر أي اجتماع او مؤتمر خارج اطار الدعوة الرسمية.
لكن ذلك لن يُقنع الشعب العراقي.
انّ مجرد زيارة الجبوري للدوحة يعني التواصل معها، على رغم باطن مقاصدها، وعلى رغم المؤتمر المعارِض الذي يتهم النظام السياسي في العراق بالطائفية.
السؤال الذي يطرح نفسه، هل بلغ بالدولة العراقية الى حد غياب نسق التعامل حتى مع الأحداث الخطيرة، وماهي المبرّرات التي يقدمها الجبوري لزيارة الدوحة في هذا الوقت بالذات، وهل نسّق الأمر مع شركائه في الحكومة.
هل ذهب إلى الدوحة ممثلاَ لنفسه أم لكتلته السياسية، أم لبرلمان الشعب ؟
وكيف يمكن لمسؤول عراقي الاستهانة الى هذا الحد بموقف الشعب العراقي من الدوحة، الذي يعرفه الجبوري حق المعرفة.
كان الأمل معقودا على الجبوري في ردع أولئك الذين يتدخلون في الشأن العراقي، وان لا يفسح المجال لدولة صغيرة القدر، للتدخل في دولة مثل العراق.
ننتظر من الجبوري تصحيح الخطأ، بإعلانه الشجب للدوحة ومؤتمرها، وان لا يفاجئنا بمشاركته في مؤتمر الإرهاب القطري.
ننتظر منه ضربة تُميل حصان الدوحة عــن سرجــه، ويتبعــها بأخــرى ليوقع بها وعملائها، الى الحضيض.
المسلّة