رفض نيابي وصمت حكومي في العراق على إعلان البارزاني ضم سنجار إلى الإقليم
أثارت تصريحات رئيس إقليم كردستان حول احتفاظ الإقليم بمنطقة سنجار التابعة للموصل وضمها للإقليم ردود أفعال رافضة وواسعة، بين القوى السياسية في العاصمة العراقية، وسط غياب الرد الحكومي الواضح. فقد أكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، على ضرورة «تلاقى الأفكار على طرد داعش بعيداً عن التنازع والاختلاف الذي يمنح العدو وقتاً للمكوث في نينوى ويؤخر إنصاف أهالي سنجار والموصل». وأشار الجبوري في احتفالية بمناسبة مرور عام على سيطرة تنظيم «الدولة» على سنجار، أن «حل مشكلة الإيزيديين في قضاء سنجار يبدأ من تحرير نينوى»، والإيمان بضرورة مشاركة أهالي نينوى أنفسهم في التحرير بل قيادته بمساعدة كل الجهود الأخرى». وذكر الدكتور علي الرفيعي رئيس التيار المدني الديمقراطي لـ»القدس العربي» ان تصريحات مسعود البارزاني حول ضم سنجار إلى الإقليم، لا تعدو كونها ضمن المزايدات التي يلجأ اليها القادة الكرد في خضم الخلافات الكبيرة بينهم هذه الأيام، وخاصة في موضوع انتهاء فترة رئاسة البارزاني خلال الشهر الحالي ومطالبة الاحزاب الكردية بتحديد صلاحياته. وأشار الدكتور الرفيعي إلى أن سنجار هي جزء من الموصل، وكان المفروض هو العمل على تحريرها أولا من تنظيم داعش ثم بعدها الحديث حول وضعها المستقبلي، منوها إلى أن البارزاني يعتبر الإيزيديين (سكان سنجار) أكرادا لهذا الغرض، وسبق ان شجع بروز القائد الإيزيدي ششو الذي شكل تنظيماعسكريا خارج الحكومة المركزية. وأضاف الدكتور علي أن الحكومة المركزية يجب أن يكون لها موقف واضح إزاء تصريحات مسعود البارزاني وغيره من القادة الأكراد حول المناطق المتنازع عليها، ولكن وضعية الحكومة في خضم التحديات الأمنية والاقتصادية الحالية يجعل موقفها ضعيفا. وضمن السياق أدان نواب كتلة دولة القانون، الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، تصريحات البارزاني، وسعيه لربط قضاء سنجار، التابع لمحافظة نينوى بالإقليم، والعمل على جعله محافظة. فقد أكد النائب هيثم الجبوري المنضوي ضمن ائتلاف دولة القانون، الاثنين، أن تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بشأن عدم تسليم قضاء سنجار وضمه للإقليم تذكر بـ»النازيين»، مبيناً أن البارزاني نقض جميع العهود والاتفاقيات. وقال الجبوري في حديث صحافي ، إن «تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني تذكرنا بالنازيين»، مؤكداً ضرورة أن «يحاسب البارزاني على قوله هذا ويحال للمحاكم المختصة. وطالب الجبوري الكرد بـ»البراءة من أفعاله الصبيانية وتصريحاته اللا مسؤولة والتي ستجر البلاد إلى بحر من الدماء والتقسيم». ومن جانبه، أكد النائب عن التحالف الوطني محمد الصيهود، أن «قضاء سنجار من المناطق المتنازع عليها بين المركز والإقليم، ويتبع إداريا الحكومة الاتحادية، ولم يحسم وضعه لغاية الآن، ولا تستطيع أية جهة ضمه لإقليم شمال العراق». وأضاف أنه «لا يوجد أي تفاهم ثنائي بين الإقليم والحكومة الاتحادية، بشأن ضم قضاء سنجار لإقليم شمال العراق». وكان بارزاني أعلن في كلمة له خلال احتفالية بمناسبة الذكرى الأولى لسقوط قضاء سنجار بيد داعش، نظمت في محافظة دهوك الاثنين الماضي»نحن لا نفكر أبدا بأن نسلم سنجار لأية جهة، ونهدف إلى ربطه بإقليم كردستان، وسنعمل على جعلها محافظة رابعة في الإقليم»، بحسب تعبيره. وتعتبر سنجار، إحدى المناطق المتنازع عليها بين حكومة الإقليم وحكومة بغداد استنادا إلى المادة 140 من الدستور العراقي، إضافة إلى محافظة كركوك، ومناطق أخرى متنازع عليها في نينوى وديالى. وسبق أن اعلن قادة الإقليم أنهم سيطروا على جميع المناطق المتنازع عليها بعد سيطرة تنظيم «الدولة»، وأنه تم ضمها إلى الإقليم بدون العودة إلى المركز، مستغلين لجوء الحكومة العراقية إلى السكوت وعدم الرد على تلك التصريحات بحجة التركيز على الحرب ضد تنظيم «الدولة».
القدس العربي
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words