اعتداء "عنصري" على رئيس جامعة كركوك وحرب بيْنيّة كردية على مقدرات المدينة
تعرّض رئيس جامعة كركوك الى هجوم وتخريب لمكتبه، وتهديده بالاستقالة والقتل، من قبل طلاب أكراد، وآخرين من المتطرفين دينيا، ويظهرون اجندة بدت وكأنها تنسجم مع أفكار الجماعات الإرهابية المتطرفة.
ندد النائب جاسم محمد جعفر البياتي، بالاعتداء الذي تعرض له رئيس جامعة كركوك، الدكتور عباس تقي، من قبل اشخاص مدفوعين من "جهات سياسية وحزبية معروفة لا تريد الاستقرار والامن في كركوك"، على حد وصفه، داعيا الجهات الامنية الى "الضرب بيد من حديد لكل من يحاول اثارة المشاكل والفتن في هذه المحافظة".
وتعرّض رئيس جامعة كركوك الى هجوم وتخريب لمكتبه، وتهديده بالاستقالة والقتل، من قبل طلاب أكراد، وآخرين من المتطرفين دينيا، ويظهرون اجندة بدت وكأنها تنسجم مع أفكار الجماعات الإرهابية المتطرفة.
وكان رئيس جامعة كركوك الجديد، وهو شيعي تركماني استلم مهام عمله بداية الأسبوع الماضي، بقرار من الحكومة الاتحادية، بعد ان كان مشغولا من قبل اكاديمي كردي هو بهرام خورشيد، ما اثار امتعاض الاكراد واطراف سنية.
ويقول الكاتب الكردي المعارض لحكومة بارزاني ، يوسف فرج يوسف في حديث ﻟ "المسلة" انه "منذ التغيير وكركوك تشهد صراعات يشعل اوارها الاكراد لمطامع بدعوى عائديتها لكردستان ويبدو انهم تحولوا بقدرة قادر من قوميين شوفينيين الى طائفيين في مغازلة رخيصة للعرب المتشددين" .
وزاد في القول "الاعتداء يأتي في هذا الاتجاه لتأجيج الصراع مرة أخرى، السؤال المهم، هل ستسكت تركيا وان كان الضحية شيعي تركماني لان المبدأ الطوراني مازال يعمل في العقلية التركية التقليدية".
وتزعم الجهات الكردية ان قرار تعيين عباس تقي رئيسا للجامعة، اتُّخذ من دون اخذ رأي الاكراد، فبينما رشح الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، خمسة مرشحين للمنصب، رفضتهم بغداد جميعا.
وتزامن سعي الحزبين الكرديين إلى استعادة المنصب، مع العمل على اثارة اضطرابات داخل الجامعة، بينها الاعتداء على رئيسها لأجل تسييس المواقف لصالحهما على رغم الصراع بينهما على مراكز النفوذ في المدينة.
وكان طلاب اكراد مدعومين من أحزاب كردية انزلوا في 19/12/2014 ، العلم العراقي من اعلى جامعة كركوك .
وفي حين يرى عضو مجلس النواب العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، شاخوان عبد الله،، إن "القرار اتخذ بشكل انفرادي من قبل الحكومة الاتحادية ومن دون مشورة الاكراد"، وصف النائب عن التحالف الوطني، محمد البياتي، الاسلوب الذي اعتمده المشاغبون مع رئيس الجامعة بانه "اسلوب همجي لا يرقى الى مستوى الطالب الجامعي ولا تقره الا شريعة الغاب ولا يمت بالتحضر والديمقراطية بأدنى صلة"، مشيرا الى ان "كون الشخص المعين في هذا المنصب تركمانيا لا يعني بالضرورة اقصاء مكون آخر او تهميشه حيث سبق وان كان منصب مدير تربية المحافظة من حصة التركمان الا انه جرى تعيين شخص اخر ومن مكون آخر بدلا عنه، فلم تثر ذلك حفيظة التركمان".
وعُين رئيس الجامعة الجديد من قبل مجلس الوزراء ونفذته وزارة التعليم العالي، ما يعتبر قرار تعيينه نافذا من الناحية القانونية يتوجب على الجميع الامتثال له.
ويسعى الاكراد الى اتباع سياسية الاستحواذ على المناصب المهمة في كركوك، معتبرين ان المدينة الغنية بالنفط "كردية"، غير ان هناك صراعا خفيا يحتمل ان يتحول الى حرب في أي لحظة، بين الحزبين الكرديين لأجل الاستحواذ على كركوك، ففي حين يسعى الحزب الديمقراطي الكردستاني الى السيطرة على
المرافق الحيوية في المدينة، يسعى الاتحاد الوطني الكردستاني الى احتكار السيطرة عليها.
المسلّة |