البلد الذي صار خده مصفعة للغزاة من جهاته الأربع، سيكون من العسير عليه أن ينتصر على داعش وأخواتها المصنوعات من نفس الطينة.
هذا هو تمام البلاد حسب توقيت ساعة الأيام السود. أعني العراق بلاد الرافدين أو بلاد ما بين القهرين. مريضة ومفككة وفاسدة ومنقسمة طائفيا وقوميا. رعيتها التعبانة مختلفة في مواقيت صيامها وإفطارها وصلاتها وأذانها وقيامها وقعودها، وأدبها وفنّها وفكرها وثقافتها، وجيشها وحشدها وحرسها وصحواتها وعشائرها، وأسماء مدنها وجسورها وشوارعها وحاراتها، وعيدها ونشيدها الوطني وعلمها، وحتما سينزعج ويحزن يونس محمود وربعه، على مرأى كمشة رايات ترفرف في ملعب كرة وطن واحد، وقد يؤدي هذا الزعل إلى خسارة اللعبة بسبب قوة المهانة.
الطائفيون والدجالون والقتلة والمتخلفون والأميون وأبناء المزادات والمواخير والمطابخ المختلطة، قد نجحوا نجاحا عظيما في زرع البلاد زرعة من فرط وضوحها، بدت أبدية في خاصرة أو رأس الأوطان الأعظم فسادا ورشوة فوق أرض الله.
البلد الذي صار خده مصفعة للغزاة من جهاته الأربع، سيكون من العسير عليه أن ينتصر على داعش وأخواتها المصنوعات من نفس الطينة والراضعات من أثداء معدودات. الجنود والمقاتلون العائدون إلى منازلهم وديارهم سيسألون أسئلة ضخمة تأكل كثيرا من جرف حماستهم وإخلاصهم ورغبتهم النقية بالنصر والبهجة والسلام والطمأنينة، ومغادرة أبدية لجب المذلة وفقدان الأمل.
أسئلة الكهرباء والماء والمجاري والتزفيت والعمل والكرامة والرخاء والأمان، وأواخرها أسئلة الخيانة والعمالة ومئات المليارات من الدولارات الدسمة التي نَهبها الدونيون والسقطة المخلوقون من صفقة حيامن وبويضات مختلفات ألوانها وجذرها وفصلها وأصلها، ثم تمت مجازاتهم ومكافأتهم ببقائهم وأحزابهم وتياراتهم وميليشياتهم راسخين لاصقين فوق كراسي الحكم، الذي صار مثل دائرة رذيلة مشرعنة بالفتاوى والخرافات والخزعبلات والتحشيشات والبدع التي يكرهها الله وأنبياؤه وصحبهم وملائكته ورسله والعقل السليم والمنطق القويم.
المنطقة كلها ستشتعل، وستأكل نارها كل حطبها وزرعها وطعامها، من بغداد والمنامة في الشرق حتى الرباط ونواكشوط في الغرب، ومن الإسكندرونة وحلب شمالا حتى حضرموت وجزائر حنيش من جنوب اليمن الحزين. سيستثنى من الحريق في خارطته الأولى، ثلاثي الشر والنذالة، أميركا وإيران وإسرائيل، وقد تسقط لاحقا من هذا الثلاثي المؤقت إيران ليتم استضافتها في مشهد الحريق والتفكيك والإمراض صحبة تركيا آل عثمان، بعد أن تكون قد أدت خدمتها الإلزامية كاملة غير منقوصة بقصد وبعقل منها، أو بغباء وعناد ومرض دفين.
الأشرار أقوياء وجبابرة، والماسونية العالمية حقيقة قائمة وإنْ كانت تشتغل حتى الآن تحت الطاولة، لكن المصيبة الكبرى هي في أن قوة ذكاء الشرير، دائما تعتمد على قوة غباء الضحية، وهذا ما نعيشهُ اليوم تماما.
هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الاعلامية
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words