"مزحة" تتحول الى حرب اعلامية بين الحشد الشعبي و داعش
نشرته صحيفة "ذا دايلي بيست" تحقيقاَ كشفت فيه عن "مقلب" قام به شابان عراقيان كانا يشعران بالملل ليتحول بعد 48 ساعة الى قضية اقليمية يتصارع حولها اطراف عدة كل منهم يعلن انتصاره على الاخرى.
القصة بدات وحسب ما اوردت الصحيفة في تحقيقها الذي ترجمته "عين العراق نيوز" حينما قام الشاب العراقي "احمد المحمود" المقيم في لندن ومجموعة من اصدقائه بعمل مقلب على موقع تويتر باختراعهم لقرية صغيرة لا وجود لها على حدود مدينة كربلاء اسمها "شجوة" حيث اخترعوا فيها قتالا طاحنا لم يجر اصلا بين داعش وقوات الحشد الشعبي.
قرية الشجوة التي لا وجود لها اثارت حماس رواد موقع التويتر وتصاعد الامر خلال يومان فقط ليصل الى مستوى ترابز وتراشق اعلامي حتى تدخلت فيه حسابات حقيقية لتنظيم داعش الارهابي.
فبدا صراع تدوينات بين معارضين ومؤيدين لداعش كانت بوادره باعلان بعض المدونين ان قرية الشجوة منطقة منكوبة بحاجة الى مساعدات انسانية عاجلة لما تشهده من معارك طاحنة راح ضحيتها مئات المدنيين .. ثم تلاها ذلك اعلان من قبل مدونين ايضا بان قوات الحشد الشعبي العراقية قد دخلت الى اطراف قرية الشجوة في منطقتين تعرفان "بتل الزبد" و"تل الخاثر" حيث احتدم القتال.
يذكر ان المحمود واصدقائه قد قاموا بعمل خريطة مزيفة موضحة عليها هذه الاسماء الوهمية لاماكن غير موجودة وايضا اضافوا صور من فضائيات ووكالات اجنبية عدلوا عليها بانفسهم تتحدث عن احتدام القتال في قرية الشجوة مما اثار استعار التدوين بين مرتادي تويتر من العرب اكثر.
وتلا ذلك انسحاب تام لداعش وسيطرة للحشد الشعبي على قرية الشجوة , لتحصل المفاجاة , حيث شهدت التدوينات تناول حسابات ارهابية داعشية معروفة خبر القرية الوهمية بجدية واعلانها ان عناصرها ما زالوا يقاتلون هناك وان الحشد الشعبي لم يدخلها بعد وكل ما ورد عن فقدان سيطرة داعش عليها هو كاذب.
يقول محمود في حديثه لصحيفة الدايلي بيست "ان الامر بدا كمزحة , ولعل الاسماء التي اخترناها هي كفيلة بكشفها كخدعة , لكن يبدوا ان جهل المدونين العرب بطبيعة الاسماء العراقية وجغرافيا العراق جعلهم يصدقون فعلا ان هنالك قرية اسمها الشجوة , حيث بدؤا يرسلون الينا الرسائل يسالون فيها عن التفاصيل بخصوص قرية الشجوة الوهمية".
واضاف "ان الردود كانت تتباين بتباين التوجهات والايدلوجيات في المنطقة العربية , فالبعض بدا يتهم اطرافا بالتخلي عن السنة في قرية الشجوة لتجرم بهم ميليشيات الحشد على حد تعبيرهم , مع اننا لم نقل اصلا او نشر باي شكل من الاشكال لطبيعة سكان هذه القرية الوهمية او ان كانوا سنة ام شيعة , والغريب بالامر ان بعد بدا الخدعة بــ 48 ساعة بدات بعض المواقع والحسابات الشبه رسمية او المتحدثة باسم اطراف تمثل فصائل عسكرية تتحدث عن انسحاب داعش ودخول الحشد وكان هنالك معركة فعلا وصل الحد الى نشر البعض لصور يدعون انها احتفالات كبيرة في محافظة كربلاء بتحرير ناحية الشجوة من داعش , وطبعا لم يطل الامر حتى تدخل مؤيدوا داعش ليكذبوا نبا التحرير ويعلنوا تمسكهم بالناحية".
وتابع المحمود "ان الغريب في الامر بان من دخل باسم داعش واعلن عن تمسكه بارض الناحية هي حسابات حقيقية متحدثة باسم داعش , رغم ان غالبية من وقعوا في الخدعة هم من الناس البسطاء مرتادي مواقع التواصل , الا ان داعش من الواضح قد وقع فعلا في الخديعة الى الدرجة التي جعلته يعلن على حساباته حملة لدعم عناصره في ناحية الشجوة وان لا حقيقة لانباء تحريرها على يد الحشد" , ليخسر بذلك داعش معركة لم تحصل في مكان غير موجود.
ومن الجدير بالذكر ان المقلب قد انتهى بعد جهد من قبل المحمود واصدقائه لاعلان طبيعة الخدعة واقناع المدونين بهذا.
عين العراق |