الوحدة الشيعية في الحرب على داعش
يبدو أنّ الجمهور الايراني غير منقسم في دعمه للكفاح ضدّ تنظيم داعش، الذي تسبّب سلوكه الهمجي والواضح المعادي للشيعة في العراق بسخطٍ كبير في إيران.
يفيد تقرير كتبه علي آلفونة في "معهد واشنطن"، ان هناك مشاركة لـ"قوة القدس" التابعة لـ "فيلق الحرس الثوري الإسلامي" الإيراني وقائدها اللواء قاسم سليماني في المعارك ضد داعش في العراق، إلّا أنّ النطاق الفعلي لانخراطهما العسكري يبدو متناسباً عكسياً مع التغطية المكثّفة التي تؤمّنها وسائل التواصل الاجتماعي والصحف الإيرانية لعمليات طهران هناك.
وفي المقابل، تجاهلت وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية إلى حدّ كبير عمليات "قوة القدس" في سوريا على الرغم من أنّ عدد الوفيات بسبب المعارك هناك أعلى بكثير خلال الفترة نفسها في العراق.
وتتصدى القوى الأمنية والجيش في كل من العراق وسوريا هجمات يشنها تنظيم داعش الإرهابي وجماعات تكفيرية مسلحة أخرى لغرض اسقاط الحكومات الشرعية في تلك البلدان.
ويفيد التقرير.. ان رئيس "مجلس تشخيص مصلحة النظام" الإيراني، آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني أدان في آب2013 استخدام النظام للأسلحة الكيماوية في سوريا. وفي المقابل، يبدو أنّ الجمهور الايراني غير منقسم في دعمه للكفاح ضدّ تنظيم داعش، الذي تسبّب سلوكه الهمجي والواضح المعادي للشيعة في العراق بسخطٍ كبير في إيران.
وعبر توفير معلومات مفصّلة عن "الأعمال البطولية" التي تجترحها "قوة القدس" وسليماني والإيرانيين الذين لاقوا مصرعهم، من الواضح أنّ آلة الدعاية للجمهورية الإسلامية تحشد الجمهور حول النظام. وتقدّم هذه المعلومات أيضاً لمحات مهمّة عن تدخّل طهران العسكري في العراق.
أولاً، كان جميع القتلى الشيعة المعروفين، الذي سقطوا في معارك العراق منذ تموز 2014 ويبلغ عددهم 26 قتيلاً، مواطنين إيرانيين. ولم تُذكر أيّ معلومات عن الأفغان الشيعة، الذين يُقال إنّهم تكبدوا خسائر بشرية فادحة في سوريا.
ثانياً، تدل مقبرة الحرب "جنة الزهراء" في طهران أو في مواقع الحجّ الشيعية الرئيسية في مدينة مشهد ومحافظتَي خراسان رضوي وقم، على عظم التلاحم بين الشيعة في كل من العراق وايران.
أن الأحداث بحسب علي آلفونه وهو زميل أقدم في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، تسلط الضوء على شجاعة أبطال الحرس الثوري الذين سقطوا في العراق هو بفعل ما جرى خلال معركة تكريت، عاصمة محافظة صلاح الدين، في آذار- نيسان من هذا العام. فقد تمكنت القوات الحكومية العراقية وفصائل الحشد الشعبي من تحرير المدنية.
المحصلة
يجب ألا يفسَّر التدخل العسكري المحدود للجمهورية الإسلامية في العراق على أنّه علامةٌ على تواني الاهتمام الإيراني بتلك الحملة، بل إنّه يعكس احتياجات متنوّعة لحلفاء طهران في ساحات مختلفة. وخلافاً لسوريا، لا يعاني العراق نقصاً في عدد المقاتلين الشيعة والأكراد المتحمّسين لمقاتلة داعش.
لقد افرزت الحرب على داعش قادة ميدانيين أكفّاء يستطيعون التنسيق مع طهران من أجل كسب الحرب والحفاظ على اعتماد شيعة العراق على إيران.
المسلّة |