على إثر انتحار عاملة نظافة كردية إيرانية تعمل في فندق بمدينة “مهاباد”، لم تهدأ تظاهرات الأكراد المحتجين على النظام الإيراني منذ يوم أمس الخميس – الجمعة، لتعلن السلطات حالة الطوارئ في البلاد.
وألقت فريناز نفسها من الطابق الرابع لفندق “تارا” بعد محاولة الاعتداء الجنسي عليها من أحد موظفي السياحة، يُرجح أنه ضابط أمن، مقابل منح الفندق درجة 5 نجوم فندقية.
ويرجح ناشطون، أن يستغل أكراد إيران الفرصة لما أسموه تصاعد ممارسات النظام السياسية والمذهبية والتهميش تجاه هذا المكون، حيث حملة الإعدامات بحق المعارضين، فضلاً عن التضييق والتصفية على أساس الهوية، ليعبروا عن حقوقهم السياسية والثقافية، حيث يندرج الاحتجاج على نظام “الملالي” وسياساته، تحت بند المطالبة بهذه الحقوق، وسط عدم الاهتمام السياسي والإعلامي بقضيتهم، وغياب التقارير التي توثق الانتهاكات بحقهم.
وخرج مئات في “إقليم كردستان”، شمال غرب إيران، مع الأمن الإيراني، وهي المنطقة التي يسميها الأكراد شرق كردستان، أو “كردستان إيران”.
ورغم أن التحقيقات لا تزال جارية بشأن مقتل فريناز، بحسب عائلتها، إلا أن السلطات الأمنية دعت سكان “مهاباد” للتريث حتى تبيان نتائج التحقيقات.
وقُتل وأصيب 50 متظاهراً كردياً على يد الأمن الإيراني، الأمر الذي أشعل ثورة على مواقع التواصل الاجتماعي، والدعوة إلى خروج مظاهرات مشابهة في أماكن الأكراد، سوريا (غرب كردستان)، والعراق (جنوب كردستان)، وتركيا (شمال كردستان)، بالإضافة إلى الموجودين في دول العالم كافة.
وتداول ناشطون أكراد، مقطع فيديو يوضح محاولة شباب أكراد حرق الفندق الذي كانت تعمل فيه “فريناز خسروي” قبل أن تلقي نفسها من إحدى شرفاته.
ولكن قائم مقام قضاء “مهاباد” جعفر كتاني، قال في تصريح صحفي إن “ما نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص انتحار فريناز هو أضعف رواية للحادثة”، داعياً الناس في المدينة إلى التأني لحين إعلان النتائج ومنح السلطات الأمنية وقتاً كافياً للبت في حقيقة التحقيقات الجارية”، بحسب شبكة روداو الكردية.
ومن المتوقع أن تستمر التظاهرات عدة أيام، يستذكر فيها الأكراد حلم دولتهم “جمهورية مهاباد”، الذي انفصل عن إيران في 22 يناير / كانون الثاني عام 1946 بدعم من الاتحاد السوفيتي وقتذاك، إلا أنها لم تدم أكثر من 11 شهراً، بعد ضغوط من الولايات المتحدة على السوفييت، طالبةً منها سحب قواتها وبالتالي إسقاط جمهورية “مهاباد” وإعدام رئيسها “قاضي محمد”.
ويُقدر عدد سكان “مهاباد” الكردية بحوالي 150 ألف نسمة، وتقع جنوب بحيرة أرومية، في وادٍ ضيق، على ارتفاع 1300 فوق مستوى سطح البحر، في محافظة آذربيجان الغربية، وتبعد عن أربيل في العراق بحوالي 150 كم..
ويسيطر التوتر على علاقة أكراد إيران بالنظام، الذي يعتبره غير معارضاً لسياسة بلده، فيما يقسم مراقبون التهم التي تطلقها إيران على الأكراد في اثنيتن، هي أنهم سنّة وانفصاليون، حيث يشكل الأكراد نسبة 7% من سكان إيران.
إرم نيوز