القوات المشتركة تستعيد 84 كم جنوبي كركوك ... وتواصل تحرير باقي المناطق
قالت السلطات الكردية إن قواتها المدعومة بضربات يشنها التحالف الدولي أخرجت عناصر تنظيم داعش من منطقة مساحتها 84 كيلومترا مربعا في شمال العراق خلال اليومين الماضيين موسعة بذلك منطقة عازلة حول مدينة كركوك النفطية.
وقال مجلس الأمن لمنطقة كردستان في بيان إن ما لا يقل عن 35 من مقاتلي داعش لقوا حتفهم بيد قوات البيشمركة في هجوم جنوبي كركوك بدأ السبت على جبهتين.
وسيطر الكرد على كركوك بالكامل الصيف الماضي مع اجتياح مقاتلي داعش شمال البلاد وتفككت عدة فرق تابعة للجيش العراقي في الشمال. ويقول القادة الكرد إنهم لن يتخلوا أبدا عن المدينة المختلطة عرقيا والتي يطالبون بها إلى جانب العرب والتركمان.
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في بيان يوم الاحد إنه وفّر "معلومات استطلاعية ومشورة وعناصر مساعدة" بالإضافة إلى ضربات جوية لدعم أفراد البيشمركة الذين سيطروا على "عشرات الأميال المربعة". وفي الشهر الماضي طردت قوات البيشمركة مقاتلي داعش من أكثر من مئة كيلومتر مربع جنوبي كركوك وغربها.
وأفاد بيان مجلس الأمن أن قوات البيشمركة ما زالت تملك زمام المبادرة فتوغلت في عمق المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو التنظيم المتشدد مما اضطرهم للجوء إلى "أعمال جبانة" هدفها إيذاء المدنيين الأبرياء.
وفي السياق ذاته أكدت إدارة محافظة كركوك، استعدادها للتعاون مع أي قوة تواجه داعش بالتنسيق مع قوات البيشمركة، وفي حين دعت قوات الحشد الشعبي إلى "التركيز" على العدو المشترك الذي يمثله "الإرهاب الأعمى"، طالبت القوات الامنية بـ"المحافظة" على ممتلكات المواطنين في المناطق المحررة.
جاء ذلك خلال زيارة نجم الدين كريم محافظ كركوك، الذي يرأس اللجنة الأمنية العليا للمحافظة، إلى مقر قوات البيشمركة في قضاء داقوق،(45 كم جنوب كركوك)، الاحد، وحضرته (المدى برس).
وقدم محافظ كركوك خلال الزيارة "التهاني للضباط والمقاتلين على انتصاراتهم التي تحققت بتحرير قرى العزيرية وعطشانة والمرة وبانشاخ الكبير والصغير"، معرباً عن "ثقته بقرب تحرير قرية بشير بالكامل".
وذكر ان "قصبة بشير التركمانية الشيعية، جنوبي مدينة كركوك، التي تضم 1150 دارا سكنية وقعت تحت سيطرة داعش منذ السابع عشر من حزيران 2014 المنصرم، وتخوض قوات الحشد الشعبي التركمانية، معارك لتحريرها منذ الشهر الماضي، حيث تمكنت من دخول مشارفها، يوم السبت".
وقال كريم أن "ما قدمته قوات البيشمركة البطلة أكد مكانتها الكبيرة واستحقاقها محبة أهالي كركوك وتقديرهم"، مستذكراً "الشهداء الأبطال من البيشمركة الذين قدموا دماءهم الزكية قرباناً للوطن وأسهموا بدحر الإرهاب الذي عاث بالأرض دماراً وخراباً بعد سنة 2003".
ومن جانب آخر زار محافظ كركوك مقر الحشد الشعبي (قوة التركمان) في ناحية تازة، (30 كم جنوب مدينة كركوك)، والتقى المشرف على اللواء 16، أبو رضا النجار، بحضور عدد من القيادات الأمنية ومدير الناحية، لمباركة الانتصارات التي حققوها.
وأكد المحافظ، خلال الزيارة، ان "البيشمركة والحشد الشعبي يواجهان عدواً واحداً يستهدف العراقيين كافة"، مبدياً "استعداد إدارة كركوك للتعاون مع أي قوة تواجه تنظيم داعش الإرهابي بالتنسيق مع البيشمركة". وشدد كريم على ضرورة "حماية ممتلكات المواطنين والحفاظ عليها والتركيز على العدو المشترك الذي يمثله الإرهاب الأعمى"، مطالباً فرق الجهد الهندسي "الإسراع بالتأكد من خلو القرى والدور السكنية من المتفجرات لاسيما أن داعش يلجاً إلى التفخيخ بهدف إلحاق الأذى بالأهالي".
من جانبه أشاد ابو رضا النجار، المشرف على الحشد التركماني، بـ"محافظ كركوك لدعمه وتواصله مع البيشمركة والحشد الشعبي". وتواصل قوات الحشد الشعبي التركمانية عملياتها في قصبة بشير بغية تحريرها من عناصر تنظيم داعش الإرهابي. وفي هذا السياق، اكد النجار، وهو المشرف العام على قوات الحشد الشعبي في كركوك، في حديث الى (المدى برس)، أن "قوة من اللواء 16 التابع للحشد الشعبي تمكنت من قتل ستة من عناصر داعش في كمين نصبه مقاتلو الحشد الشعبي التركماني، أثناء محاولة التعرض الى احد خطوط التماس في قرية بشير جنوبي كركوك".
وبيّن القيادي التركماني أن "المسلحين كانوا يستقلون عجلة نوع همر"، مضيفا بأن "قرية البشير الآن تحت سيطرة قوات الحشد الشعبي"، مؤكداً أن "تحريرها سيتم بأقرب وقت ممكن بالتنسيق مع البيشمركة".
ولفت النجار الى أن "عمليات التقدم صوب البشير اسفرت عن مقتل 15 عنصراً من الحشد الشعبي واصابة قرابة 35 آخرين".
المدى |