يبدو أن تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش، اطمأن على مناطق نفوذه في العراق وسوريا، وبدأ بالسعي إلى توسيع رقعته الجغرافية، لتشمل البحرين والجزائر، بعدما سيطر على مطار سرت في ليبيا.
وكشفت وزارة الداخلية في البحرين عن ضبط "كمية كبيرة" من المواد المستخدمة في تصنيع القنابل والمتفجرات، في حملة أمنية شمال المملكة، أسفرت عن ضبط ما وصفته بـ"أحد المطلوبين من العناصر الإرهابية".
وقالت الوزارة في بيان إن شرطة المباحث الجنائية تمكنت من القبض على "أحد العناصر الإرهابية المطلوب أمنياً، كما ضبطت بأحد المستودعات في قرية كرانة، كمية كبيرة من الأدوات والمواد التي تستخدم في تنفيذ الأعمال الإرهابية."
وأفاد مدير عام الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية بأن "المواد المضبوطة تشمل هواتف نقالة موصولة بأسلاك، ومواد يشتبه بأنها تدخل في تصنيع القنابل والمتفجرات، وعددا من قنابل مولوتوف جاهزة للاستخدام، وأخرى في طور التجهيز، وكميات من الإطارات والألواح الخشبية، فضلاً عن مواد تستخدم في أعمال الشغب والتخريب."
وأشار البيان نقلا عن المسؤول البحريني إلى أن الحملة الأمنية جاءت "في إطار الجهود المستمرة لحفظ الأمن والنظام وحماية السلامة العامة، ونتيجة لأعمال البحث والمراقبة والرصد".
ويأتي هذا بعدما سط فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش في ليبيا سيطرته الكاملة على مطار مدينة سرت الساحلية شرق العاصمة طرابلس، إذ يسيطر التنظيم المتشدد منذ شهر شباط فبراير الماضي على معظم أجزاء المدينة وغالبية المباني الحكومية فيها.
وأعلنت قوات "فجر ليبيا"، الموالية للحكومة غير المعترف بها دوليا، أنها انسحبت من قاعدة القرضابية حيث يوجد المطار، وبرر محمد الشامي، رئيس المركز الإعلامي لغرفة العمليات المشتركة، الانسحاب بعدم وصول قوات مساندة للتصدي لمقاتلي داعش.
ومطار سرت هو أول مطار ليبي يقع بالكامل تحت سيطرة داعش، لكن هذا المطار لا توجد فيه سوى طائرة واحدة معطلة و"غير قابلة للإصلاح"، حسب مسؤول في قوات فجر ليبيا.
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر مسؤولة بأن السلطات الأمنية والعسكرية الجزائرية تعمل على ضبط مخطط أمني خاص بشهر رمضان، وذلك تحسبا لأي عمليات مسلحة قد تندرج في سياق الانتقام من عملية "فركيوة" بولاية البويرة الأخيرة التي قامت بها قوات الجيش قتل على إثرها 25 مسلحا من بينهم أمير تنظيم "جند الخلافة" الموالي لتنظيم "داعش".
وجاء تحرك السلطات الأمنية الجزائرية لكون المجموعات المسلحة دأبت على توظيف الرمزية الدينية لشهر الصيام في تنفيذ عمليات مسلحة في السنوات الماضية، خاصة في تسعينيات القرن الماضي.
وجاء هذا التحرك بعدما رصدت أجهزة الاستعلامات تحركات ومعلومات تفيد بقيام بقايا التنظيمات "الإرهابية" المسلحة الموالية لداعش في مختلف المناطق بامكانية استهداف الرعايا الأجانب العاملين في الجزائر خلال الفترة المقبلة.
وشهدت شوارع العاصمة والمداخل الرئيسية المؤدية إليها، تعزيزات أمنية تمثلت في تواجد مكثف لأفراد الأمن وإغلاق بعض الطرق، كما تم تركيب عدد جديد من كاميرات المراقبة الأمنية، ذات القدرة العالية على الرصد والتسجيل بالصوت والصورة على مدار اليوم.
وشملت العملية الأحياء المعروفة باحتضانها لمقار ومباني الهيئات الرسمية والحكومية والدبلوماسية، كحيدرة، بن عكنون والأبيار أعالى العاصمة.
وكان نائب وزير الدفاع، قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق قايد صالح، أشرف على إطلاق عملية أمنية في المناطق الحدودية المتاخمة لليبيا وتونس، مع القيام بطلعات جوية استطلاعية على مدار الساعة، وتعزيز الانتشار العسكري بمزيد من الوحدات الامنية وحرس الحدود وتفعيل التنسيق الأمني مع القبائل الليبية الموالية ومع أجهزة الأمن والاستعلامات التونسية.
رووداو