عام الجهاد الكفائي.. الفتوى التي صدمت الارهاب

اذا كانت المرجعية الدينية، قد أقرّت وجوب الجهاد الكفائي، لمواجهة تهديد عصابات داعش الارهابية، فأن هذا النوع من الجهاد مطلوب الآن لمواجهة من يمثل داعش في البرلمان العراقي.

 تمر هذه الأيام الذكرى السنوية لصدور فتوى الجهاد الكفائي التي تمخضت عن حشد شعبي حقق انتصارات كبيرة في المدن التي استولى عليها داعش بعد سقوط الموصل، في العاشر من حزيران الماضي.

وفي هذه المناسبة تابعت "المسلة" الاصداء التي خلفتها الفتوى على الصعيدين السياسي والإعلامي، وما عززته من حماس في النفوس العراقية لتغيّر مجرى الاحداث، وتوقف زحف الإرهاب وتنقذ البلد من السقوط من الهاوية.

فقد اعتبر نائب رئيس الجمهورية نوري كامل المالكي خلال احتفالية نظمتها عشائر ال فتلة في النجف، فتوى الجهاد للمرجع الديني السيد علي السيستاني بمثابة "امتداد لفتوى الشيخ الشيرازي بالجهاد ضد المحتل الانكليزي".

واكد المشرف العام لمؤسسة البلاغ والارشاد، الشيخ عبد الحليم الزهيري، في تصريحات تابعتها "المسلة"، أن "فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الدينية العليا في النجف أظهرت الغيرة الشعبية".

واضاف الزهيري "على الرغم من محاولات التشويه للفتوى والحشد في الفترة الأولى لكن التطورات اللاحقة أزالت اللبس وأظهرت حقيقة الدوافع".

كما اعتبر وكيل المرجعية في ايران، جواد الشهرستاني،،ان "المرشد الاعلى للثورة الايراني السيد علي الخامنئي، وصف فتوى الجهاد الكفائي بـ (الالهام الإلهي).

واعتبر الكاتب طارق المالكي في مقال، ان فتوى الجهاد الكفائي هي "حماية الدين والوطن".

وتابع "صدرت عدة تصريحات كيدية لافراغ محتوى الفتوى".

وتزامناً مع الذكرى السنوية الاولى لاعلان المرجعية فتوى الجهاد الكفائي نظمت العتبة الحُسينية، نهاية الشهر الماضي، مهرجانا خاصة بهذه الذكرى، ودعت فيها وسائل الاعلام، لتجسيد هذه الذكرى من خلال الاعمال المشاركة في المهرجان والتي تتضمن تصوير وتوثيق وكتابة قصص بطولية عن المجاهدين والمقاتلين في ساحات الجهاد.

ويرى الكاتب والصحفي مازن الزيدي في مدونته على "فيس بوك" ان "فتوى المرجع السيستاني تدعو للدفاع لا للهجوم".

وتابع "كانت تطلب التطوع ضمن جيش الدولة وليس خارج اطاره، وايضا، لحماية كل العراقيين من داعش ولم يتحدث عن سنة ولا شيعة".

ويتسأل الكاتب طاهر الموسوي في مقال اطلعت عليه "المسلة"، "لو اردنا ان نتحدث عن اهمية هذه الفتوى التاريخية وتوقيتها ؟ وماذا لو لم تصدر في وقتها؟".

ويتابع " فتوى الامام السيستاني بالجهاد الكفائي، عامل مهم لبقاء وحدة العراق والحفاظ على المذهب".

ويسجل مراقبون نقاط للمرجعية الرشيدة، حقنها للدماء في أحداث النجف في 2005 وتدخلها في الوقت المناسب، والحث على المشاركة في الانتخابات والاستفتاء على الدستور، ووقوفها بوجه اشعال حرب طائفية بعد تفجير مراقد الامامين العسكريين في سامراء 2006.

ويضيف الموسوي بأن "توقيت هذه الفتوى جاء بشكل مدروس وبقراءة للوقائع الميدانية على الارض، بعد سقوط الموصل وتهديد بغداد و المدن المقدسة بالتدمير".

ويبين "جاءت فتوى الجهاد الكفائي لتعطي الاذن الشرعي بالتصدي لهذه الهجمة الشرسة من قبل ما يسمى بتنظيم داعش التكفيري".

ويوضح "الحشد الشعبي اليوم يشعرنا بأمان تام من الخطر الذي كان يهدد وجود العراق، فضلا عن ان من انضم لقوات الحشد الشعبي اصبحوا قوة عقائدية مدربة تمتلك جميع انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة التي تمكنها من التصدي لاي تهديد".

ويلفت الموسوي الانتباه الى ان "القيادات السياسية والعسكرية لفصائل الحشد الشعبي تعتبر اليوم، الاقرب الى نبض الشعب العراقي كونهم حملوا السلاح ولبسوا الزي العسكري ليس لاخذ الصور التذكارية انما للوقوف في الخطوط الامامية في مواجة الارهاب".

وبمناسبة الذكرى السنوية لفتوى الجهاد الكفائي، اكد ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان "الفتوى جاءت بسبب تدهور الظروف الامنية السيئة والحرجة التي مرت بها البلاد في العام الماضي".

واوضح الكربلائي ان "مرور سنة على الفتوى الجهاد الكفائي تحقق الكثير من الانتصارات على زمر داعش الارهابية".

واكد بأن "استذكار انطلاق فتوى المرجعية الرشيدة التي انقذت الشعب العراقي من بطش مجاميع داعش الارهابية هو لحث كل الناس ليدافعوا عن الوطن والمقدسات".

وكانت العتبة الحسينية والعباسية قد نظمت، الجمعة الماضي، مؤتمرا لمعتمدي المرجعية الدينية في عموم البلاد بمناسبة ذكرى مرور سنة على صدور فتوى الجهاد الكفائي للدفاع عن ارض العراق ومقدساته.

ويوضح الكاتب علي فهد ياسين، في مقال اطلعت عليه "المسلة" انه "اذا كانت المرجعية الدينية قد أقرّت وجوب الجهاد الكفائي لمواجهة تهديد عصابات داعش الدموية لمستقبل العراق والعراقيين، فأن هذا النوع من الجهاد مطلوب الآن لمواجهة من يمثل داعش في البرلمان العراقي".

ويلفت أيضا الى ان  "الجهاد ضد الدواعش في البرلمان يؤدي الى تنظيف مؤسسة التشريع العراقية من السرطان الارهابي السياسي، ويحررها من ضغوط كانت تفرضها المحاصصة الطائفية".

ويبين الكاتب رحيم الخالدي في مقال اطلعت عليه "المسلة" ان "الجهاد الكفائي، أطلقه سماحة السيد علي السيستاني، لظرف إستحال فيه كل الممكنات بدون سلاح، فكان الإنطلاقة الأولى لتحرير العراق".

وتابع الخالدي "الرد من رجال الحوزة العلمية في النجف الأشرف، كان صادما للعدو المزدوج، سواء كان من الداخل، او الخارج".

ويردف "بداية نهاية الإرهاب، كان اليوم الأول لتلبية تلك الجماهير، لنداء المرجعية بالجهاد الكفائي".

واوضح "لولا الإفتاء، لذهب العراق بيد الإرهاب الجديد".

وكانت المرجعية الدينية، قد دعت في حزيران 2014، المواطنين الذي يتمكنون من حمل السلاح للتطوع في صفوف القوات الامنية للدفاع عن العراق، وفي حين اشارت الى ان العراق يواجه تحدياً كبيراً، اكدت على ان مسؤولية التصدي للارهابيين هي مسؤولية الجميع ولا تختص بطائفة دون اخرى او طرف دون اخر. وشددت على ان طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن الوطن واهله واعراضه ومواطنيه وهو واجب كفائي.

 المسلّة