مؤسسات الدولة في خدمة الإرهابيين في المناطق "السنية"
الكثير من مسؤولي النظام المُباد تمكنوا من الإفلات من قبضة العدالة لفترة طويلة بواسطة اللجوء الى تلك المناطق، والاستعانة بوثائق الاحوال المدنية الصادرة من الدوائر الرسمية لتلك المناطق، لكي يتجولوا في أسماء مزيفة وشخصيات وهمية لا وجود لها على ارض الواقع.
أماط اعتقال قوة امنية لعضو قيادة قطر العراق في حزب البعث المنحل، عبد الباقي السعدون، وسط مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين، الجمعة الماضي، عن حقيقة ان اغلب المناطق السنية في العراق تحولت الى حاضنة إرهابية تستغل أجهزة الدولة ومؤسساتها، في التغطية على الإرهابيين ودعم نشاطاتهم في قتل العراقيين، عبر رعايتهم والتمويه عليهم، عبر وثائق الدولة الرسمية.
ويدل على هذا الاستنتاج، ان الكثير من مسؤولي النظام المُباد تمكنوا من الإفلات من قبضة العدالة لفترة طويلة بواسطة اللجوء الى تلك المناطق، والاستعانة بوثائق الاحوال المدنية الصادرة من الدوائر الرسمية لتلك المناطق، لكي يتجولوا في أسماء مزيفة وشخصيات وهمية لا وجود لها على ارض الواقع.
فقد تمكن أحد قادة النظام المباد وهو عزة الدوري من التخفّي سنينا طويلة في مناطق صلاح الدين، متنقلا بين تلك الحواضن الإرهابية في المدينة والقرية على حد سواء، بواسطة وثائق و"مستمسكات" مزورة تعود لجهات رسمية باستخدام اختام الدولة وآلياتها لدعم الإرهاب في الكثير من الدوائر الحكومية.
وينطبق الحال على عبدالباقي السعدون، الذي نجح في الإفلات من الأجهزة الأمنية، عبر التخفي تحت اسم مزور هو حميد خلف بحسب وثيقة الأحوال المدنية التي حصلت عليها "المسلة"، والصادرة من تكريت في محافظة صلاح الدين، ما يدل على
التوطأ بين الإرهاب والدوائر الحكومية الرسمية في تلك المحافظة.
ولم تعد عمليات التزوير صعبة في تلك المناطق، بعدما وفّرت جماعات إرهابية مرتبطة بدول اجنبية الأموال اللازمة لاغراء الموظفين العموميين، كما عمل بعض مدراء الأجهزة الحكومية والموظفين من تلقاء انفسهم بسبب تأييدهم للإرهاب.
على ان ذلك، لم يمنع الأجهزة الأمنية في النهاية، من اعتقال السعدون، الجمعة الماضي، بعد ان كان قد ظهر في تسجيل صوتي في شباط 2015 تحدث فيه عن أمين سر حزب البعث المقبور بعد الاحتلال عزت الدوري، متنقلا بالتخفي تحت الاسم المزور.
المسلّة
|