خبراء اميركان: بغداد مؤمّنة لكن جيشها مرهق... ولن نقاتل نيابة عن العراقيين
اخبار اليوم
قال الجنرال السابق بالجيش الأمريكي، جيمس ماركس، إن الاستراتيجية التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق بحسب اعتقاده هي أنه وطالما العاصمة بغداد بخير فإننا بموقف جيد. اوضح ماركس، في مقابلة مع CNN، ان "على صعيد القوات العراقية، فإن السماح بسقوط الرمادي بهذه السرعة فهذا يظهر عدم وجود مهنية وقيادة في هذه الوحدات للإقدام على تنفيذ المهام".
وأضاف الجنرال الاميركي ان "الجيش العراقي لديه وحدات قتالية متفوقة وممتازة ولكنها مركزة داخل وحول العاصمة العراقية بغداد، وبالطبع فإن العاصمة لابد من الحفاظ عليها مهما كلف الثمن، وأقول إنه وفي الوقت الحالي فإن المدينة بأمان". ''
وأشار الجنرال إلى "الخطورة تكمن في أن القتال في المناطق السنية التي يسيطر عليها تنظيم داعش فإن المجموعات القتالية الوحيدة التي تظهر للقتال هي قوات شيعية مدعومة من إيران، حيث أننا نرى تحولا طائفيا في التوجهات القتالية". الى ذلك، وصف الجنرال الأمريكي المتقاعد، مارك هيرتلينغ، إن القوات العراقية بانها مرهقة، معتبرا أن ذلك أحد الأسباب التي مكنت تنظيم "داعش" من السيطرة على مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار.
وتابع هيرتلينغ، خلال لقاء تلفزيوني، ان "هناك العديد من الأمور التي أدت لسقوط الرمادي ومنها إرهاق القوات العراقية بعد قتال ضد التنظيم امتد لنحو عام الآن، إلى جانب قلة الدعم الحكومي الذي تتلقاه هذه القوات وعوامل جوية أخرى جعلت من الأوضاع أشبه بعاصفة مثالية دعمت داعش في تقدمه نحو المدينة."
وحول مستوى قدرة العاصمة العراقية، بغداد على الصمود ضد أي هجمات محتملة، قال هيرتلينغ "بغداد مدينة آمنة ولكن لا أقول بأنها مستحيلة على التنظيم، تعلمت ذلك في الماضي بحيث أن أي شيء يمكن أن يحصل خلال الصراعات."
وتابع قائلا "غالبية السكان في بغداد من أبناء الطائفة الشيعية، وغالبية القوات الأمنية متمركزة في المدينة إلى جانب وجود ترسانة دفاعية جيدة حولها.. لذلك فإن رؤية تقدم لتنظيم داعش باتجاه المدينة أمر لا أراه في الوقت الحالي، ولكن لا أحد يعلم بالضبط." وحول تحركات التنظيم بشكل عام في العراق، قال هيرتلينغ "أعتقد أننا سنرى استمرار للقتال وليس فقط حول بغداد والحزام الأمني حولها، ولكن أيضا في مناطق أخرى مثل محافظة الأنبار التي أعتقد أن القتال فيها سيستمر لأسابيع وأشهر." الى ذلك، وجه كريس كوفنز، أحد واضعي الاستراتيجيات بالحزب الديمقراطي الحاكم بأمريكا، انتقادات إلى الحكومة العراقية وإلى الداعين لإرسال المزيد من القوات الأمريكية من أجل القتال في العراق بمواجهة تنظيم داعش، قائلا إن الشعب الأمريكي يرفض المجازفة بأرواح أبنائه من أجل الدفاع عن بلد لا يرغب أبناؤه بالقتال دفاعا عن أنفسهم. وقال كوفنز، في مقابلة تلفزيونية تعليقا على الدعوات من الجمهوريين لإعادة إرسال آلاف الجنود إلى العراق، "يجب على الشعب العراقي في مرحلة معينة التحرك لاختيار مصير بلده. سيكون من الصعب الطلب من عائلات تحمل التضحيات لإرسال أبنائهم من أجل الدفاع عن بلد آخر والقتال من أجل أناس لا يرغبون بالقتال دفاعا عن أنفسهم."
وتابع كوفنز، معلقا على رأي السيناتور الجمهوري البارز، جون ماكين: "احترم السيناتور ماكين، ولكن فكرة أن علينا إرسال آلاف الجنود إلى منطقة القتال من أجل قلب الأوضاع رأسا على عقب في حين أن العراقيين أنفسهم ليس لديهم الرغبة بالقيام بذلك لن تكون حلا مقبولا."
وانتقد كوفنز الاتهامات الموجهة للإدارة الأمريكية بعدم امتلاك استراتيجية واضحة بمواجهة داعش قائلا "القول بأن عدم إرسال قوات ليس استراتيجية ناجحة قول مرفوض، فهو جزء من استراتيجية تقوم على أننا نريد من العراقيين أخذ قرار لتحديد مصيرهم، ونحن نريد من الحكومة العراقية أن تطرح الاستراتيجية التي تناسبها ونريد من القوات العراقية خوض القتال بنفسها".
وأضاف عضو الحزب الديمقراطي "الكثيرون يريدون من واشنطن تقديم خطة كبرى، ولكن الشعب الأمريكي قال بوضوح ومنذ زمن طويل بأنه اكتفى من الحرب. فكرة أن نرسل عشرات آلاف الجنود من أجل قلب الأوضاع رأسا على عقب بثمن قد يتعلق بأرواح جنودنا أو بتكاليف تصل إلى مليارات الدولار ليس حلا".
وذكّر السياسي الديمقراطي بمسؤولية الجمهوريين عما يحصل قائلا "يمكن للبعض بسهولة انتقاد الرئيس أوباما، ولكن علينا ألا ننسى من ورطنا في هذه الفوضى، وأقصد بذلك إدارة الرئيس جورج بوش. يبدو أن الجميع قد نسي ذلك". |