إجراءات بغداد المشدّدة والتهديدات تعيد 5 آلاف عائلة نازحة الى الأنبار
تعاني عائلات أنبارية محاصرة في مناطق الحبانية والخالدية وضعا انسانيا صعبا يتمثل في انتشار الاوبئة والامراض بين النساء والاطفال والشيوخ ادى إلى حدوث حالات وفاة بعد انقطاع الامدادات الصحية والاغاثية عنها.
وتقول لجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية إن 5 آلاف عائلة نازحة اضطرتها الاجراءات الامنية المشددة والتهديدات للعودة الى الانبار.
ويقول النائب رعد الدهلكي، رئيس لجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية، ان "اوضاع النازحين صعبة ومتردية بسبب عدم ايصال الخدمات بعد غياب الدور الحكومي في مساعدتهم"، مبينا ان "اعداد النازحين في ارتفاع مستمر بعدما تجاوزت 3 ملايين نازح في عموم العراق". واضاف الدهلكي، في تصريح لـ"المدى"، ان "الحكومة لم تطلق الاموال المخصصة للنازحين والبالغة 138 مليار دينار كما منصوص عليها في الموازنة الاتحادية بحجة عدم وجود سيولة مالية لدى الجهات المختصة"، داعيا رئيس الوزراء إلى "عقد جلسة استثنائية مع الجهات المختصة لمناقشة اوضاع النازحين".
ويقر رئيس لجنة الهجرة البرلمانية بصعوبة احصاء اعداد النازحين داخل محافظة الانبار، عازيا ذلك الى "صعوبة الوصول إليهم بعد محاصرة مناطقهم من قبل داعش".
يذكر أن تنظيم داعش يسيطر على أهم وأبرز مدن الأنبار منذ عام تقريباً على الأحداث والمعارك والمواجهات بين القوات الأمنية والعشائرية ومن أبرز المناطق التي هي تحت سيطرة التنظيم هي الفلوجة والقائم الحدودية بين العراق وسوريا وهيت وراوة ونواح أخرى.
بدورها تقول النائبة لقاء وردي، عضو لجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية، ان "اكثر من 5000 عائلة نازحة عادت في الفترة الاخيرة إلى مناطق الحبانية والخالدية التي تخضع لسيطرة الاجهزة الامنية".
واضافت وردي، في تصريح لـ"المدى"، ان "هذه العائلات كانت مهجرة في العاصمة بغداد لكن الاجراءات الامنية المتشددة والتهديدات التي تلقتها من بعض المجاميع المسلحة، دفعتها للعودة مجددا إلى محافظة الانبار". وأعلنت الأمم المتحدة، في 22 من الشهر الماضي عن نزوح اكثر من 79 الف شخص في الاسبوعين الاخيرين نتيجة المعارك في الرمادي، معربة عن قلقها من المشاكل المتفاقمة التي يواجهونها.
وتقول عضو لجنة المهجرين البرلمانية ان "هذه العائلات النازحة اصبحت محاصرة من قبل تنظيمات داعش من جهة ونار القوات الامنية التي تحارب هذه التنظيمات من جهة اخرى"، مشيرة الى "حدوث حالات وفاة بين النساء والشيوخ والاطفال بعد انتشار بعض الاوبئة والامراض رافقها غياب الامدادات الطبية والصحية والاغاثية".
وتؤكد لقاء وردي أن "النازحين يعيشون وضعا انسانيا صعبا بعد تلوث المياه وقلة الاطعمة وهو ما تسبب بشيوع الكثير من الامراض"، موضحة بان "مادة الفيبر كلاس التي تغلف كرفانات النازحين تسببت بانتشار بعض الامراض الجلدية بين صفوف النازحين".
وتلفت عضو لجنة الهجرة بالقول ان "هناك مخيمات خصصت لنازحي الانبار، في ناحيتي الرشيد والنهروان، وما زال العمل جارياً فيها، فضلا عن وجود مخيمات داخل الجوامع ودور العبادة"، كاشفة عن "توزيع 200 كرفان في مدينة الغزالية الا انها لا تكفي لأعداد النازحين الكبيرة جدا".
المدى |