صعد نجم عزة الدوري، من صبي يبيع قطع الثلج إلى أحد أشد الرجال قسوة ودموية.
انتقم العراقيون لضحاياهم طيلة ثلاثة عقود، وفرح ذوو الضحايا والايتام والشهداء والمهجّرون والمنفيّون، بوضع حد لنهاية مجرم كان الساعد الأيمن للدكتاتور العراقي المقبور طيلة ثلاثة عقود.
و صعد نجم عزة الدوري، من صبي يبيع قطع الثلج إلى أحد أشد الرجال قسوة ودموية.
وقال رائد الجبوري محافظ صلاح الدين، الجمعة، إن الدوري آخر من بقي من رجال صدام بعد 2003، قد قتل في عملية عسكرية.
وعرضت وسائل الاعلام صورا لجثمان رجل "يشبه" الدوري، بحسب تعبير رويترز. لكم مصادر "المسلة" تشير الى وقت نشر هذا التقرير بان الجثة تعود للدوري الا اذا اثبت فحص DNA غير ذلك.
وأعلنت وفاة الدوري، الذي ولد عام 1942،وكان أحد كبار المسؤولين في حزب البعث، عدة مرات من قبل.
وبعد الحرب على العراق في 2003 كان يحتل المرتبة السادسة على قائمة الجيش الأمريكي التي تضم 55 مطلوبا عراقيا وعرضت مكافأة بقيمة عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقاله. واتهمه مسؤولون أمريكيون بتنظيم التمرد الذي بلغ ذروته بين عامي 2005 و2007.
ولم يتمكن أحد من اعتقاله أثناء الوجود الأمريكي الطويل في الوقت الذي قتل فيه معاونو صدام الآخرون أو قدموا للمحاكمة واجتاحت الحرب "الطائفية" التي اججها الإرهاب في البلاد.
ومجرد رؤية الدوري بشاربه الأحمر والذي غالبا ما يرتدي الزي العسكري كفيلة بتذكير العراقيين بآلامهم في سنوات الرعب، بعد أن عانوا في ظل "جمهورية الخوف".
و صوت الدوري هو صوت رجل لعب دورا في العديد من أسوأ الفظائع التي ارتكبت ضد الشيعة والأكراد والسنة.
وزاد الرجل من جرائمه بوقوفه في صف تنظيم داعش الإرهابي، وأثنى على الارهابيين الذين استولوا على أجزاء من البلاد وأعلنوا قيام "الخلافة" في نهاية المطاف.
وعلى الرغم من كبر سنه وتدهور حالته الصحية حسبما تفيد تقارير، لكن يُعتقد أن الدوري زعيم الجماعة المسلحة البعثية جيش النقشبندي وهي واحدة من عدة مجموعات إرهابية تدعم داعش.
ويتكهن بعض المحللين بأن صدام حسين بعد فترة وجيزة من الاختباء وضع أساسا لحركة تمرد ونشر مساعديه وبينهم الرجل الذي يضع فيه أكبر قدر من الثقة عزة الدوري ليخططوا لعودة حزب البعث.
لكن محللين قالوا إن الانقسامات بين البعثيين أدت إلى إفساد تلك الخطط ورأى الدوري فرصة في ارهابيي تنظيم داعش الذي يمتلك الأسلحة الثقيلة والدبابات.
وطالب الصوت الذي يشبه صوت الدوري في تسجيلات صوتية سابقة صدرت باسمه العراقيين بالانضمام إلى صفوف الإرهابيين.
وقد وُصِف الدوري بأنه العقل المدبر للكثير من العمليات الإرهابية. و ظهرت مؤشرات على تحالف المصالح، قصير العمر بينه وبين القاعدة وداعش.
وقال سكان وأقارب إنه في خلال ثلاثة أسابيع من السيطرة على الموصل بدأ ارهابيو تنظيم داعش اعتقال كبار الضباط السابقين في الجيش وأعضاء حزب البعث.
وقال مسؤول مخابرات في وزارة الداخلية إنه يعتقد أن البعثيين بما في ذلك الدوري قاموا بتمويل داعش، لكن الارهابيين أطاحوا بهم في نهاية المطاف.
وأضاف المسؤول "في بداية عام 2014 ومنذ ذلك الحين كان هناك زواج مؤقت بين المجالس العسكرية (البعثيين) وداعش، وكان قصيرا جدا".
وأضاف "اعتقد البعثيون أن بوسعهم استخدام داعش للإطاحة بالحكومة العراقية، لكن المتطرفين هم الذين استخدموا البعثيين لكسب تأييد الناس".
مع ذلك يقول مسؤولون عراقيون آخرون إن المسؤولين العسكريين السابقين الذين كان يحكمهم في السابق رجال مثل الدوري عملوا كمستشارين لتنظيم داعش الذين اتبعوا قواعد اللعبة التي مارسها صدام من الاغتيالات والتعذيب للتعامل مع المعارضين.
ويقول سكان الموصل إن داعش لها خلايا وجواسيس في كل مكان بنفس الطريقة التي كانت تعمل بها الدولة العراقية في ظل مسؤولين مثل الدوري.
وكان الدوري أحد المخططين الرئيسيين للانقلاب الذي أوصل حزب البعث إلى السلطة في عام 1968. وارتقى بسرعة في صفوف الحزب.
وفي عام 1998 نجا من محاولة اغتيال في مدينة كربلاء وهي موطن كثيرين من الغالبية الشيعية التي قمعها صدام بالحديد والنار.
لكن يبدو أن الحظ عانده هذه المرة عندما حاصر مجاهد الحشد الشعبي وفي مقدمتهم رجال عصائب اهل الحق، منطقة يتواجد فيها إرهابيون، ليُعثر على جثة الدوري بين ثلاث جثث لانتحاريين فجروا أنفسهم.
المسلّة