الأمن البرلمانية: لا انسحاب للمستشارين الأميركان.. وواشنطن ملتزمة بدعم بغداد في الحرب
اكد نواب في لجنة الامن البرلمانية استمرار المستشارين الاميركان المتواجدين في قواعد الحبانية وعين الاسد باسناد القوات العراقية وتدريب الجيش والمتطوعين.
جاء ذلك ردا على انباء تحدثت عن نية واشنطن سحب مستشاريها وضباطها اثر سقوط الرمادي.
اذ قال المستشار السابق للأمن القومي والنائب عن دولة القانون موفق الربيعي، في تصريحات صحفية، أن واشنطن اوعزت لمستشاريها بإعداد خطة انسحاب جزئي من كل العراق في حال سقوط قاعدة الحبانية بيد داعش.
وقال النواب ان الولايات المتحدة ملتزمة بدعم العراق في مواجهة داعش، رغم اعترافهم بـ"تواضع" هذا الدعم بالقياس للمعارك التي يخوضها الجيش العراقي غربي البلاد.
وتدفق اكثر من 3 آلاف مستشار اميركي على العراق منذ بدء التحالف الدولي نشاطه في آب الماضي. وتوزع المستشارون على قواعد التاجي والحبانية وعين الاسد، بهدف تدريب متطوعي العشائر واعادة هيكلة القوات العراقية.
ويقول جاسم محمد جعفر، النائب عن ائتلاف دولة القانون، ان "المواقف والتصريحات التي يدلي بها القادة الاميركان حول توفير الدعم اللوجستي للحكومة العراقية في حربها ضد داعش تعطي صورا واضحة عن وجود نوايا لمواصلة الدعم للعراق".
واضاف جعفر ان "الادارة الاميركية تؤكد بشكل مستمر دعمها لحكومة العبادي والقوات الامنية وتجهيزها بالاسلحة والمعدات لتحرير جميع المناطق التي تسيطر عليها تنظيمات داعش"، لافتا إلى ان "ما حدث في الرمادي اعتبره الاميركان امرا طبيعيا جاء نتيجة تصرفات من قبل بعض الضباط وليس انتكاسة عسكرية".
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الكولونيل ستيفن وارن قال "على الدوام اكدنا بأنه ستكون هناك عمليات كر وفر، وانتصارات وانتكاسات. وما حصل انتكاسة"، مضيفاً في الوقت نفسه أن القوات العراقية "ستستعيد" المدينة.
ويتابع الوزير السابق والقيادي في ائتلاف دولة القانون ان "قضية انسحاب المستشارين الاميركان من قاعدة عين الاسد والحبانية أمر مستحيل بسبب وجود تفاهمات بين الحكومتين الاميركية والعراقية على التعاون لطرد داعش"، معتبرا ان "هذه التصريحات سواء أكانت بقصد أو بغير قصد ستؤثر على معنويات الجيش العراقي داخل المعركة لمواجهة التنظيمات المتطرفة".
ويلفت النائب التركماني الى ان "الاوضاع في الرمادي وبيجي تسير وفق ما مخطط لتحريرها بشكل كامل من خلال الدعم الاميركي وقوات الجيش والعشائر وابناء الحشد الشعبي".
وينوه النائب جعفر الى أن "القيادة الاميركية تغير مستشاريها المتواجدين في العراق كل ثلاثة اشهر وبشكل دوري، قسم يتم منحهم استراحة (اجازة) واستبدال القسم الاخر يتعلق بأمور فنية ".
بدوره يؤكد عبدالعزيز حسن حسين، عضو لجنة الامن والدفاع، أن "قيادة العمليات المشتركة، تضم غرفة يعمل فيها ضباط عراقيون ومستشارون اميركان يبحثون موضوع تحرير المدن من داعش وتحريك القطعات ووضع الخطط الكفيلة لتقييد حركة هذه التنظيمات".
واضاف حسين، في حديث مع "المدى"، ان "الادارة الاميركية ما زالت مصممة على تقديم الدعم الكامل للقوات العراقية في حربها ضد المجاميع الارهابية وتجهيزها باحسن المعدات المتطورة"، متسائلا "كيف تقوم بسحب مستشاريها في ظل هذه الظروف الصعبة؟".
ويؤكد النائب الكردي بالقول ان "التنسيق مستمر ولا وجود لاية عمليات انسحاب للمستشارين الاميركان من قاعدة عين الاسد او الحبانية أو الاماكن الاخرى"، مشيرا الى ان "الاميركان هم جزء من التحالف الدولي الذي يدعم العراق".
من جانب آخر يوضح عباس الخزاعي، عضو لجنة الامن والدفاع، بان "الاتفاقية الامنية بين الجانب العراقي والاميركي تؤكد على دعم الولايات المتحدة للحكومة في حال طلب العراق تدخلها".
وكانت الحكومة العراقية، بعد سقوط الموصل في حزيران الماضي، قد طلبت من واشنطن دعمها جوا عبر ضربات جوية لمواقع المسلحين، وارسال قوات غير قتالية مهماتها تقديم المشورة والمساعدة الاستخبارية للعراقيين.
ويؤكد الخزاعي، في تصريح لـ"المدى"، أن "المستشارين الاميركان ما يزالون في قاعدة عين الاسد والحبانية ولا وجود لعمليات انسحاب جزئية مطلقا وهم يقدمون الدعم للقوات العراقية"، مستدركا "لكن هذا الدعم ليس بالمستوى المطلوب قياسا للمعارك التي يخوضها الجيش العراقي".
ويشدد النائب عن التحالف الوطني بالقول "لا تغيير في الستراتيجية الاميركية في دعم القوات العراقية والحكومة في الحرب ضد داعش"، لافتا الى "وجود مئات من المستشارين الاميركان يتواجد غالبيتهم في قاعدة عين الاسد والقسم الاخر في قاعدة الحبانية ومازالوا يمارسون مهامهم اليومية".
المدى |