أطباء تخدير: "الفصول العشائرية" تجعل مهنتنا غير مرغوب بها
اكد أطباء تخدير عراقيون، أمس السبت، وجود نقص كبير في عدد الاطباء في اختصاص التخدير، وفيما حملوا الحكومة ووزارة الصحة و"الفصول العشائرية" هذا النقص، طالبوا بتوفير امتيازات خاصة لهم.
وقال عضو الهيئة الإدارية للجمعية العراقية للتخدير والعناية المركزية والحد من الألم نوفل علي مبارك في حديث إلى (المدى برس)، على هامش المؤتمر العالمي العلمي الثاني الذي اقامته الجمعية في فندق بابل وسط بغداد وحضرته (المدى برس) إن "المؤتمر عالمي ويتم عقده سنويا على مدار ثلاثة أيام لطرح ما هو جديد في علم التخدير وتبادل التجارب والخبرات مع الأطباء العرب والأجانب المشاركين فيه بالإضافة إلى وجود ورش عمل محاضرات وتطبيق عملي".
وأضاف مبارك أن "العراق يعاني من قلة كوادر أطباء التخدير وحسب إحصائية فأن لكل 4 صالات عمليات في العراق دكتور تخدير واحد ما ينعكس سلبا على عمله بسبب الضغط الذي يواجهه وبالنتيجة يكون المريض هو الضحية".
وانتقد مبارك "توجه الحكومة و وزارة الصحة للتعاقد مع أطباء تخدير من خارج العراق"، موضحا أنه "كان الأجدر بهم وضع خطط وتشجيع الأطباء للدخول في هذا الاختصاص وإعطائهم امتيازات خاصة أفضل من ضياع الأموال العامة على الأطباء الأجانب". وأشار إلى أن "الحكومة المركزية تتحمل المسؤولية الأكبر بالتقصير تجاه أطباء التخدير لعدم تشجيعهم وقلة رواتبهم وتخصيصاتهم وعدم وجود مميزات على عكس أطباء التخصيصات الأخرى"، لافتاً إلى أن "أطباء التخدير دائما ما يكونون في "وجه المدفع" ويتحملون مسؤوليات كبيرة مع هذا لا يتم إعطاؤهم مميزات عكس طبيب التخدير في كل دول العالم له امتيازات تختلف عن باقي الأطباء بسبب عمله الصعب".
من جهته قال استشاري التخدير في دائرة مدينة الطب وتدريسي في كلية طب بغداد صباح نوري السعد في حديث إلى (المدى برس)، إن "قلة كوادر التخدير ترجع لعدة أسباب منها مادية، لان طبيب التخدير لا يمكن له فتح عيادة خاصة ولا يملك مراجعين والأمر الآخر قلة وجود فرص عمل في المستشفيات الأهلية لقلة الحاجة لهم".
وأضاف أن "السبب الآخر هو خطورة هذا العمل والمجازفة مما جعل الكثير من الأطباء يتوجهون لاختصاصات أخرى خوفا من تعرض المريض لمضاعفات أو موت أثناء التخدير وما تتبعه من آثار عرفية وعشائرية واجتماعية ويكون طبيب التخدير ضحية لـ (فصل العشائر)".
ولفت إلى أن "علم التخدير في العراق ما زال متخلفا عن التطورات والبرتوكولات العالمية الحديثة ، لكننا نحاول أن نحسن العمل في العراق وهذا يتطلب جهودا من الدولة بتوفير كل الإمكانيات لهذا الاختصاص".
من جهتها ، قالت اخصائي التخدير في مستشفى ابن النفيس زهرة الاسدي في حديث إلى (المدى برس)، إن "الكادر النسائي في اختصاص طب التخدير قليل جدا بالإضافة إلى وجود قلة أطباء تخدير مما جعل علينا الكثير من الضغوط وبذل جهود أكبر".
وأشارت إلى أن "هذا الأمر جعل علينا عبء كبير فدوامنا مستمر طيلة الأسبوع وكذلك الخفارة الأسبوعية مما يسبب بقلة تركيزنا وكذلك يمنعنا من الاطلاع على آخر تطورات هذا الاختصاص".
ولفتت إلى أن "هناك قلة توجه من الكوادر الطبية النسائية إلى اختصاص طب التخدير"، عازية ذلك إلى "المشاكل التي قد يتعرض لها الطبيب في هذا الاختصاص خاصة لانه اذا تعرض المريض لحالة وفاة او مشكلة ما يتم إلقاء اللوم طبيب التخدير".
وطالبت "الجهات المعنية بزيادة الحوافز المادية والمعنوية لأطباء التخدير لجذب طلبة الجامعات الطبية لهذا الاختصاص" ، رافضة "فكرة التعاقد مع اطباء تخدير من دول اخرى".
وبينت أنه "كان من الأجدر إعطاء الامتيازات التي منحت للأطباء الأجانب كمنحهم سكنا وراتبا اعلى و احتساب الوقت الإضافي".
المدى |