2015/06/30 19:55 تطهير الخطاب الديني من كتب "السحْل" و"الحرْق" و دعاة التكفير
اعادة تنقيح كتب التراث واستبعاد ما يتعارض مع سماحة الاسلام بات امرا ملحا لإخراج الأمة من أزمة اختطاف التفسير الديني وتسيد رجال فكر متطرف للمشهد الديني.
أثار تفجير مسجد الامام الصادق في الكويت، الجمعة 26 حزيران الجاري، والتفجيرات التي سبقتها في السعودية وتهديدات بتفجير مساجد في البحرين وتهديد بتفجيرات ببيروت، قلق الدول والعالم، والخوف من استمرار مسلسل استهداف دول أخرى، تعتبر نفسها آمنة مثل دول الخليج.
وأعلن الحداد الرسمي في الكويت بعد تفجيرات مسجد الامام الصادق، في الوقت الذي أعلنت وزارة الداخلية عن تمكن أجهزتها الأمنية المعنية من العثور على السيارة التي أقلت الإرهابي إلى مسجد الإمام الصادق والقاء القبض على مالكها، لا يزال البحث جارياً عن السائق الذي فر بها عقب التفجير.
وكرد فعل على منهج التطرف، أعلنت وزارة الاوقاف المصرية عن مصادرة كتب اشهر دعاة التطرف والقتل والتكفير من مساجدها، في حملة اطلقتها، الاحد 28 حزيران الجاري، لتطهير المكتبات من كتب التطرف.
وشيّعت الكويت بكل طوائفها شهداءها في جنازات جماعية وعزاء واحد واختارت ان يكون العزاء جماعيا أيضا في مسجد الدولة الكبير في رد بالغ على الإرهابيين.
وبالمقابل، فان اعادة تنقيح كتب التراث واستبعاد ما يتعارض مع سماحة الاسلام بات امرا ملحا لإخراج الأمة من أزمة اختطاف التفسير الديني وتسيد رجال فكر متطرف للمشهد الديني.
وقال النائب الكويتي حمود الحمدان، السبت 27حزيران الجاري "أي فكر ضال منحرف يتلون بتلون الوسائل، ودائما يجب ان نتوقع ما هو اسوأ، والحزام الناسف مستورد وليس محلي الصنع".
وتدعو الكثير من كتب التطرف لاسيما الوهابية منها الى القتل والتخلف والسبي والاغتصاب والتآمر، وهي دليل الارهاب الذي صار اعداء الاسلام يستخدمونه لضرب الشعوب ببعضها وتشويه الدين.
وأكدت مصادر مسؤولة في الازهر بأنهم لا يجدون مشكلة بين الشيعة والازهر وعلى رأسهم شيعة سوريا والعراق ولبنان، فيما بينت بأن رموزا شيعية عربية قد حضرت مؤتمرات للأزهر والأوقاف نظرا لوجود قواسم مشتركة.
وكانت أوساط عربية ودولية قد أدانت الاعتداءات التي حصلت في مسجد الامام الصادق في الكويت والتي راح ضحيتها 27 شهيد وعشرات الجرحى، في الوقت الذي تخوف منه ناشطون في البحرين من استهداف مساجد الشيعة فيها، بعد تهديدات وردت باستهدافها.
وفي سياق متصل، تؤكد مصادر مصرية بأن كشف النقاب بعد سقوط حكم الاخوان بمصر، اتضح ان اصحاب الفتاوى الذين يظهرون على الفضائيات ويكفرون الناس لم يحصلوا على شهادات جامعية، الا ان الكتب المتطرفة والموجهة حزبيا قد دفعتهم الى كل تلك المواقف.
ودعت مصادر مصرية الى عدم استغلال اعتدال ووسطية الازهر لتمرير الفرقة والفتنة في البلاد، ويعتبر الازهر أعرق مؤسسة دينية سنية يمتد تاريخا لأكثر من الف عام، ولايزال يدرس مذهب الشيعة في أروقته.
وتسألت الكاتب زينب حفني في مقال اطلعت عليه "المسلة".... "متى سنملك الشجاعة لإشعال النار في كل فتوى رجعيّة؟ متى سنرفع أصواتنا في وجه كل عالم دين متطرف ساهم في تدمير عقول أبنائنا".
وتابعت "هذه الثقافة انتقلت لأعماق مجتمعاتنا، وصرنا ننظر لمن يُخالفوننا في العقيدة والمذهب والطائفة نظرة تشكيك، وهذه معضلة أخرى".
وأضافت "نحن أمام مفترق طرق، ولو لم نواجه أنفسنا ونضع أيدينا على التقرحات لمعالجتها معالجة سليمة، سننتظر المزيد من المفاجآت المأساويّة".
وكان شيخ الأزهر احمد الطيب أكد أن السنة والشيعة مسلمون ومؤمنون، قائلا "إننا أمة واحدة وأبناء دين واحد، وفي زورق واحد، وهذه قضية لا يجب أن نقترب منها".
وعلى صعيد اخر، كانت مصر قد شهدت في 2013 بمنطقة الجيزة اعتداء على 4 من الشيعة، بينهم الشيخ حسن شحاته زعيم الشيعة في مصر، بعد أن قام المئات بضربهم حتى الموت خلال احتفالهم بليلة النصف من شعبان، من قبل المتاثرين بالفكر التكفيري.
وعاقبت محكمة مصرية منتصف حزيران الجاري، 23 متهما بالسجن لمدة 14 عاما بعد إلادانة بقتل الشيعة.
فيما شهدت السعودية شهر ايار الماضي استهداف لمساجد الشيعة فيها. وكانت البحرين قد حذرت من قوع هجمات فيها بعد ورود معلومات من استهدافها من قبل تنظيمات متطرفة.
وفي ظل تصاعد الهجمات الإرهابية، تتصف الدعوات الى قصْف الإرهاب في المساجد، وهو قصف فكري للمناهج التكفيرية، وقطيعة دبلوماسية وسياسية مع الدول التي تتبنى المناهج التكفيرية في المدارس وبيت العبادة.
فقد قٌصفت أفغانستان لعشرات السنين، وقُصف داعش في العراق، ومازالت الطائرات تضرب، لكن الحاضنة الإرهابية الكبرى مازالت تفرّخ الارهابين وترسلهم الى الجبهات ودور العبادة في العراق والكويت ومصر وتونس على حد سواء.
المسلّة |