خلال حملة تضامنية مع نبيل جاسم .. اعلاميون يصفون تصريحات موفق الربيعي بـ" المدفوعة الثمن" ويتهمونه بـ"المشاركة بقتل المواطنين العراقيين"!

تتواصل حملة التضامن من الإعلامي نبيل جاسم، مقدم البرامج العراقي الشهير، الذي وجه نقدا لاذعا للنائب الحالي في البرلمان ومستشار الأمن الوطني السابق موفق الربيعي بعد أن كشف في بيان أن لديه أدلة على تورط إماراتيين في عمليات انتحارية وقعت في العراق عامي 2006 و2007.
وكان الربيعي قال في بيان إنه يملك أدلة على أن مواطنين إماراتيين فجروا أنفسهم في العراق، فضلا عن أن دبي سهلت خروج نحو 300 طن من المتفجرات الى العراق خلال العامين المذكورين.
وفي برنامج متلفز،ذهب نبيل جاسم إلى أن الربيعي شريك في الإرهاب لأنه امتنع عن كشف أدلته في وقتها، ما دفع الأخير الى مقاضاته.
وفور خروج خبر مقاضاة الربيعي لجاسم، انطلقت حملة تضامن مع الأخير في وسائل التواصل الاجتماعي، سرعان ما التحقت بها وأيدتها وساعدت على نشرها شخصيات إعلامية وسياسية بارزة.
وكان الربيعي قال في تصريح صحفي إنه سيدفع "نبيل جاسم الى اعتزال الإعلام قبل الأوان".
رئيس المركز الاعلامي للتنمية الاعلامي، عدنان السراج، اشار الى ان "حقوق الصحفيين وحرية الرأي والتعبير، امور كفلها القانون وفق ضوابط اخلاقية تبتعد عن القذف والتجريح"، مضيفآ بان "الصحفيين مطالبين باظهار الوثائق والادلة الكافية التي تدين اي من المسؤولين، الذين يتمتعون بالحق في الدفاع عن انفسهم امام المحاكم ونفي الادلة الواردة ضدهم".
واكد السراج ان "جميع الصحفيين يتضامنون مع نبيل جاسم في عمله المهني"، مضيفا ان "الحملة التضامنية معه لها دوافع مهنية وانسانية غير مرتبطة بمصالح سياسية، لذا فمن الصعوبة استعراض المسؤولين نفوذهم ضد الصحفيين والاعلاميين، لأن ذلك له اثر كبير على الديمقراطية والعملية السياسية في العراق التي يحاول الاعلام تأصيلها بوعي يبتعد عن النفعية".
السراج اكد ان "زمن التضييق على الاصوات الحرة قد ولى"، مشيرا الى ان "الحملة التضامنية تسعى لمنع تكرار دعوى الربيعي وامثاله والحد من تضييق الخناق على حرية الرأي، لما لها من تاثيرات سلبية على مسيرة العمل الاعلامي في البلد".
الكاتب فاروق صبري، احد المتضامنين مع الحملة، رأى ان "تصريحات الاعلامي نبيل جاسم لم تصل الى مستوى تهديد المسؤول"، داعيا الصحفيين الى "اسناد الحملة لانجاحها والوقوف مع نبيل كونه صوت حر".
وبين ان "جاسم قام بفضح تصريحات الربيعي المتناقضة والمدفوعة الثمن، التي اسهمت بقتل المواطن العراقي بدم بارد من خلال تستره على الدول الارهابية وتسجيل الجرائم ضد مجهول"، مطالبا الربيعي بـ "الكشف عن الادلة التي يمتلكها بشأن العمليات الارهابية امام الشعب العراقي".
بدوره، اوضح القانوني علي الطائي، ان "القانون لا يبيح التشهير او التطاول الشخصي"، مبينا ان "قضية الصحفي نبيل جاسم تتسم بالمهنية والموضوعية وعدم التطاول على الربيعي من خلال مطالبته بتقديم الادلة التي تدين الاماراتيين في جرائم الارهاب، وهذا يدل على الروح الوطنية والشجاعة والجرأة التي يحملها هذا الصحفي".
واضاف ان "سياسة تكميم الأفواه قد طمرت مع النظام المقبور، حيث نعيش حاليا في زمن الصحافة الحرة ولاينبغي العودة الى ذلك الزمن"، داعيا الربيعي الى "تقديم ادلته للقضاء الذي ستكون له الكلمة الفصل في هذا الموضوع".
ودعا الطائي "جميع الصحفيين وأصحاب الاختصاص لتوسيع الحملة التضامنية لتكون عبرة لكل من يريد ان يقف عقبة في وجه الاعلام الحر"، مطالبا في الوقت ذاته "نقابة الصحفيين بأخذ دورها في الدفاع عن نبيل جاسم وامثاله ممن يتحلون بالروح الوطنية".