مسؤول أميركي: شائعات دعمنا لـ(داعش) باتت تشكل خطراً على جنودنا في العراق
قال الجنرال كورت كريزر، المسؤول عن العمليات الأميركية الخاصة في العراق للأشهر الستة الماضية، ان حملة واشنطن لجمع المعلومات في الشرق الأوسط غير كافية لدرجة ان الكثير من الجنود العراقيين يعتقدون ان القوات الأميركية توفر الإمدادات لداعش – ما يثير احتمال تعرّض القوات الأميركية الى هجمات انتقامية من حلفائها الاسميين.
وأضاف الجنرال كريزر أن "خصومنا يسبقوننا دائما بخطوة في مجال المعلومات". اساس هذه الشكوى ان مسلحي داعش يتفوقون على الولايات المتحدة في مجال المعلومات.
شكوى كريزير تعتبر دليلا آخرا على ان الأمة التي اخترعت الإنترنت وتحتضن هوليوود وشارع ماديسون مازالت بعد 12 سنة على اجتياح العراق تعاني من متاعب التنافس مع مجاميع إرهابية تنتمي إلى القرن السابع لكنها تستخدم وسائل إعلام محنكة لجمع الأموال وتجنيد مقاتلين جدد.
ويقول الجنرال ان "داعش وغيرها من المجاميع تمتلك أيديولوجية قوية، وعلينا إيجاد حلول تفسح لنا المزيد من المجال في ساحة المعركة الأيديولوجية. عادةً تستغرق الولايات المتحدة وقتا طويلا لمواجهة الشائعات المعادية للأميركان في الشرق الأوسط وبهذا تتخلى عن ساحة معركة المعلومات لأعدائها".
وأشار الجنرال الى ان شائعة تدور عند السنة العراقيين بأن الولايات المتحدة تموّل قوات داعش، لكنه لم يوضّح سبب اعتقاد العراقيين بذلك في الوقت الذي يقوم فيه هذا التنظيم الإرهابي بقتل الرهائن الأميركان وغيرهم من الأوربيين.
ومنذ زمن وأصحاب نظرية المؤامرة من العراقيين يعتقدون بأن واشنطن تبحث عن ذريعة تسمح للولايات المتحدة بالعودة الى العراق، ربما بصورة دائمية. ويقول كريزر إنه "من دون دعاية مضادة فعالة فان هذه الشائعة ستصل بسرعة الى الكثيرين في أنحاء العراق. ليس الفقراء وغير المتعلمين فقط هم الذين يعتقدون بذلك".
وبعد تعليقاته للمراسلين قال كريزر حتى قاسم سليماني مسؤول قوات القدس الإيرانية يصدّق هذه الشائعة "انه يعتقد بأننا نموّل داعش بل ويصدّق ذلك". الا ان الجنرال لم يذكر لماذا يصدّق مسؤول رفيع متمرس في المعلومات هذه النظرية.
ويرى كريزر ان تصديق القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي لهذه الشائعة يشكّل تهديدا للقوات الأميركية المتواجدة في العراق "انها تخلق ظروفا لحصول أمور لا تحمد عقباها"، وأشار الى ان تقارير استخباراتية ذكرت ان أفرادا (لم يذكر من أية جهة) قد أطلقوا النار على مروحيات أميركية "لاعتقادهم بأنها تلقي إمدادات الى داعش".
كما أضاف ان جنودا عراقيين من حرس بوابات مواقع التدريب والذين تستخدمهم القوات الخاصة الأميركية يسألون الجنود الأميركان عن سبب دعم الولايات المتحدة لداعش. وتابع "كلما طال التحدث بهذه الشائعات كلما زاد انتشارها، لذا علينا التوصل الى رد صادق وسريع في محاولة للتخفيف من هذه الشائعات قبل ان تنتشر أكثر".
من جهته قال الجنرال جوزيف فوتيل، قائد العمليات الخاصة الأميركية، لدى سؤاله عن ضرورة قيام قوات العمليات الخاصة بنشر فيلم عن الغارات التي تقوم بها على غرار الضربات الجوية التي يقوم بها الجيش "لا أعتقد ان هذا أسلوب جيد في إبلاغ الآخرين بأننا نخرج في غارات، لكن كي نكون فاعلين ضد تنظيم مثل داعش، أعتقد ان علينا كشف ممارساته الوحشية، وأعتقد ان قدرتنا في الحصول على المعلومات عن تلك الممارسات ستكون أكثر تأثيرا على الناس الذين نحاول تقديمها لهم". في نهاية المطاف يقول كريزر "ان عدم فعل شيء تجاه هذه الشائعات ليس خياراً جيداً".
ترجمة
المدى برس |